تتكشف تباعاً آثار الدمار الذي سببه إعصار هيلين الذي ضرب المنطقة الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة مطلع الشهر الجاري، بدءاً بولاية فلوريدا التي اتجه منها شمالاً، إلى جورجيا، ثم ألباما، ومن بعدها إلى كارولينا الجنوبية، ثم كارولينا الشمالية. وفي هذه الأخيرة، وتحديداً في منطقة سوانانوا السكنية، أحدث الإعصار دماراً واسعاً في الممتلكات الشخصية والعامة، نرى جانباً منه في الصورة، يقوم بمعاينته أفرادٌ من فرقة العمل الأولى في ماريلاند، وفرقة البحث والإنقاذ الحضرية التابعة لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، ودوريات الحدود الأميركية. وقد حذّر مسؤولون في وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، أول أمس الثلاثاء، مِن أن الوكالة ستستنفد «في القريب العاجل» تمويلَها لقروض الكوارث الجديدة المخصص لأصحاب المنازل والشركات المتضررة جرّاء إعصار هيلين الذي ضرب خمس ولايات. ووفقاً للمسؤولين، فإن الوكالة لديها أقل من 100 مليون دولار لقروض الكوارث الجديدة، وستستمر في معالجة طلبات القروض الواردة بعد نفاد الأموال، وهو ما سيضطر الكونجرس إلى الموافقة على تمويل إضافي لصالحها، بغية تمكينها من تقديم قروض جديدة وخفض الشيكات المستحقة أو تأجيل استحقاقها.
وتأتي تلك التصريحات بينما يستعد المسؤولون الفيدراليون والولائيون لإعصار «ميلتون»، الذي يعد الأقوى من نوعه في خليج المكسيك منذ عام 2005، والذي يتوقع أن يصل اليوم الخميس، إلى فلوريدا التي لم تنهض بعد من الآثار المدمرة لإعصار هيلين. ومع ذلك، فليس من الواضح ما إذا كان المشرعون سيوافقون على تخصيص تمويل إضافي للوكالة، مع العلم بأن الكونجرس لن يستأنف جلساته قبل 12 نوفمبر القادم، ومن المؤكد أن أموال الوكالة ستنفد قبل ذلك الحين. وكل ذلك سيعني تأخراً في تمكين الأُسر المتضررة من إعادة بناء منازلها، وعدم تمكين أصحاب الأعمال والشركات الصغيرة من استئناف أنشطتهم وإعادة العمال إلى وظائفهم.. أي التأخر في معالجة ما أحدثته «هيلين» من جروح وإصابات! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)