عندما اشتعلت الحرائق المدمرة في بعض مناطق لوس أنجلوس، واجه المسؤولون مخاطر جديدة وسط الحطام: البطاريات التالفة، بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة التخزين المنزلية. عندما قال حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم (ديمقراطي) في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن فرق إزالة الحطام مستعدة للتحرك في المناطق المنكوبة، أشار مكتبه في بيان إلى أن البطاريات «يمكن أن تشكل مخاطر عند تعرضها للحرارة العالية الناتجة عن الحرائق».
وجاء في البيان: «في حين أن الولاية لديها خبرة واسعة في إزالة السيارات ذات محركات الاحتراق، لا تزال فرق التنظيف تتكيف مع التقنيات الجديدة مثل بطاريات تسلا والبطاريات الليثيوم أيون الأخرى».
تلعب هذه التقنيات الصديقة للبيئة دوراً حيوياً في الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، لكن شعبيتها المتزايدة قد تطرح تحديات جديدة في وقت تؤدي فيه تغيرات المناخ إلى زيادة الكوارث الطبيعية. مع اقتراب إعصار ميلتون من فلوريدا في سبتمبر، حذرت السلطات الناس من نقل مركباتهم الكهربائية إلى مناطق مرتفعة، حيث إن، تعرضها لمياه البحر المالحة نتيجة ارتفاع مستوى العاصفة قد يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي في البطاريات واشتعالها. وبعد حرائق ماوي في عام 2023، استخدمت فرق إزالة المواد الخطرة الفيدرالية تقنيات جديدة لمعالجة بطاريات الليثيوم أيون من المركبات الكهربائية والمركبات الهجينة والبطاريات التي تخزن الطاقة لتقليل خطر اشتعال التكنولوجيا التالفة وانفجارها.
قال «بيت جوريا»، منسق الحوادث الإقليمي في وكالة حماية البيئة، إنه يتوقع أن تصادف الفرق العديد من البطاريات في المجتمعات التي اجتاحتها الحرائق في لوس أنجلوس. وأضاف: «سنواجه عدداً أكبر بكثير مما واجهناه في لاهينا»، في إشارة إلى حرائق ماوي عام 2023.
يوجد أكثر من 41000 مركبة كهربائية مسجلة فقط في منطقة باسادينا، وهي واحدة من الأماكن الأكثر تضرراً بالحرائق، وفقاً لـ«إنجريد مالمجرين»، مديرة السياسات العليا في مجموعة الدعوة للمركبات الكهربائية «بلوج إن أميركا». وتقدّر جمعية كاليفورنيا للطاقة الشمسية والتخزين أن هناك حوالي 21 بطارية تخزين منزلية قد تكون تعرضت للتلف في ألتادينا، التي تقع شمال باسادينا.
إليك ما تحتاج إلى معرفته:
ما هي التحديات؟
إذا تعرضت البطاريات للهب، يمكن أن تصبح خطرة من حيث إعادة الاشتعال بعد أيام أو حتى أشهر من الحريق الأولي.
حذرت السلطات الأشخاص الذين يتعاملون مع حرائق مثل حريق «باليساديس» من ضرورة توخي الحذر تجاه المركبات الكهربائية التالفة أو المدمرة، والتي تم تصنيفها على أنها «هياكل خطرة» في خطة استجابة لإدارة الحريق هذا الأسبوع.
وقالت «إليزا هوتشكيس»، مديرة مركز أمن الطاقة والمرونة في المختبر الوطني للطاقة المتجددة: «حتى بعد إخماد الحريق، قد تكون تلك البطاريات عرضة للاشتعال مجدداً. وهذا يجعل عملية التنظيف خطيرة على فرق التنظيف التي تدخل بعد الحريق، لذلك من المهم جداً تحديد مواقع هذه البطاريات».
عندما تتعرض البطاريات للتلف، قد يحدث تماس كهربائي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما يؤدي إلى إطلاق غازات سامة وقابلة للاشتعال. ولكن الخطر ليس متساوياً لجميع البطاريات، وفقاً لريتشارد بيرت، رجل إطفاء متقاعد ومؤسس مؤسسة التثقيف حول الطاقة الشمسية والحرائق، التي تقدم تدريباً مجانياً لرجال الإطفاء. وأوضح أن العديد من أنظمة تخزين الطاقة المنزلية الحديثة تستخدم بطاريات ذات مخاطر أقل للاشتعال مقارنة بتلك الموجودة في السيارات الكهربائية، كما أنها لا تحتوي على معادن ثقيلة. ومع ذلك، قد تحتفظ البطاريات السكنية التالفة بشحنة كهربائية.
يمكن أن تنتج البطاريات المشتعلة أيضاً أبخرة سامة. بالإضافة إلى ذلك، تميل السيارات الكهربائية إلى الاحتراق لفترة أطول من السيارات التي تعمل بالبنزين، وقد يكون إطفاء هذه الحرائق أصعب لأن الماء يجد صعوبة في الوصول إلى حزم البطاريات، كما ذكرت مالمجرين.
وأضافت: «لا أستطيع القول، إن حرائق بطاريات السيارات الكهربائية أسوأ، لكنها مختلفة، وتتطلب بعض الفهم لرجال الإطفاء والمستجيبين الأوائل لمعرفة كيفية التعامل معها».
على سبيل المثال، يجب نقل السيارات الكهربائية التالفة إلى منطقة لا تشكل خطراً باندلاع حريق أكبر إذا اشتعلت البطاريات مجدداً، كما أوضحت.
بعد حرائق ماوي عام 2023، اتخذت وكالة حماية البيئة خطوات لضمان التعامل السليم مع بطاريات الليثيوم-أيون وإعادة تدويرها.
وتقوم الوكالة الآن بنشر فريق متخصص في المجتمعات المتضررة من الحرائق للتعامل مع هذه البطاريات، وفقاً لجوريا. وإذا وُجدت بطارية تالفة، يقوم الفريق بإزالتها، مع اتخاذ احتياطات مثل تغليفها ببطانية حرارية ونقلها إلى منطقة أخرى يتم فيها تفريغ شحنتها، وهي عملية تخفض من جهدها الكهربائي.
في حين أن خطر الحريق هو القلق الأساسي بشأن البطاريات التالفة، فقد تحتوي هذه التكنولوجيا أيضاً على معادن ثقيلة مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل التي يمكن أن تتسرب إلى البيئة، حسبما قالت هوتشكيس.
ماذا يجب أن تفعل؟
يرى الخبراء أنه لا ينبغي أن يكون تهديد الحرائق والكوارث الطبيعية الأخرى رادعاً لاستخدام التكنولوجيا التي تعتمد على البطاريات.
قالت مالمجرين: «نحن بحاجة ماسة إلى المضي قدماً للمساعدة في منع حدوث هذه الحالات من الأساس. فهي لن تختفي من تلقاء نفسها، بل ستزداد سوءاً. لهذا السبب من المهم جداً الانتقال إلى وسائل نقل أنظف وطاقة أنظف».
ويشير الخبراء إلى أهمية التركيز على تقليل خطر تعرض هذه التقنيات للتلف أو التدمير.
على سبيل المثال، يمكن تخزين البطاريات المستخدمة في تخزين الطاقة داخل هياكل مقاومة للحريق. كما يمكن أن يكون إدارة النباتات المحيطة بالهياكل استراتيجية فعالة للوقاية من الحرائق، بحسب مالمجرين.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»