دعماً لتعزيز جودة حياتهم على الصُّعُد كافة، وجعلها أكثر يسراً، تواصل المؤسسات المعنية إطلاق المبادرات والبرامج لدعم كبار المواطنين، عبر مظلة متكاملة ومستدامة من الرعاية المجتمعية، في مؤشر على الاهتمام الكبير الذي يحظون به في أجندة الأولويات الوطنية لدولة الإمارات.

وتنطلق هذه المؤسسات من توجيهات القيادة الرشيدة التي تحرص على توفير أفضل الظروف الملائمة لكبار المواطنين، اتساقاً مع القيم الدينية والأخلاقية النبيلة، والموروث الوطني العريق. وقد أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مكانة كبار المواطنين، بقوله لهم: «لا يمكن أن ننسى كل ما قدمتم ولا زلتم تقدمون لدولة الإمارات، ونقول لكم أنتم فخرنا وقدوتنا.. راحتكم، وصحتكم، واستقراركم، وجودة حياتكم واجب إنساني ووطني، وحكومة الإمارات ترد الجميل دائماً لكل من يساهم في نهضتها». حوَّلت مؤسسات الدولة هذه الكلمات الملهمة إلى عمل متواصل، لا تنقطع فيه القرارات الحكومية والمبادرات والخطط والفعاليات، التي تلبي الاحتياجات المادية والمعنوية معاً.

ففي أبريل الماضي، الذي شهدت فيه الدولة منخفضاً جويّاً أدى إلى سقوط أمطار غزيرة، أطلقت وزارة تنمية المجتمع مبادرة «نحن أهلكم»، التي تضمنت إجراء موظفي الوزارة عدداً كبيراً من المكالمات مع كبار المواطنين، للاطمئنان على صحتهم والتعرف إلى احتياجاتهم، والتأكد من عدم مواجهتهم أي مشكلات تستدعي تدخلاً من الجهات المختصة.

وفي نهاية مايو الماضي، أطلقت الوزارة برنامج «اختصاصيي حماية كبار المواطنين»، بالتعاون مع «معهد التدريب القضائي»، ويهدف البرنامج إلى تأهيل متخصصين لتطبيق إجراءات فعّالة وفورية لحماية كبار المواطنين، والتعامل مع التحديات التي قد تواجههم في مختلف الجوانب الحياتية.

وفي هذا الإطار أيضاً، أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية بطاقة «بركتنا»، تحت شعار «كبار في الخبرة كبار في العطاء»، بهدف تيسير تقديم كل أشكال الدعم المتكامل لكبار المواطنين، ولتعزيز صلة الأبناء بهم، ولتوعية الأسر بالمتطلبات والاحتياجات النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، بما يضمن اندماجهم في المجتمع مع الفئات العمرية المختلفة، وتوفير حياة كريمة وآمنة لهم. وتضمن بطاقة «بركتنا» تقديم الخدمات والتسهيلات كافة من كل الجهات الحكومية وشبه الحكومية في إمارة أبوظبي لكبار المواطنين ومن في حكمهم، إضافة إلى خدمات بطاقة «فزعة» التي توفر لهم مزايا وخصومات في مؤسسات القطاع الخاص.

وتأكيداً على أولوية كبار المواطنين على أجندة حكومة أبوظبي، تم دمج الخدمات المقدمة لكبار المواطنين، ومن في حكمهم ضمن منظومة عمل واحدة تسهل استفادتهم منها، وتعريفهم بالخدمات والتسهيلات المتوافرة والمقدمة لهم في القطاعات جميعها على المستويين المحلي والاتحادي، بالإضافة إلى توفير تسهيلات وخصومات من القطاعات المختلفة لتحسين جودة حياتهم، وهو ما جاء نتاج جهود مؤسسة التنمية الأسرية، لإتاحة الخدمات الحكومية والتسهيلات والمزايا، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين. وتعمل مؤسسة التنمية الأسرية، بالتعاون مع نادي «بركة الدار» على تكثيف تأهيل كبار المواطنين في المجال الرقمي لتسهيل تعاملهم مع التطبيقات والخدمات المقدمة، بما يمكِّن من زيادة فرص الإتاحة لاستثمار طاقاتهم في هذه المجالات، كما تعمل على تعزيز خدمة «المساندة الاجتماعية» الهادفة لتوفير الدعم الاجتماعي والمعرفي والوجداني لكبار المواطنين، عبر اكتشاف احتياجاتهم ومتطلباتهم، إلى جانب التواصل الدوري لاستكشاف كافة الرغبات التي يسعون لها.

وتسهم مؤسسة التنمية الأسرية في تنظيم فعاليات رياضية لكبار المواطنين أيضاً، حيث نظمت في مارس الماضي فعالية «لياقة إلى الأبد»، لكبار المواطنين والمقيمين، بهدف تشجيع تبني نمط حياة صحي، وتعزيز الصحة الجسدية وتحسين اللياقة العامة لهم، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية، ما يُسهم في تحسين صحتهم النفسية.

ويؤكد هذا النهج المتكامل لرعاية كبار المواطنين في دولة الإمارات المكانة التي يحتلونها ضمن رؤية الدولة والقيادة، تقديراً لعطائهم المتواصل في خدمة الوطن، وإسهاماتهم الملموسة في بناء دولة باتت تشكل نموذجاً للعالم في توفير أفضل ظروف الحياة لكل من يعيشون على أرضها الطيبة.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.