تصادفت بداية انطلاقة شهر القراءة لهذا العام مع شهر رمضان المُبارك، وذلك في مارس الجاري تحت شعار «الإمارات تقرأ».
وتحتضن الروحانيات عالم الأدب والمعرفة في هذا الشهر الفضيل. ويعد شهر مارس في دولة الإمارات شهراً مميزاً، حيث تنطلق مبادرة وطنية رائدة تهدف إلى تعزيز القراءة كعادة مجتمعية مستدامة. فمنذ إطلاق هذه المبادرة في عام 2016، شهدت الدولة إنجازات نوعية واستشرافية هادفة جعلت القراءة عنصراً أساسياً ومهماً في بناء مجتمع متعلم ومثقف، وله رؤية مُستدامة على المدى البعيد.
ووفقاً لذلك، قد أعلنت وزارة الثقافة عن الأثر والنتائج المستقبلية لشهر القراءة في هذا العام عبر صفحة منصتها الإلكترونية الرسمية كالتالي: تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة دولة رائدة عالمياً في مجال الثقافة والمعرفة، ومركزاً للابتكار والإبداع، وبناء مجتمع أكثر ارتباطاً بالمعرفة والعلم وقادر على مواجهة تحديات المستقبل والتواصل مع العالم، وترسيخ دور القراءة أداة رئيسة لتنمية المهارات الفكرية والإبداعية.
وفي الجانب التوعوي والتحفيزي، نجد أنه من أبرز الإنجازات التي تحققت، خلال السنوات الماضية، إطلاق تحدي القراءة العربي، الذي بدأ في عام 2015 وأصبح أكبر مشروع عربي لتشجيع الطلبة بمختلف فئاتهم العمرية على القراءة، بمشاركة ملايين منهم سنوياً.
واعتمدت دولة الإمارات إطلاقَ شهر القراءة منذ عام 2016، وهو المبادرة الأولى من نوعها في العالم التي تُشجع الطلبةَ وذويهم على نهم المطالعة والقراءة، وتغرس فيهم الشغف بالعلم والتحدي والإصرار بغية ترسيخ القراءة كعادة وضرورة حياتية. وعليه، فقد امتدت الجهود، من خلال الكفاءات الوطنية للاستمرارية في تشجيع وتحفيز الجيل الواعد على القراءة من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016-2026، والتي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي مستدام.
ناهيكَ عما هُو خارج نطاق شهر القراءة أيضاً، فإن الدولة حرصت على دعم المكتبات وتطويرها، حيث تم إطلاق مشاريع مثل «100 مليون كتاب»، لتوفير الكتب في الإمارات والدول العربية. كما تم إنشاء مكتبات عامة ومدرسية حديثة، لتكون منصات غنية بالمعرفة، إلى جانب مبادرات مثل «بالعربي»، التي تعزز المحتوى العربي وتشجع استخدام اللغة العربية.
وعلاوة على ذلك، تشهد مختلف إمارات الدولة بجهاتها ومؤسساتها، الحكومية منها والخاصة، آلاف الفعاليات المتنوعة في كل عام من جلسات قراءة وندوات أدبية، ومعارض كتب ومكتبات متنقلة. وتحرص المؤسسات التعليمية والثقافية على تنظيم أنشطة تشجع الطلاب والموظفين والمجتمع على الانخراط في القراءة. ويُصادف هذا الشهر الفضيل أنَّ عدد القراء سيكثر لا محالة بسبب مَن يختمون القرآن الكريم، ويُشاركون في مسابقات الحفظ والتلاوات السنوية على أرض الدولة، وبلا شك فإن القرآن الكريم فيه من القصص، ومن العبر والمواعظ الكثير المفيد والعظيم.
وإلى ذلك، نجد أن دولة الإمارات واكبت التطورات الرقمية عبر إطلاق تطبيقات ومنصات إلكترونية توفر الكتب بمختلف تصنيفاتها مجاناً، ما جعل القراءة أكثر سهولة وانتشاراً، وأصبحت في مُتناول اليد بالنسبة لجميع المهتمين. لقد ساهمت هذه الجهود العظيمة في رفع معدلات القراءة، وفي زيادة الإقبال على معارض الكتب والمكتبات، وفي تعزيز مكانة الإمارات مركزاً ثقافياً عالمياً. ومع استمرار هذه المبادرات، يبدو المستقبل أكثر إشراقاً نحو مجتمع يضع المعرفة في قلب التنمية والتقدم للحصول على نتائج ملموسة، وللمساهمة في صنع مستقبل الجيل الواعد. وختاماً، ولكوني كاتبة وروائية، فإنَّ شهر القراءة مُحبب لي كثيراً، وعلى الصعيد الشخصي أصبح مارس الصديق الأوفى لكياني الصغير، لذا فأنا شخصياً من أكثر الداعمين للقراءة والاطلاع في ظل هذه الظروف الثقافية، ونحن بالأخص نحظى بتكريم من الخالق، عز وجل، الذي أنزل أول سورة من القرآن على النبي المصطفى، صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسانَ ما لم يعلم».
*كاتبة إماراتية