في الثالث من نوفمبر من كل عام درجت دولة الإمارات العربية المتحدة على الاحتفال بيوم العلَم. وفي هذا العام 2024 تم الاحتفال بهذه المناسبة كالعادة لكي تتجسد فيها معاني الإخلاص والولاء لهذا الوطن المعطاء ولقيادته الرشيدة من قبل شعب شديد الولاء والوفاء والإخلاص، وجموع من المقيمين من كافة دول العالم تقريباً الذين يحتضنهم تراب هذا الوطن ويرفرف على هاماتهم علَم هذه الدولة الفتية التي توفر لهم العيش الكريم والحماية الكاملة وتأويهم وتبعد عنهم غائلات الزمن.

ويعكس علَم دولة الإمارات بألوانه الأربعة معاني سامية ودلالات عميقة، لكن أكثرها تعبيراً ودلالة هو اللون الأبيض الذي يعبر عن أعمال الخير والعطاء والكرم وحب السلام والأمن لجميع البشر على مدار الكرة الأرضية، ويعبر عن منهج دولة الإمارات وشعبها في العمل الإنساني ودعم السلام العالمي وترسيخ الأمن والاستقرار في كافة ربوع الكرة الأرضية. والعالم العربي من أكثر المناطق التي تتجلى فيها امتداد أيادي الإمارات في فعل الخير، حيث توليه قيادتها الرشيدة اهتماماً خاصاً وكاملاً في سياستها الخارجية من خلال عدد ونوعية عناصر الدعم المالي والأدبي الذي تقدمه للدول العربية فرادى ومجتمعه، ولذلك تنظر هذه الدول إلى الإمارات على أنها أهم عناصر العطاء الخيّر والعمل الجماعي.

ويعود السبب في ذلك إلى ما لدى الإمارات من إمكانيات ملموسة وواعدة وقوة ناعمة مؤثرة في نفس الوقت، الذي تنظر فيه الإمارات إلى جميع الدول العربية على أنها مكونات مهمة من بيئتها السياسية الخارجية.

ويتأتى ذلك انطلاقاً من الروابط المتينة التي يرتبط بها الطرفان على كافة المستويات، كما أن الإمارات، وإيماناً منها بأن واجباتها تجاه شقيقاتها لا تقف عند حد معين أو قضية بعينها أو بمجرد الالتزام بقرارات محددة تصدر عن جامعة الدول العربية أو مؤتمرات القمة العربية، فإنها تهدف وتعمل على بذل جهودها في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة في جميع الدول العربية وبالقدر الذي تسمح به الظروف الاقتصادية والسياسية في كل دولة، ولذلك هي تبذل جهودها المستقلة التي تخدم قضايا التنمية في العالم العربي. وفي إطار ذلك تقوم دولة الإمارات بتقديم شتى أنواع المساعدات للدول والشعوب العربية في مساعيها الهادفة إلى خدمة أوطانها وتحقيق التنمية فيها، وتقوم بمساعدتها بالمال والخبرة والأدوات اللازمة بالإضافة إلى ما تبذله من جهود في صالحها في ميادين الإعلام والمؤتمرات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات العالمية والإقليمية خدمة للقضايا العربية وبما يؤدي إلى إقناع الدول والرأي العام العالمي بعدالة القضايا العربية وحق العرب في استقلاليتهم وسيادتهم في دولهم. لقد امتدت أيادي الإمارات الخيرة وجهودها المثمرة في خدمة العرب وقضاياهم إلى مراحل متقدمة عن طريق الدعم المباشر والمساعدات والقروض الميسرة لتنمية مشاريعهم في مجالات الزراعة والصناعة والعمران ومشاريع البنية التحتية من طرق وموانئ ومطارات ووسائل اتصال ومواصلات.

وضمن هذه الأطر تسعى الإمارات بشكل دؤوب ومتواصل إلى تقوية أواصر الأخوة والتعاون والتنسيق المشترك مع كافة الدول العربية، وتعمل على دعمها بجميع ما يمكنها تقديمه لها من مساعدات وقروض وتمويل وتنفيذ لمشاريع التنمية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو معنوية، ودعم القضايا الجوهرية للعالم العربي في كافة المحافل الدولية.

ومنذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها قيام الدولة الاتحادية سعت الإمارات إلى الانضمام إلى جامعة الدول العربية وعملت من خلالها على دعم الدول العربية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية والأمنية والثقافية والإعلامية، وهي تسعى دائماً إلى تفعيل أدوار جامعة الدول العربية وغيرها من مؤسسات العمل الجماعي الإقليمي.

*كاتب إماراتي