«مايكل بلومبيرج» يستطيع شراء فوكس نيوز التي ضللت الملايين من الأميركيين، ونشرت كراهية الأجانب والخوف منهم.
جنيفر روبين*
يشتهر «مايكل بلومبيرج» بأعماله الخيرية، وتفانيه المخلص لقضايا مثل الحد من عنف السلاح والحد من التغير المناخي. وتوصله إلى قرار نهائي بأن أفضل استخدام لأمواله ووقته ربما يكون في الترشح للرئاسة هو قرار خاطئ.
ومع ذلك، هناك العديد من الأمور الجيدة التي يمكن لعمدة نيويورك السابق أن يكرس نفسه لها – أمور قد يكون هو الوحيد القادر على إنجازها، والتي ستسهم كثيراً في استعادة الديمقراطية وتأمين أميركا من البلطجية العنصريين والمخادعين أكثر مما تستطيع أي حملة رئاسية القيام به.
أولاً، شراء «فوكس نيوز». إنني جادة تماما. إنها ضللت الملايين من الأميركيين، ونشرت كراهية الأجانب والخوف منهم. بالتأكيد، هناك بعض الثمن الذي سيقبله «روبرت مردوخ» مقابل إمبراطورية «فوكس نيوز». (وقد باع بالفعل الجزء الترفيهي من الشركة). تخيل وجود شبكة أخبار تليفزيونية ذكية قائمة على الحقائق وملتزمة بالمعايير الصحفية وتتسم بالتعليق «المحافظ» الذكي، الذي يتم تصنيفه بوضوح على أنه رأي. يمكن لهذه الشبكة أن تقضي الأشهر الستة الأولى ببساطة في تصحيح الأخطاء السابقة ونظريات المؤامرة. وجعل المزيد من الأميركيين يعودون إلى نفس المجموعة من الحقائق ربما يكون أفضل مساهمة يمكن لبلومبيرج أن يقدمها للديمقراطية الأميركية.
ويستطيع «بلومبيرج» أيضاً أن يخصص مليارات الدولارات لحملة التسجيل التلقائي والتصويت عبر البريد الإلكتروني. إن التهرب من الجهود الرامية إلى التلاعب بالناخبين (أي قمع التصويت) لتمديد هيمنة الناخبين من الريفيين وكبار السن هو أمر غير ديمقراطي. ومساعدة الناخبين لكي يشبهون أميركا ستؤدي إلى وجود المزيد من المسؤولين المنتخبين يستجيبون لإرادة بلد متنوع.
وبإمكانه أيضاً أن يكسب امتناننا من خلال إحياء الصحف المحلية والحفاظ عليها، وهي آلية متلاشية، لكنها ضرورية لمحاسبة القادة المحليين وغيرهم. وفي أكتوبر 2018، خلصت دراسة أعدتها جامعة «نورث كارولينا» إلى أن «نحو 20% من صحف المترو والصحف المجتمعية في الولايات المتحدة –نحو 1800 – قد توقفت عن العمل أو تم دمجها منذ عام 2004، عندما كان يتم نشر 9000 صحيفة. وقامت المئات من الصحف الأخرى بتقليص التغطية بحيث أصبحت ما يسميه الباحثون صحفاً كالأشباح. كما تراجعت جميع الصحف الأخرى التي ما زالت تصدر، وإن كان بشكل أقل حدة». إن إبقاء جميع الناخبين على اطلاع ووضع جميع السياسيين على جميع المستويات تحت التدقيق هو أمر ضروري لإصلاح ديمقراطيتنا المدمرة.
وعلاوة على ذلك، يمكن لبلومبيرج القيام بحملة لتشجيع المدارس الثانوية في الولايات المتحدة للمطالبة بالحصول على درجة نجاح في اختبار الجنسية الممنوح للمهاجرين الذين يسعون إلى التجنس. ويتطلب الاختبار الفعلي الحصول على ست من عشر إجابات صحيحة في هذا الاختبار. يمكن لبلومبيرج تقديم الأموال للمناطق التعليمية لإعداد الاختبارات وإدارتها.
وفقاً للتقارير المنشورة، تبلغ ثروة بلومبيرج 52 مليار دولار. وإنفاق جزء منها على المشروعات التي حددتها يمكن أن يكون أكثر فاعلية من ترشيحه للرئاسة.
*كاتبة أميركية