في موسم الأيام الوطنية، ترفرف أعلام الإمارات في كل مكان، وتنبض قلوبنا بالفخر والحمد. إنه عرس مجتمعي نحتفي فيه بمنجزات أمتنا وتاريخها العريق، مستذكرين شخصيات ملهمة مثل المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، هذان القائدان استحقا مكانتهما كرمزين للتكامل والعطاء، حيث ساهما معاً في بناء وطنٍ يجسد التطلعات والأحلام.
كانت البداية في خيمة متواضعة في سيح السديرة، حيث اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد برؤية موحدة لبناء اتحاد قوي. برغم التحديات، وضعا اللبنات الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة. حلمهما أصبح واقعاً في الثاني من ديسمبر 1971، حين اتّحدت سبع إمارات تحت علم واحد ودستور مشترك، وأصدرت لأول مرة جوازات سفر وشعاراً يمثل هويتها.
اليوم، بعد 53 عاماً، تتصدر الإمارات العديد من المؤشرات العالمية، وتحتل مكانة مرموقة بين الأمم. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل كان ثمرة رؤية بعيدة المدى، ومثابرة لا تعرف اليأس، وعزيمة قادها الإيمان بالله والثقة بالشعب.
تعلمنا من الشيخ زايد والشيخ راشد أن الشغف والصدق والخوف من الله وحمده على نعمه هي قيم أساسية في الحياة. كما علّمونا أن العمل عبادة، وأن إتقان العمل لا يسهم فقط في بناء الوطن، بل يجلب السعادة للناس ويرضي الله.
واليوم، نحن في أمانة تاريخية للحفاظ على هذه المكتسبات، ومواصلة العمل من أجل بقاء الإمارات في طليعة الأمم. علينا أن نبذل كل جهد ونستثمر في أجيالنا القادمة ليظل علم الإمارات عالياً، ولتبقى دولتنا نموذجاً يُحتذى به في التقدم والإنسانية.
أقول للعارفين: نعيش في وطن الإنسانية، فلا نعرف كلمة لا، كما أن المستحيل ليس في قاموسنا. إن ما تحقق هو أمانة ومسؤولية. فلنحمد الله، ولنعمل بإخلاص ليبقى اتحادنا قوياً وشامخاً، حاضراً ومستقبلاً.