تتواصل مَسيرة مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في البحث والمعرفة وفتح الحوار الدولي الرصين مع المؤسسات الفكرية والعلمية من خلال جولات بحثية حول العالم، وهذه المرة في أميركا اللاتينية، إذ ينقّب المركز عن الفرص، ويعبُر التحديات بالتعاون الفكري العابر للحدود، لفتح الطريق أمام صناعة المستقبل عبْر جسور المعرفة، ودبلوماسية الفكر، ونشر المعرفة، وبناء تصورات وقراءات استشرافية معتبرة.
هبط فريق «تريندز» على قارة أميركا اللاتينية لينطلق في جولته من البرازيل، بصفته راعياً ماسياً لمنتدى البرازيل- أفريقيا 2024. وهناك ركّز «تريندز» مع «معهد البرازيل-أفريقيا»، على الحاضر والمستقبل، وتغيير الطريقة إلى الأفضل وتحسين حياة الملايين حول العالم، عبر الذكاء الاصطناعي، لدفع التنمية المستدامة في أفريقيا إلى الأمام، والاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات البشرية لتحقيق نهضة تكنولوجية واقتصادية تحقق الشمول الرقمي للدول النامية.
وكان من البارز التطرق إلى الدور الإماراتي في تعزيز قدرات الدول الأفريقية، خاصة في تطوير البنية الأساسية وتسريع القدرات التكنولوجية، حيث الاستثمارات الإماراتية ومبادرات التحول إلى الاقتصاد الرقمي الأفريقي، مع ما تتطلبه البنية الأساسية في أفريقيا من استثمار سنوي يصل إلى 170 مليار دولار، وفجوة تمويلية تتراوح بين 68 و108 مليارات دولار، ولذا جاء التطلع إلى مزيد من الاستثمار من مجموعة «بريكس»، في التكيف مع تغير المناخ، والبنية التحتية المستدامة، والتحول الرقمي.. في القارة السمراء.
وفي العاصمة الاقتصادية للبرازيل، ساو بولو، حان الموعد لتدشين مكتب افتراضي لمركز «تريندز»، لبناء روابط بحثية مع المؤسسات البحثية والأكاديمية في أميركا اللاتينية، والتعاون في الإنتاج العلمي الرصين، ولاسيما في مجال الدراسات الاستشرافية، وقد أطلق المركز النسخة البرتغالية من مؤشر نفوذ «الإخوان المسلمين» على المستوى الدولي، في باكورة عمل مكتب ساو بولو، في سياق توعية المجتمعات التي تتحدث البرتغالية بأخطار جماعات الإسلام السياسي، ومكافحة الأفكار المتطرفة، ومعرفة مدى انتشار نفوذ هذه الجماعات في مختلف المناطق الجغرافية في العالم.
ومن البرازيل إلى الأرجنتين، حيث جرَت حوارات بحثية مع عدد من المراكز الأرجنتينية الرائدة، أبرزها المجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية، ووُقّعت اتفاقية شراكة بحثية مع المركز الأرجنتيني تؤطر مجالات التعاون والتواصل مع مركز «تريندز»، خاصة في التدريب وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة، وتبادل الخبرات والمعلومات والباحثين، وعقد دورات تدريبية مشتركة.
وفي ختام الجولة البحثية، دشّن «تريندز» مكتباً جديداً في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، التي تعدّ ثاني أكبر دولة في أميركا اللاتينية، كخطوة في مَسيرة المركز نحو بناء شراكات بحثية عالمية، ومنصّة للتواصل عن قرب مع المراكز الفكرية والأكاديمية في الأرجنتين، بما يسهم في فهم أفضل، ووضع تصورات وازنة تسهم في صنع المستقبل.
لقد عقد «تريندز» في البرازيل والأرجنتين سلسلة من الحوارات، بالتعاون مع مركز الاتحاد للأخبار، عن مراكز الفكر والبحث العلمي، والأحداث العالمية، للوصول إلى إيجاد حلول منهجية وبنّاءة، ولذا عُدّ «تريندز»، نتيجة جهوده المتواصلة بلا كلل أو ملل، شريكاً عالمياً مثالياً للتعاون في مجال الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية.
إن مركز «تريندز» لا يكتفي بنشر أبحاث ودراسات معمّقة، وتوفير معلومات موثوق بها حول التطورات في المنطقة والعالم، وتحليل أسباب التغيرات، وتقديم التوصيات لصناع القرار للمساعدة في اتخاذ قرارات مستنيرة، ونشر الوعي بالقضايا الآنية والمستقبلية، وتقديم مساهمات فكرية تنتج أفكاراً للسياسات الدبلوماسية والأمنية فحسب، بل يمارس أيضاً «دبلوماسية الفكر»، وبناء جسور التعاون مع مختلف نظرائه في أنحاء العالم، علاوة على بناء شبكة علاقات قوية مع الباحثين والخبراء، وبناء شبكات فكرية عالمية، وتوسيع عمل ونطاق المركز في العالم، بما يحقق الانتشار والتأثير والتواصل، ويعكس تنوع الثقافات والرؤى المعرفية التي ينشُدها المركز في عمله البحثي.
*الرئيس التنفيذي - مركز تريندز للبحوث والاستشارات