نسوة ذوات بشرة سمراء في رحلة جماعية لتسلق قمة إنجلبورو، وهي إحدى التلال الواقعة على مقربة من قرية إنجلبتون على ضفاف وادي لافانت في إنجلترا. المجموعة تتقدمها ريان فاتينيكون التي تحاول التقاط صورة «سيلفي».

دراسات عدة وجدت أن أغلب أبناء الأقليات العرقية والإثنية في بريطانيا يعيشون بعيداً عن المساحات الخضراء، وأن البعض ينظر إلى الريف البريطاني، ومنذ فترة طويلة، على أنه مرادف للبياض، وأن ذوي الخلفيات العرقية الأخرى ربما يشعرون فيه بالاستبعاد.

إنها السبب وراء تجمع النسوة للقيام بهذه الرحلة الشاقة على الدرجات الحجرية الضيقة في خط متعرج، حيث تمتد الحقول الخضراء المتدحرجة للريف الإنجليزي عبر الوادي أسفله. وتعود القصة إلى عام 2019، حيث لاحظت فاتينيكون تفاوتاً عرقياً غير متناسب بين المتنزهين البريطانيين، فأسست منظمة Black Girls Hike، بهدف العمل على المساعدة في فتح الأماكن الخارجية للأشخاص الذين نادراً ما كانوا مرئيين في الريف البريطاني، ولتحطيم التصور بأن الأنشطة الخارجية في المساحات الطبيعية مخصصة فقط للطبقة المتوسطة والعليا البيضاء.

تقطن فاتينيكون في مانشستر بشمال إنجلترا، على مقربة من متنزهات وطنية عديدة. وبينما كانت شخصاً نشطاً على الدوام، قالت إنها لم تفكر في نفسها يوماً على أنها الوحيدة التي «تححب الأنشطة الخارجية». وعندما كانت تستقل القطار عبر منتزه «بيك ديستريكت» الوطني في وسط إنجلترا، ذات يوم قبل جائحة «كوفيد 19» بفترة وجيزة، خطر لها فجأة أن تمارس رياضة المشي لمسافات طويلة.

وبعد أن بدأت تستكشف الريف، شعرت بالدهشة من عدم رؤيتها أي شخص يشبهها. لذا شرعت في تنظيم رحلات المشي لمسافات طويلة للنساء السود على وسائل التواصل الاجتماعي. بدأت على المستوى المحلي، وسرعان ما توسع نشاطها ليشمل جميع أنحاء البلاد، ولتؤسس منظمتها الخاصة، حيث تقول: «تزايد الأمر بسرعة كبيرة». والآن تقود فاتينيكون عشرات رحلات المشي في جميع أنحاء بريطانيا وحول العالم، حرصاً على أن تتم رؤية الجميع، وعلى أن يكونوا هم أنفسهم كما يريدون أن يكونوا عليه في المساحات الخضراء. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)