اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها قبل أكثر من خمسين عاماً على استراتيجية وطنية تهدف لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بالدولة. وفي سبيل تحقيق تلك الغاية، تم الارتكاز على محاور رئيسية تضمن تحقيقها، حيث كان الإنسان الإماراتي هو العامل الرئيسي في الاستراتيجية الوطنية الإماراتية، والتعليم كونه السبيل الأساسي لتحقيق التطور والنهضة التي لن تتحقق التنمية بدونها، والاستدامة والتنافسية التي سيتم الاعتماد عليهما، والاستفادة منها في تعزيز فرص التنمية المستدامة وتحسين سبل الاستجابة لكافة التحديات التي ستواجهها الدولة خلال مسيرتها المعنية بتنفيذ خطط وبرامج التنمية الوطنية.

التنمية الوطنية حاضرة في فكر القادة المؤسسين، وهي فكرة راسخة ومتبلورة لدى القائد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث سعت الإمارات إلى إطلاق العديد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز فرص التنمية الإنسانية بالعديد من دول العالم.

وانطلقت الإمارات منذ تأسيسها نحو مساعدة الدول والمجتمعات الضعيفة والمعوزة، ببرامج دعم حقيقية تسعى إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والإنسانية والمعيشية، من خلال شراكات واسعة مع مختلف الهيئات والمؤسسات والمنظمات الدولية، لاسيما بالقارة الأفريقية التي كانت مركزاً رئيسياً لمبادرات ومشاريع التنمية الإماراتية، وهو ما جعلها تتربع على قمة دول المنطقة في تقديم المساعدات الدولية التنموية.

وتتصدر الإمارات منذ سنوات طويلة، قائمة أكبر الدول من حيث نسبة المساعدات الإنمائية إلى إجمالي الدخل القومي، كما أسهمت في مد يد العون والمساعدة لأكثر من أربعين مؤسسة دولية، ولما يزيد على 140 دولة، ولملايين من البشر الذين كانت مبادرات الإمارات التنموية الدولية، سبيلاً لتأمين حياتهم وتحسين واقعهم وبناء مستقبلهم.

وإذا كانت الغايات التي استهدفت قبل أكثر من 50 عاماً استشرافاً للمستقبل، فإن النتائج أثمرت تصدر الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دول العالم في تقديم المساعدات التنموية الخارجية، كما تعكس المؤشرات الدولية تبوء الإمارات للصدارة الدولية كأفضل الشركاء والمانحين الدوليين، وليكون الهدف الأساسي للمساعدات الخارجية الإماراتية محاربة الفقر، ونشر التعليم الأساسي، وتحقيق الصحة الجيدة للجميع، وهي في ذلك تنطلق من فهمها الواسع لخطة الأمم المتحدة لتحقيق أجندة التنمية المستدامة، إضافة إلى حرصها على تحقيق الرخاء والاستقرار، ونشر قيم السلام والتسامح والأخوة الإنسانية، وبما يعزز مكانة الإمارات على الساحة الإقليمية والدولية، وتحفيز النمو الاقتصادي في العالم النامي وبما يسهم في معالجة المشكلات التي تواجهها الدول والمجتمعات الإنسانية على صعيد تنفيذ أهداف وخطط الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة.

كما تمثل عضوية الإمارات في «مجموعة بريكس» مؤخراً، فرصة استثنائية لتسريع برامج وسبل تعزيز التنمية الوطنية والدولية، وبما يحقق أجندة التنمية العالمية، وتحقيق الرفاهية والازدهار للدول والمجتمعات الإنسانية، وتعكس في الوقت نفسه النهج الإماراتي القائم على بناء الشراكات الدولية الفاعلة مع الدول والمنظمات والمؤسسات، والذي يمتد لعقود طويلة، بغية تعزيزِ القدرةِ التنافسية لاقتصاد الإمارات التنافسي المستدام، وبما ينسجم مع رؤية «نحن الإمارات 2031»، واستراتيجية الخمسين التي التزمت بها الدولة وتسعى من أجل تحقيقها في إطار مئوية الإمارات 2071.

*كاتبة إماراتية.