في إطار مواصلة جهود تحقيق أهدافه البحثية ورؤيته الفكرية العالمية، اختار مركز تريندز للبحوث والاستشارات المشاركة في الفعاليات المصاحبة للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عُقد مؤخراً بمدينة دافوس في سويسرا تحت شعار «التعاون في العصر الذكي»، متسلحاً بالدراسات النوعية والرؤى الثرية، وإيمانه العميق بأهمية الانفتاح على التعاون الفكري والبحثي والشراكات الدولية، ساعياً إلى تعميق الحوار الدولي حول التعايش والتسامح ومواجهة العنف والتطرف، واستشراف المستقبل، وتقديم الحلول المبتكرة للتحديات العالمية في عصر التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
وإيماناً برسالته وأهدافه، فتح «تريندز» خلال المنتدى النقاش حول دراسته المعنونة ب«مستقبل الطاقة المتجددة: تحديات التمويل وفرص الازدهار»، ساعياً لاستكشاف التحديات المالية والتكنولوجية والفرص الواعدة لهذه الصناعة المتجددة، والحلول المواتية لدفع التحول العالمي للطاقة المستدامة عبر المصادر المتجددة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، حيث أوصت الدراسة بالتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، وعقد شراكات دولية، للاستثمار في البحث والتطوير، مع سدِّ الفجوة التمويلية عبر صناديق المناخ والبنوك الدولية والاستثمارات الأجنبية المباشرة، بغية الدفع بالابتكار، ومواجهة تغير المناخ، وتحقيق التنمية المستدامة العالمية.
وطرح المركز، في جلسة نقاشية للتحالف البرلماني الدولي من أجل الأخلاقيات العالمية، ورقة بحثية بعنوان «اقتصادات السلام في الشرق الأوسط والساحة العالمية.. استراتيجيات لمنع الصراعات المستقبلية»، ليسلط الضوء على تصاعد وتيرة النزاعات المسلحة في العالم والشرق الأوسط، ويناقش تداعيات الصراعات على الاقتصاد والتنمية والاستقرار، وبكل ما يؤدي إليه ذلك من أضرار على الاستثمارات وبالتبعية خطط التنمية البشرية، انطلاقاً من تجربة رائدة وثرية راكمتها دولة الإمارات التي تُعدّ نموذجاً بارزاً في مؤشرات التنمية البشرية على مستوى المنطقة والعالم، فضلاً عن تميز السياسات الحكومية وجهود التصدي لخطابات الكراهية والتطرف، وبناء جسور السلام مع الآخر، والاستثمار في العقل البشري عبر منظومات التعليم، لتسود التنمية والاستقرار.
وفي خطوة على المسار العالمي ل«تريندز»، ومن عاصمة الدبلوماسية والسياسة الدولية، دشّن المركز مكتبه الافتراضي في جنيف، حيث حركة صناعة القرار الدولية في هذه النقطة من أوروبا، ليُعدّ مكتبنا الثامن عشر عالمياً، في تجسيد لعزمنا القوي على تعزيز حضورنا البحثي عالمياً، وتطوير الشراكات المعرفية على مستوى القارة الأوروبية، من أجل تبادل الخبرات والتعاون والتواصل الفكري والحضاري، لإنتاج بحوث ودراسات ومعرفة وازنة تعالج التحديات القائمة، وتستشرف المستقبل، وتتسلح بالعلم والمعرفة، لمواجهة المخاطر، واستغلال الفرص في عالمنا المعاصر.
وبمناسبة انطلاقة «تريندز - جنيف»، ولما للذكاء الاصطناعي من ركن أساسي في حياتنا اليومية، فقد شهد «البيت الإبراهيمي» في دافوس، تدشين سلسلة «اتجاهات الذكاء الاصطناعي»، أحدث السلاسل البحثية في تريندز، لتعالج في عددها الأول «سباق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتنافس بين القوى العظمى»، وقد أطلقنا في «تريندز» هذه السلسة الرائدة لاستكشاف تطورات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد والسياسة والمجتمع والثقافة والعلاقات الدولية، ومواكبة صناع القرار بالتطورات التكنولوجية المتقدمة، وكيفية توطين التكنولوجيا لحل المشكلات، مع تسليط الضوء على الاستخدامات السلبية للذكاء الاصطناعي لتلافي ضررها، واستشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في حياتنا.
وقد واصل وفد «تريندز» البحثي في دافوس، على مدار أيام المنتدى، بناء الشراكات البحثية والنقاشات مع ممثلي المؤسسات والخبراء والمتخصصين والمسؤولين حول قضايا العلم والاقتصاد والتكنولوجيا المتطورة، وقد شارك في إحدى جلساتنا النقاشية معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الذي أثنى على جهود «تريندز» الفعالة في المنتديات العالمية. إن «تريندز» يخطو بعزم وإصرار على درب التوسع في بناء الجسور بين الثقافات والحوار الحضاري الذي يصبو إلى عالم أكثر استقراراً وازدهاراً. وإن المشاركة في منتدى دافوس، للسنة الثانية، تعكس مكانة المركز الفكرية بين مراكز الفكر والأوساط الأكاديمية الدولية.
ومن خلال مكاتبه الخارجية، يعمل «تريندز» على فتح المزيد من قنوات التعاون الفكرية والبحثية بما يدعم صناع السياسات على المستوى العالمي، وبلورة رؤى وسياسات واستراتيجيات شاملة في مختلف المجالات، وصولاً إلى دعم خطط التنمية المستدامة عالمياً، تحقيقاً لأهداف المركز الرامية إلى نشر قِيَم التعاون والشراكة الفكرية إقليمياً وعالمياً.
* الرئيس التنفيذي- مركز تريندز للبحوث والاستشارات