شباب هنود يشاركون في لقاء أسبوعي للقراءة الصامتة في مدينة بنغالورو الهندية، ضمن ما أصبح طفرةً في الفعاليات الأدبية التي يغذيها وينشِّطها الشباب مع ازدياد قراءتهم بعشرات اللغات الهندية الأصلية. قد ترتبط صورة الهند في أذهان البعض بسينما بوليوود وكرة الكريكيت وشاشات الهواتف، لكن المهرجانات الأدبية فيها تشهد ازدهاراً قلّ نظيره في العالم، إذ تجمع بين القرّاء والكتّاب في بلدات جبلية ومجتمعات ريفية، وتحت خيام على الشواطئ أو داخل قصور تاريخية.
في مِزُورَم بأقصى شرق الهند على الحدود مع كل من بورما وبنغلاديش، وفي سورات المدينة المعروفة بالألماس والمنسوجات، وفي بنغالورو، التي باتت مركز التكنولوجيا في الهند، مهرجانات أدبية وثقافية شديدة الحيوية والنشاط. أما كولكاتا، التي يعتز سكانها بما يعرف من حب الثقافة، فلديها ما لا يقل عن ثلاثة مهرجانات أدبية. أما الحدث الأكبر فهو مهرجان جايبور الأدبي، الذي يصفه منظموه بأنه «أضخم عرض أدبي على وجه الأرض»، وقد احتفل الشهرَ الماضي بعامه الثامن عشر. وتجذب هذه المهرجانات مئات آلاف الزوار من محبي القراءة والاطلاع، ويقف وراء ازدهارها جيل شاب يقرأ الأدب بلغاته الأم، إلى جانب الكتب المنشورة باللغة الإنجليزية في بلد متعدد اللغات.
وقد ازدادت جاذبية مهرجانات المدن الثقافية الهندية، مع سعي منظميها لترويج الأدب الهندي بلغات غير الإنجليزية. وقد ركّز مهرجان جايبور في بداياته على الكتابة باللغة الإنجليزية، لكنه بدأ في السنوات الأخيرة يدعو المزيد من المؤلفين الذين يكتبون بلغات مثل التيلجو والماليالام، وهما لغتان من جنوب الهند.
وبالنسبة لكثير من المثقفين الهنود، فإن ازدياد عدد المهرجانات الأدبية، والمقدّر عددها الآن بحوالي 150 مهرجاناً، يعكس ثقةً أكبرَ في الهوية الثقافية للبلاد، ويشير إلى أن «حب واحترام اللغة الأم يعودان من جديد».
ومن كتب التنمية الذاتية، مثل «العادات الذرية» لجيمس كلير، إلى الأعمال الأدبية الرفيعة مثل الرواية الأكثر مبيعاً في الهند للكاتب رافي مانتري، الذي يكتب بلغة التيلجو، يجد الشباب في هذه المهرجانات فرصةً لتوسيع تجاربهم الأدبية، سواء من خلال التجول بين أجنحة الكتب، أو عبر حضور المناقشات، أو حتى أثناء مشاركة لحظاتهم الثقافية على وسائل التواصل الاجتماعي.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)