على أرض ترابية، في «هامهونج» بكوريا الشمالية، كان «جونج دي هان» في بلدته الأم يتدرب على لعب الكرة، ويشحذ مهاراته من يوم لآخر، أملاً في أن يُحاكي صعود «دييجو مارادونا» من وهدة الفقر إلى سماء نجومية كرة القدم العالمية. وحين بلغ من العمر 15 عاماً، كان يشجع اللاعبين حين شاركت كوريا الشمالية في كأس العالم 2010. وحلم بأن ينضم إلى أبطاله على المسرح العالمي، ليتخلى عن قميصه القذر وحذائه الرياضي الممزق ويرتدي الزي الأحمر الرسمي الأنيق. وبعد ذلك بعامين فر إلى كوريا الجنوبية بحثاً عن حياة جديدة. ويتدرب «جونج» الآن في قميص «نايك» وحذاء «أديداس» مع نادٍ للهواة، ويعتزم أن يشجع بلده بالتبني، في المواجهة بين الكوريتين في مباراة للتأهل في بيونجيانج لكأس العالم لعام 2022. ويرى جونج أن اللقاء «أكثر من مجرد مباراة لكرة قدم، بل مجاز للحرب الكورية».
وشهد البلدان الجاران مواجهات سابقة في مباريات كرة القدم. لكن الحساسية السياسية منعت الفريق القومي لكوريا الجنوبية من اللعب في كوريا الشمالية منذ عام 1990 حين التقى الجانبان في مباراة ودية في بيونجيانج للمرة الأولى، منذ تقسيم شبه الجزيرة. وصرح «كيم جو سونج» لاعب خط الوسط السابق في كوريا الجنوبية الذي أحرز أول هدف في تلك المباراة «كان وصولنا متوتراً في أرض مجهولة وحملنا المواطنون في بيونجيانج على أكتافهم من المطار». وفازت كوريا الشمالية بهدفين مقابل هدف لكوريا الجنوبية، لكن «كيم»، لاعب خط الوسط الكوري الجنوبي، قال إنه لا يشعر بندم لأن فريقه أراد أن يعطي «للسلام فرصة». ومباراة هذا الأسبوع تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات مرة أخرى في شبه الجزيرة، مما يعطي اللقاء أهمية مضافة.
فقد استأنفت بيونجيانج اختباراتها النووية في يوليو الماضي، في ظل تأزم المحادثات النووية مع واشنطن. وأوقفت كوريا الشمالية افتراضياً كل اتصالاتها الدبلوماسية مع الجنوب في الشهور القليلة الماضية. وصرح مسؤولون رياضيون من كوريا الجنوبية أن بيونجيانج لم ترد على مطالبات سول لمناقشة البث المباشر للمباراة، وإذا كان من الممكن السماح للجمهور من كوريا الجنوبية بدخول الشمال لمشاهدة المباراة وكيفية ذلك. وحتى يوم الجمعة الماضي، لم يتضح إذا ما كان المشجعون في كوريا الجنوبية سيتمكنون من مشاهدة المباراة مباشرة. وأقرت الجهات الرياضية في الجنوب أن هذا قد لا يكون ممكناً. وبصرف النظر عن التعقيدات السياسية، يستعد الفريق الكوري الجنوبي لمنافسة جادة ضد جيرانهم الشماليين للتأهل لكأس العالم 2022.
وصرح «باولو بينتو» مدرب فريق كوريا الجنوبية للصحفيين، في نهاية سبتمبر، أنه «يحاول فهم مشاعر الكوريين الجنوبيين تجاه هذه المباراة». لكنه أضاف: «المهم التركيز على المباراة وكسب النقاط». والفريق الكوري الجنوبي المؤلف من 25 عضواً يتضمن لاعبين كباراً نافسوا في الدوريات الممتازة في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا. وعلى خلاف نجوم «الجنوب» الذين ينتشرون عبر العالم، معظم لاعبي كوريا الشمالية غير معروفين خارج دورياتهم المحلية. لكنهم يتدربون بانتظام وقد يثبتون أنهم أقوى كفريق من خصومهم، بحسب قول كيم كايونج سونج رئيس اتحاد التبادل الرياضي بين كوريا الشمالية والجنوبية. ومضى يقول: «لاعبو كوريا الجنوبية ربما يكونون ممتازين في المهارات الفردية، لكن الإخوان الكوريين الشماليين سيهاجمون بعمل فريق من الفولاذ».
وقائد الفريق الكوري الشمالي «جونج إيل جوان» البالغ من العمر 26 عاماً، منح فريقه الفوز بهدفين مقابل لاشيء، في أول مباراة تأهل آسيوية ضد لبنان في الخامس من سبتمبر الماضي. وبعد فوز لاحق بهدف مقابل لاشيء على سريلانكا، صعدت كوريا الشمالية إلى قمة المجموعة المتأهلة. ولم يخسر فريق كوريا الشمالية في استاد كيم إيل سونج منذ عام 2005 حين فشل في التأهل لكأس العالم في مباراة أمام إيران، ورشق حينها المشجعون الكوريون الشماليون الحكام واللاعبين الإيرانيين بالزجاجات وعلب المشروبات.
ولا نعرف بعد إذا ما كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون سيحضر مباراة يوم الثلاثاء، رغم أنه حضر مباريات أخرى من قبل. ويعتقد «كيم كيونج سونج»، رئيس اتحاد التبادل الرياضي، أنه «إذا ظهر كيم جونج أون لمشاهدة المباراة، فإن الكوريين الشماليين سيستبسلون من أجل فوز سينسب إلى مجد الزعيم».
وللمباراة أهمية تتجاوز الملعب لكوريا الشمالية. فقد ضخت كوريا الشمالية في ظل قيادة كيم جونج أون استثمارات غير مسبوقة للصعود بمستوى البلاد في كرة القدم والمنافسة دولياً. ففي عام 2013، أرسلت كوريا الشمالية مجموعة من المواهب الشابة المختارة إلى أكاديمية في إيطاليا. وشهد العام نفسه إقامة مدرسة بيونجيانج الدولية لكرة القدم لتدريب مئات اللاعبين الطموحين. وفي عام 2016، استقطب الفريق القومي لكرة القدم اللاعب النرويجي المولد «يورن أندرسن» ليكون مدربهم. لكن هذا المدرب ترك البلاد لاحقاً، قائلاً إن الصعوبات الاقتصادية تجعل البقاء في البلاد مستحيلاً.
وفيما يتعلق باحتمال أن تؤدي مباراة يوم الثلاثاء إلى انفراجة سياسية خارج الملعب، أشار كيم كيونج سونج، رئيس اتحاد التبادل الرياضي، إلى نجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في المساعدة في التقارب بين الكوريتين. وأضاف: «مباراة كرة القدم تلك قد تفتح حواراً للحل السلمي للتوتر النووي في كوريا الشمالية، تماماً كما فعلت هدنة الأولمبيات في بيونجتشانج وأدت إلى قمة تاريخية بين الكوريتين العام الماضي».
وشهد البلدان الجاران مواجهات سابقة في مباريات كرة القدم. لكن الحساسية السياسية منعت الفريق القومي لكوريا الجنوبية من اللعب في كوريا الشمالية منذ عام 1990 حين التقى الجانبان في مباراة ودية في بيونجيانج للمرة الأولى، منذ تقسيم شبه الجزيرة. وصرح «كيم جو سونج» لاعب خط الوسط السابق في كوريا الجنوبية الذي أحرز أول هدف في تلك المباراة «كان وصولنا متوتراً في أرض مجهولة وحملنا المواطنون في بيونجيانج على أكتافهم من المطار». وفازت كوريا الشمالية بهدفين مقابل هدف لكوريا الجنوبية، لكن «كيم»، لاعب خط الوسط الكوري الجنوبي، قال إنه لا يشعر بندم لأن فريقه أراد أن يعطي «للسلام فرصة». ومباراة هذا الأسبوع تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات مرة أخرى في شبه الجزيرة، مما يعطي اللقاء أهمية مضافة.
فقد استأنفت بيونجيانج اختباراتها النووية في يوليو الماضي، في ظل تأزم المحادثات النووية مع واشنطن. وأوقفت كوريا الشمالية افتراضياً كل اتصالاتها الدبلوماسية مع الجنوب في الشهور القليلة الماضية. وصرح مسؤولون رياضيون من كوريا الجنوبية أن بيونجيانج لم ترد على مطالبات سول لمناقشة البث المباشر للمباراة، وإذا كان من الممكن السماح للجمهور من كوريا الجنوبية بدخول الشمال لمشاهدة المباراة وكيفية ذلك. وحتى يوم الجمعة الماضي، لم يتضح إذا ما كان المشجعون في كوريا الجنوبية سيتمكنون من مشاهدة المباراة مباشرة. وأقرت الجهات الرياضية في الجنوب أن هذا قد لا يكون ممكناً. وبصرف النظر عن التعقيدات السياسية، يستعد الفريق الكوري الجنوبي لمنافسة جادة ضد جيرانهم الشماليين للتأهل لكأس العالم 2022.
وصرح «باولو بينتو» مدرب فريق كوريا الجنوبية للصحفيين، في نهاية سبتمبر، أنه «يحاول فهم مشاعر الكوريين الجنوبيين تجاه هذه المباراة». لكنه أضاف: «المهم التركيز على المباراة وكسب النقاط». والفريق الكوري الجنوبي المؤلف من 25 عضواً يتضمن لاعبين كباراً نافسوا في الدوريات الممتازة في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا. وعلى خلاف نجوم «الجنوب» الذين ينتشرون عبر العالم، معظم لاعبي كوريا الشمالية غير معروفين خارج دورياتهم المحلية. لكنهم يتدربون بانتظام وقد يثبتون أنهم أقوى كفريق من خصومهم، بحسب قول كيم كايونج سونج رئيس اتحاد التبادل الرياضي بين كوريا الشمالية والجنوبية. ومضى يقول: «لاعبو كوريا الجنوبية ربما يكونون ممتازين في المهارات الفردية، لكن الإخوان الكوريين الشماليين سيهاجمون بعمل فريق من الفولاذ».
وقائد الفريق الكوري الشمالي «جونج إيل جوان» البالغ من العمر 26 عاماً، منح فريقه الفوز بهدفين مقابل لاشيء، في أول مباراة تأهل آسيوية ضد لبنان في الخامس من سبتمبر الماضي. وبعد فوز لاحق بهدف مقابل لاشيء على سريلانكا، صعدت كوريا الشمالية إلى قمة المجموعة المتأهلة. ولم يخسر فريق كوريا الشمالية في استاد كيم إيل سونج منذ عام 2005 حين فشل في التأهل لكأس العالم في مباراة أمام إيران، ورشق حينها المشجعون الكوريون الشماليون الحكام واللاعبين الإيرانيين بالزجاجات وعلب المشروبات.
ولا نعرف بعد إذا ما كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون سيحضر مباراة يوم الثلاثاء، رغم أنه حضر مباريات أخرى من قبل. ويعتقد «كيم كيونج سونج»، رئيس اتحاد التبادل الرياضي، أنه «إذا ظهر كيم جونج أون لمشاهدة المباراة، فإن الكوريين الشماليين سيستبسلون من أجل فوز سينسب إلى مجد الزعيم».
وللمباراة أهمية تتجاوز الملعب لكوريا الشمالية. فقد ضخت كوريا الشمالية في ظل قيادة كيم جونج أون استثمارات غير مسبوقة للصعود بمستوى البلاد في كرة القدم والمنافسة دولياً. ففي عام 2013، أرسلت كوريا الشمالية مجموعة من المواهب الشابة المختارة إلى أكاديمية في إيطاليا. وشهد العام نفسه إقامة مدرسة بيونجيانج الدولية لكرة القدم لتدريب مئات اللاعبين الطموحين. وفي عام 2016، استقطب الفريق القومي لكرة القدم اللاعب النرويجي المولد «يورن أندرسن» ليكون مدربهم. لكن هذا المدرب ترك البلاد لاحقاً، قائلاً إن الصعوبات الاقتصادية تجعل البقاء في البلاد مستحيلاً.
وفيما يتعلق باحتمال أن تؤدي مباراة يوم الثلاثاء إلى انفراجة سياسية خارج الملعب، أشار كيم كيونج سونج، رئيس اتحاد التبادل الرياضي، إلى نجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في المساعدة في التقارب بين الكوريتين. وأضاف: «مباراة كرة القدم تلك قد تفتح حواراً للحل السلمي للتوتر النووي في كوريا الشمالية، تماماً كما فعلت هدنة الأولمبيات في بيونجتشانج وأدت إلى قمة تاريخية بين الكوريتين العام الماضي».
كمين جو كيم
صحفية متخصصة في شؤون الكوريتين.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»