قادة دول الخليج العربية لا يريدون الحرب، ومطالبهم تتوافق مع النظام الدولي في المحافظة على أمن الإقليم وسلامته وعيشه الآمن وإقامة علاقات سلمية مع دول الجوار. أما إيران فلم تكن في مواجهة مباشرة، خلال 16 عاماً خلت، وإنما كانت تتعامل بالدسائس والخداع، محاوِلةً تمرير أهدافها من تحت الطاولة وعبر كلائها وأذرعها ومليشياتها العابرة للحدود.. في محاولة لتصدير الحرب خارج أراضيها. ولعلها تدرك خطورة المواجهة مع أميركا، وكونها حتماً ستدفعها للتراجع نحو «نقطة الصفر».
الجدل والقلق الحاليان في المنطقة والعالم، يدوران حول احتمالات الحرب والتفاوض، وأيهما الأرجح؟ وما إذا كان يصح في ذلك الأخذ بقول هنري كيسنجر «من لا يسمع طبول الحرب فهو أطرش»، والقول الآخر بأن الأزمات والمشكلات العويصة المعقدة، تحتاج إلى تفكيك لا يتأتى أحياناً إلا من خلال «الحرب» التي تفضي إلى التفاوض؟! وإذا رجحنا بالضرورة كفة احتمال حدوث الحرب، فالأرجح أن تكون «محدودة»، مع أن الرئيس ترامب يفضل التفاوض، وهو أفضل مخرج للقيادة الإيرانية أيضاً من أزمتها الحالية.
المعلومات الاستخباراتية الأميركية تفيد بأن إيران تهيئ لضرب مصالح تابعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأهداف تؤثر على الاقتصاد العالمي. وقد تعززت الشكوك بعد الاستهداف الأخير لسفن في المياه الاقتصادية الإماراتية ومضخات أنابيب نفط سعودية. لذا قررت واشنطن تحريك قواتها المتمثلة بحاملة الطائرات «لينكولن» والسفن الحربية المرافقة، إلى مياه الخليج العربي. وقد حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اجتماعه الأخير برئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، من مغبّة أي هجوم على قوات بلاده في العراق، حيث يتوفر لإيران نفوذ من خلال مليشيات مرتبطة بها هناك.
وتسعى العقوبات الأميركية ضد إيران لإجبارها على سحب يدها من العراق، حتى يستطيع نزع سلاح المليشيات التي تشكل تغطية لنفوذ نظام الملالي في بلاد الرافدين. وفي طهران قوى شريرة تحاول دفع الأمور إلى حافة الهاوية! لكن في الأخير، إن بالسلم أو بالحرب، ستمتثل إيران للشروط الأميركية التي ستلزمها بوقف برنامجها النووي وبوضع حد لتدخلاتها الخارجية وبسحب أذرعها الإرهابية من المنطقة.. وعندها سينكشف نظام الملالي الذي ظل يتدثر بهذه المليشيات لسنوات طويلة أمام شعبه. وسيهدد قبول إيران بهذه الشروط شرعية النظام التي يؤكد عليها المرشد خامنئي بقوله: «تغيير سلوكنا يشبه تغيير نظامنا»!
تغريدة الرئيس ترامب، وخروجه على الإطار السياسي المعتاد في الولايات المتحدة، يفسره الإيرانيون بالقول إن هناك «تذبذباً أو تراجعاً» في الموقف الأميركي. لكن إشارة ترامب للتفاوض مع الإيرانيين، تمثل ذكاءً من جانبه، إذ بذلك يعرّي موقف النظام الإيراني الذي يتوارى لسنوات خلف وكلائه في المنطقة. الرئيس ليس على عجلة من أمره، ويترك الأمور تأخذ مداها لتنضج. الشروط المكونة من 12 نقطة، والتي يطلبها الرئيس ترامب من إيران، كانت متضمنة في ملحق الاتفاق النووي مع إيران والذي قرر ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه. وكان جون كيري، وزير الخارجية السابق، قد خادع أعضاء التفاوض ولم يرفق ذلك الملحق بالاتفاق النووي، وبذلك أضر إيران بعد أن اكتشفه الرئيس ترامب. وهو ملحق يشبه اتفاق العراق لتفكيك سلاحه في التسعينيات.
توزيع الأدوار تقليد معروف لدى السياسة الإيرانية في تعاملها الخارجي، فالمرشد خامنئي يتبنى خطاباً متشدداً حيال أميركا، وفي مرحلة ثانية يأتي بعده الرئيس حسن روحاني، أما وزير الخارجية «ظريف»، فيقدم خطاباً ليبرالياً أميركياً أوروبياً، ويصرح بأنه «لن تكون هناك حرب في المنطقة، لأننا لا نريدها»! وبذلك تصبح التهديدات والإنذارات مجرد براجماتية إيرانية، محكومة بحسابات السياسة الخارجية، لعلها تساعد النظام في الحفاظ على بعض الهيبة أمام شعبه!
الجدل والقلق الحاليان في المنطقة والعالم، يدوران حول احتمالات الحرب والتفاوض، وأيهما الأرجح؟ وما إذا كان يصح في ذلك الأخذ بقول هنري كيسنجر «من لا يسمع طبول الحرب فهو أطرش»، والقول الآخر بأن الأزمات والمشكلات العويصة المعقدة، تحتاج إلى تفكيك لا يتأتى أحياناً إلا من خلال «الحرب» التي تفضي إلى التفاوض؟! وإذا رجحنا بالضرورة كفة احتمال حدوث الحرب، فالأرجح أن تكون «محدودة»، مع أن الرئيس ترامب يفضل التفاوض، وهو أفضل مخرج للقيادة الإيرانية أيضاً من أزمتها الحالية.
المعلومات الاستخباراتية الأميركية تفيد بأن إيران تهيئ لضرب مصالح تابعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأهداف تؤثر على الاقتصاد العالمي. وقد تعززت الشكوك بعد الاستهداف الأخير لسفن في المياه الاقتصادية الإماراتية ومضخات أنابيب نفط سعودية. لذا قررت واشنطن تحريك قواتها المتمثلة بحاملة الطائرات «لينكولن» والسفن الحربية المرافقة، إلى مياه الخليج العربي. وقد حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اجتماعه الأخير برئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، من مغبّة أي هجوم على قوات بلاده في العراق، حيث يتوفر لإيران نفوذ من خلال مليشيات مرتبطة بها هناك.
وتسعى العقوبات الأميركية ضد إيران لإجبارها على سحب يدها من العراق، حتى يستطيع نزع سلاح المليشيات التي تشكل تغطية لنفوذ نظام الملالي في بلاد الرافدين. وفي طهران قوى شريرة تحاول دفع الأمور إلى حافة الهاوية! لكن في الأخير، إن بالسلم أو بالحرب، ستمتثل إيران للشروط الأميركية التي ستلزمها بوقف برنامجها النووي وبوضع حد لتدخلاتها الخارجية وبسحب أذرعها الإرهابية من المنطقة.. وعندها سينكشف نظام الملالي الذي ظل يتدثر بهذه المليشيات لسنوات طويلة أمام شعبه. وسيهدد قبول إيران بهذه الشروط شرعية النظام التي يؤكد عليها المرشد خامنئي بقوله: «تغيير سلوكنا يشبه تغيير نظامنا»!
تغريدة الرئيس ترامب، وخروجه على الإطار السياسي المعتاد في الولايات المتحدة، يفسره الإيرانيون بالقول إن هناك «تذبذباً أو تراجعاً» في الموقف الأميركي. لكن إشارة ترامب للتفاوض مع الإيرانيين، تمثل ذكاءً من جانبه، إذ بذلك يعرّي موقف النظام الإيراني الذي يتوارى لسنوات خلف وكلائه في المنطقة. الرئيس ليس على عجلة من أمره، ويترك الأمور تأخذ مداها لتنضج. الشروط المكونة من 12 نقطة، والتي يطلبها الرئيس ترامب من إيران، كانت متضمنة في ملحق الاتفاق النووي مع إيران والذي قرر ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه. وكان جون كيري، وزير الخارجية السابق، قد خادع أعضاء التفاوض ولم يرفق ذلك الملحق بالاتفاق النووي، وبذلك أضر إيران بعد أن اكتشفه الرئيس ترامب. وهو ملحق يشبه اتفاق العراق لتفكيك سلاحه في التسعينيات.
توزيع الأدوار تقليد معروف لدى السياسة الإيرانية في تعاملها الخارجي، فالمرشد خامنئي يتبنى خطاباً متشدداً حيال أميركا، وفي مرحلة ثانية يأتي بعده الرئيس حسن روحاني، أما وزير الخارجية «ظريف»، فيقدم خطاباً ليبرالياً أميركياً أوروبياً، ويصرح بأنه «لن تكون هناك حرب في المنطقة، لأننا لا نريدها»! وبذلك تصبح التهديدات والإنذارات مجرد براجماتية إيرانية، محكومة بحسابات السياسة الخارجية، لعلها تساعد النظام في الحفاظ على بعض الهيبة أمام شعبه!