فقدت ريجينا كافيرا مبانجاموكي طفلها الصغير العام الماضي في حمى سببها مرض الإيبولا. وبعد وفاته غرقت في حزن عميق ثم أدركت أن الوباء يسرق الذين تحبهم ثم يحاول أن يقتلك أيضاً. لكنها خرجت من حزنها نوعاً ما، وأصبحت تنظر للعالم نظرة أكثر تفاؤلاً بعد أن أصبحت تعمل كمساعدة تمريض في مركز لمعالجة الإيبولا في مدينة «بيني» بشرق جمهورية الكونجو الديمقراطية.
فقد أصبحت تخبر المرضى أنها مرت بهذه التجربة المروعة، لكنها ما زالت مستمرة في الحياة. ومثل كل شخص من 1000 ناج من الإيبولا في الكونجو في الشهور الخمسة عشر الماضي، ترتبط نجاة «مبانجاموكي» بفقدان عزيز. لكن الإيبولا قدم للناجين فرصة استثنائية أيضاً. فقد اعتبر هؤلاء الأشخاص أنهم يتمتعون بحصانة على الأرجح ضد المرض. فهم ليسوا في حاجة إلى ارتداء الملابس الواقية التي تشبه ملابس رجال الفضاء التي يرتديها العاملون الآخرون في مكافحة الإيبولا لعزلهم عن المرضى. أما هؤلاء الناجون فيمكنهم الإمساك بأيدي المرضى وتنظيفهم ومواساتهم عن قرب.
ويوفر مئات الناجين المحليين الذين يعملون في التصدي للمرض الشعور بالألفة وسط المرضى. ويؤكد «سولانج كاهامبو كاموها» المتخصص في علم النفس ويعمل مع وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في «بيني»، أن عمل هؤلاء الناجين يساعد في رفع معنويات المرضى، لأنهم يجدون أنفسهم محاطين بأشخاص يتفهمون حالتهم.
وهيمن الحزن أيضاً على «صافي كافوغو موساي» لفترة طويلة من الوقت بعد أن خطف «الإيبولا» ابنتها. وتقول ماساي «حين تفقد طفلاً، فإنك لا تبالي بأي شيء آخر». لكن الدكتور «موريس كاكول موتسونجا» رئيس منظمة الناجين من إيبولا المحلية اتصل بها بعد خروجها من مركز معالجة الإيبولا بستة أسابيع تقريباً، وسألها إذا كانت تريد العمل كمساعدة تمريض في المركز نفسه. لقد ترددت في البداية بسبب ما تكابده من أحزان، لكن الراتب الذي يبلغ 300 دولار في الشهر كان أكبر بكثير مما كانت تحصل عليها من بيع الملابس المستعملة في السوق المحلية. كما أنها لو ظلت مقيمة في المنزل، فإن الحزن سيقضي عليها. والآن تقول «موساي» أن العمل يجعل المرء ينسى ما حدث له ويشعره بأهميته.
كاتبة متخصصة في الشؤون الأفريقية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»