تأكيدا لنهجها الإنساني في تقديم المساعدات، ومد يد العون للمنكوبين في وقت الأزمات، شاركت الإمارات، في الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار «العمل من أجل الإنسانية» مؤكدةً نهجها الفريد في تعزيز قيم التعاضد العالمي ووحدة المصير الإنساني.
وفي هذا السياق، أطلقت قيادة الإمارات حملة «الإمارات معك يا لبنان»، ضمن مبادرة تعبر عن سياسة الإمارات وقيادتها وشعبها، المرتكزة على مبدأ التعاون الإنساني، ومد يد العون والمساعدة، للأشقاء في لبنان لما يتعرض له من ظروف استثنائية وإنسانية حرجة! 

واستمراراً لهذا النهج النبيل، تقف الإمارات مع الأشقاء في لبنان، إزاء ما يواجهون من تحديات إنسانية وظروف صعبة، انطلاقاً من دورها الإنساني الرائد في المنطقة والعالم. وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمر بإطلاق حملة إغاثية لدعم الشعب اللبناني الشقيق على مستوى الدولة، تحت شعار«الإمارات معك يا لبنان»، اعتباراً من يوم الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر، ولغاية يوم الاثنين الموافق 21 أكتوبر، يشارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية، والخاصة.
ومن خلال مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة الإنسانية، أمر سموه قبل عدة أيام بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار في إطار جهود الدولة لدعم الأشقاء اللبنانيين ومساعدتهم.
دور إنساني واضح يتحول على أرض الواقع بخطوات عملية، حيث بدأت دولة الإمارات بإرسال 6 طائرات محملة بنحو 205 أطنان من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية ومعدات الإيواء للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية.
وبتاريخ 7 أكتوبر، وجَّه صاحب السمو رئيس الدولة بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني الشقيق إلى الجمهورية العربية السورية، إضافة إلى تسيير 6 رحلات جوية، لنقل المساعدات الإنسانية.

إنه تاريخ ممتد من مساندة دولة الإمارات للبنان على كل الصُّعُد، ويتواصل بخطوات عملية تعزز دبلوماسية الإمارات الإنسانية، وحملة «الإمارات معك يا لبنان» إحدى هذه الخطوات النبيلة. الإمارات ساهمت خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، التي امتدت من عام 1975 إلى عام 1990، في تحقيق الأمن في ربوع لبنان، عبر إرسال قواتها في إطار «قوات الردع العربية»، وشاركت في جهود إنجاز اتفاق الطائف الذي وضع حداً لتلك الحرب.
 ومن نافلة القول، أن نذكر، -حسب علمي- أنه بمجرد أن عرض رئيس البرلمان اللبناني السيد نبيه بري، على صاحب السمو الشيخ زايد -طيب الله ثراه-موضوع الألغام وما تسببه من مخاطر إنسانية، لسكان جنوب لبنان، فقد أمر سموه، فوراً بتولي قوات الإمارات مسؤولية، إزالة الألغام التي تركها الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، التي بدأت في أبريل 2002، وكلفت إزالتها 50 مليون دولار.
وبعد وقوع كارثة مرفأ بيروت عام 2020، سارعت دولة الإمارات إلى التضامن مع لبنان ومساندته، بتقديم الدعم الإنساني العاجل، من خلال إرسال الطائرات والبواخر المحمَّلة بالمعدات الطبية والإغاثية، وأطلقت حملة «الإمارات تتطوع» تحت عنوان «من الإمارات، ومن أجل لبنان»، للتخفيف من آثار الكارثة التي ضربت العاصمة اللبنانية. 
وبموازاة الجهد الإغاثي، تواصل دولة الإمارات حراكها الدبلوماسي، على المستوى الإقليمي والدولي، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان، حيث يهدّد النزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله بجرّ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.

*سفير سابق