الإمارات شعارها «الإنسان قبل المكان، والإنسان أينما كان»، هذا الذي لمسناه في كل دولة زرناها منذ تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر 1971. هذه النظرة الإنسانية راسخة بعمق جذور الحضارة الإنسانية، الخالية من شوائب الأفكار العنصرية أو الطائفية أو الدينية.
ولبنان عروس الشرق والحضارة في أبهى معانيها، لم تغب يوماً عن عيون القادة في إماراتنا الحبيبة، فلم تتركها بأيدي العابثين بأمنها واستقرارها. لم تتخاذل الإمارات يوماً أو تتباطأ عن الوقوف مع لبنان في المحن والشدائد والأزمات الطارئة. اليوم جاء وقت اليد البيضاء الممتدة لصالح هذا البلد الشقيق.
يد الواجب الإنساني بكل أبعاده تحركت في الدولة، ساعة أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني الشقيق. ووجَّه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، كذلك بتسيير رحلات جوية إضافية، لنقل المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني الشقيق، إلى جانب تقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة أخرى بقيمة 30 مليون دولار للنازحين من الشعب اللبناني الشقيق إلى الجمهورية العربية السورية.
ولهذه المساعدات منذ نشأة الدولة الاتحادية ثمار يانعات، فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منح لبنان مبلغ 150 مليون دولار مساهمة منه من أجل تمويل مشروع نهر الليطاني، وهو من المشاريع التي لا يتوقف نفعها في زمنها بل يتعدى خيرها المستدام لأجيال المستقبل.
ونرى امتداد نهر الخير في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وبالأخص في «عام زايد 2018»، حيث مولت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان، بالتعاون مع سفارة الدولة في بيروت، العديد من المشاريع الإنمائية في المناطق اللبنانية كافة في إطار «عام زايد»، منها وضع حجر أساس ملعب الإمارات، في بلدة «راسن حاش» بقضاء البترون في بيروت، وتدشين خزان لمياه الشفة في بلدة كترمايا يؤمن تغذية ما يقارب 10 آلاف نسمة، وحمل اسم خزان الإمارات، كما تم وضع حجر الأساس لإنشاء مركز بلدي في بلدة البرجين «مبنى الإمارات.. عام زايد»، وفي برجا وضع حجر الأساس لمشروع شق وتأهيل شارع عام زايد، وفي المغيرية تمويل حائط دعم لتفادي سقوط الصخور على الشارع الرئيسي، وفي الجية مشروع إنشاء شبكة صرف صحي، وشهدت المطلة - حصروت افتتاح مشروع حيوي سهل التنقل بين قرى المنطقة بسابا والجليلية من خلال تعبيد شارع عام زايد 2018.
لقد ناهز عدد المستفيدين من الحملة آنذاك 143 ألف فرد في مختلف المناطق اللبنانية.
واستهدفت الحملة المناطق النائية والمهمشة والأكثر حاجة من شمال لبنان إلى جنوبه من أجل إغاثة العائلات خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى مساعدة الحكومة اللبنانية التي تعاني عبء النزوح السوري.
الملاحظ في هذه المساعدات النوعية، الدخول إلى مفاصل المجتمع اللبناني، لكي يشعر كل فرد يعيش في لبنان بالأثر الإيجابي على حركة حياته اليومية.
هذا هو الإطار العام لنوعية المساعدات الإنسانية التي تخدم الجوانب الاجتماعية لعامة الشعب.
أما في الجنوب اللبناني، فيقف صرح مستشفى الشيخ خليفة شامخاً منذ عام 2007 وحتى اللحظة الراهنة ليقدم خدماته إلى قرابة 35 ألف شخص بأمسّ الحاجة لسبل العلاج.
وهذا ليس كل شيء، فعطاء الإمارات الإنساني ما زال متواصلاً بأيادٍ ملأى بالخير للبنان حتى يعود الأمان والاستقرار، من أجل مزيد من الازدهار والتقدم في ربوع هذا البلد التي تشم فيها رائحة الحضارة الإنسانية في جمال فسيفسائها الطبيعي.
*كاتب إماراتي