تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، الذي يوافق اليوم الأربعاء 19 مارس 2024، بيوم زايد للعمل الإنساني، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحديثة، وصاحب الدور الملهم في بناء الاتحاد وترسيخ قواعده الأساسية. 
ويعكس هذا اليوم، الذي أصبح رمزاً لقيمة العطاء، وفاء القيادة الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لإرث زايد الخير في مجال العمل الإنساني، والبناء على ما رسَّخته الدولة من مكانة في هذا الصدد منذ تأسيسها عام 1971، لتكون واحدة من أكثر دول العالم عطاءً ومساعدة وتقديماً للعون والمساعدة والإغاثة في كل مكان من العالم.
وفي إطار العمل المتجدد لتعزيز مسيرة العطاء، جاء توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالتزامن مع الاحتفال بيوم زايد للعمل الإنساني في 29 مارس 2024، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم، تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم. وفي 27 أكتوبر 2024، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مرسوماً اتحادياً بإنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، التي تعمل برعاية سموه، على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً على المجتمع المحلي والعالمي لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية.
وكان إنشاء «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية»، بمرسوم اتحاديٍّ أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 11 نوفمبر 2024، خطوة مهمة في التقدم بالعمل الإنساني خطوات واسعة، من خلال تنفيذ برامج المساعدات الخارجية في ضوء السياسة العامة للشؤون الإنسانية الدولية، والعمل على التخطيط والإشراف والتنفيذ ومتابعة الدعم الحكومي الرسمي والمشروعات والمبادرات التنموية، وتنفيذ خطط الاستجابة الإنسانية والإغاثية.
ويتسم احتفاء الدولة سنويّاً بيوم زايد للعمل الإنساني، بتكثيف الجهود في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها، لحفظ وإحياء الإرث الإنساني للقائد المؤسس، من خلال ابتكار مبادرات إنسانية متجددة، وتنظيم الفعاليات والأنشطة الخيرية التي ترعاها المؤسسات الحكومية والمجتمعية، وتوسيع نطاق العمل الإنساني محلياً وإقليمياً ودولياً، وتشجيع المساهمات الإبداعية بشأنه، وإلهام وتحفيز الأفراد والجهات المعنية للمشاركة في المشاريع والمبادرات الإنسانية، وتعزيز دور المنظمات الإنسانية المتعددة الموجودة في دولة الإمارات. 
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق، أن المساعدات الخارجية الإماراتية منذ قيام الدولة في عام 1971، حتى منتصف عام 2024، بلغت نحو 360 مليار درهم، أي ما يعادل 98 مليار دولار أميركي. ويُشار إلى أن دولة الإمارات لم تبدأ تقديم المساعدات الإنسانية بعد تحقيق الرخاء والوفرة والإنجازات الاقتصادية الكبرى، بل يعود هذا النهج إلى الأيام الأولى لتأسيسها، في ظل تحديات اقتصادية صعبة استمرت سنوات عدة. 
وتواصل دولة الإمارات توسيع إسهاماتها الإنسانية، ففي إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، أعلن سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، تخصيص مبلغ 100 مليون دولار أميركي للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، وذلك عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية. وقدمت الإمارات 50 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة للمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، ووقعت اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية لإنشاء مركز عالمي للخدمات اللوجستية للطوارئ.
وشملت جهود دولة الإمارات الإغاثية وأعمالها الإنسانية خلال عام 2024 إغاثة المنكوبين في العديد من الدول، مثل بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، ونيجيريا، والنيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
إن «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي تُجدِّد فيه دولة الإمارات وأبناؤها البررة عهد الحفاظ على الإرث الخالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يظل مناسبة مميزة تجسد التزام دولة الإمارات بقيم الخير والعطاء والتكافل الاجتماعي والأخوة الإنسانية، وتُبرز مكانتها كمحور رئيس للعمل الإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي.