جاء الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع نظرائهم في كل من مصر وسوريا والمغرب والأردن، والذي تزامن مع انعقاد الدورة الـ163 للمجلس الوزاري الخليجي الذي استضافته المملكة العربية السعودية، الجمعة الماضي، في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية والعمل المشترك على الصعيد الخليجي والعربي في مجالات عدة، بما يساهم في تحقيق المصالح المشتركة، وفي استمرار التشاور والتنسيق وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يدعم ويعزز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كما جاء الاجتماع استمراراً لما تحقق من إنجازات مهمة على صعيد العلاقات المتميزة وتطويرها والدفع بها نحو أبعد مدى مستقبلي ممكن. ولذا فإن لمثل هذا الاجتماع أهمية كبيرة في سياق الرؤية السياسية الخليجية المشتركة، وفي إطار العمل على تحقيق المصالح الخليجية والعربية المشتركة بكامل مندرجاتها، بما في ذلك عقد الاتفاقيات المشتركة، والبحث في الخطوات المستقبلية القادمة، وفقاً للمعطيات والمتغيرات التي تحدث إقليمياً ودولياً على مدار الوقت، والتي يتوجب معها تكثيف عقد مثل هذا النوع من الاجتماعات لما يحققه من تنسيق المواقف وتقريبها للخروج بقرارات موحدة قوية في مواجهة المتغيرات والتحديات على اختلاف طبيعتها وحجمها.
وبناءً على ذلك فإن الحاجة لعقد الاجتماعات العربية والخليجية، على مختلف المستويات، حاجة حقيقية وذات أهمية بالغة، لاسيما كونها تعزز الاستعداد وتضع الخطط الطارئة للتكيف مع أي متغيرات أو تحديات، كما أشرنا أعلاه، بدلاً من أن نتفاجأ بها أو نتأخر في اتخاذ القرار السديد بشأنها.
كما أن الظروف والأحوال التي تعيشها المنطقة العربية تحديداً تستلزم عقد مثل هذا النوع من الاجتماعات واللقاءات الوزارية بالخصوص. وما من شك في أنها اجتماعات ولقاءات تحقق الغرض المرجو منها على أفضل وجه، ألا وهو معالجة أهم القضايا التي تشغل بال دول منطقة الشرق الأوسط المعنية بالأمن والتنمية والرخاء لشعوبها، سعياً لتوفير متطلبات ذلك لصالح مواطنيها.
كما تُعنى هذه الاجتماعات بمعالجة أي مشاكل تعيق الاستقرار أو تهدد استدامة الأمن أو تحول دون توفير العيش الكريم. لذلك نتمنى بكل صدق أن تستمر مثل هذه الاجتماعات بوصفها بادرة تستحق من الشعوب العربية كلَّ تقدير وتشجيع، نظراً لكونها تبحث قضايا وملفات ذات آثار إيجابية على أوضاع الدول العربية ومجتمعاتها، وتحقق المصلحة المشتركة العامة والعليا لهذه الدول.
* كاتب كويتي