في هذا المعمل التطوعي ببلدة شارلروا الصغيرة في ولاية بنسلفانيا الأميركية، يقوم فريق من الأشخاص بإنتاج أطعمة مجمدة لصالح المحتاجين في المدينة، ومعظمهم من الهايتيين الذين قِدموا على البلدة واستقروا فيها خلال السنوات الأخيرة، عقب انهيار الأوضاع في بلادهم. فريق المعمل يضم «آموس فوغار» الذي يقول، إنه وجد كل ما يحتاجه تقريباً لدى وصله إلى شارليروا قبل بضع سنوات من الآن، حيث حظي بترحيباً من طرف السكان، وبإيجار سكني رخيص، وسرعان ما ارتقى في وظيفته بمعمل تجهيز الأغذية، مما أتاح له إرسال الأموال إلى زوجته وأطفاله في ليبيريا. لكن التدفق السريع للمهاجرين على شارليروا خلال العامين الماضيين، ومعظمهم جاؤوا فراراً من العنف في هايتي، أدى إلى الخلاف الذي نراه الآن في معظم المدن الأميركية بعد موجات الهجرة الأخيرة.
وبالنسبة لفوغار، فإن الطوفان المفاجئ من الشكاوى والمخاوف والشائعات في أوساط السكان القدامى، أخذ يهدد الحياة الهادئة التي اعتقد أنه وجدها على التلال الخضراء لشارليروا الواقعة على طول النهر المتعرج جنوب بيتسبرغ. شارليروا التي كانت ذات يوم مركزاً حيوياً لتصنيع الزجاج، أصبحت تتقلص وتفقد الكثير من سكانها القدامى، وكثيراً شوهد صاحبُ عمل تلو الآخر يحزم أمتعته ويغادر، ولولا وصول مهاجرين جدد لأصبحت البلدة فارغة من البشر. لقد افتتح العديد من المهاجرين أعمالاً تجارية على طول الشارع الرئيسي، وفي المصانع القليلة المتبقية في البلدة، والتي كانت تكافح بغية العثور على عمال، أصبح المهاجرون يملؤون خطوط الإنتاج فيها. لذا ينظر كثير من السكان إلى وصول المهاجرين إلى شارليروا على أنه نعمة لها.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)