على ظهر حصان تنطلق شورينتسيتسيغ جانبولد لتجوب شرق تايغا في منغوليا لزيارة أسر بدوية ترعى حيوانات الرنة.
العاملون في مجال الصحة المجتمعية مثل شورينتسيتسيغ هم العمود الفقري لنظام الرعاية الطبية في منغوليا، وهي واحدة من الدول منخفضة الكثافة السكانية، فهم يقطعون مسافات طويلة لتوفير الخدمات الصحية الأساسية، لأبناء القبائل ممن يعيشون بعيداً عن عيادات ومستشفيات المدينة.
وأصبحت مهنة جانبولد تتضمن قدراً غير معتاد من السفر، وبوسائل متنوعة، إنها تقدم الخدمات الطبية لقبيلة «دوكاس»، وهي مجتمع من رعاة الرنة شبه البدو في منطقة نائية من شمال منغوليا، الذين يتبعون قطيعهم أينما تجول. وأينما يستقر الرعاة لهذا الموسم، يتعين على جانبولد العثور عليهم أيضاً، أحياناً على ظهور الخيل، على طول مسارات الغابات في شرق تايغا.
جانبولد تقوم بإجراء زيارات منزلية للاستجابة لحالات الطوارئ وعلاج الأمراض البسيطة وتطعيم الأطفال، مرضاها يسمونها دكتور «شوري». في حقيبتها تحمل دوماً أدوية ضغط الدم وقطرات فيتامين أ، لأن النظام الغذائي البدوي غالباً ما يكون منخفض الخضراوات وغنياً بالمواد الغذائية الأساسية الدهنية.
تتغير رحلة جانبولد مع الموسم، ففي فصلي الخريف والشتاء، يستقر الرعاة في منازل أقرب إلى البلدات والمدن حتى يتمكن أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة. لكن في المواسم الأخرى، يتبعون قطعان الرنة التي يرعونها إلى مناطق أبعد داخل منغوليا.
ومن المعروف أن العاملين في مجال الصحة الريفية مثل شورينتسيتسيغ جانبولد يعملون على مستوى منطقة ريفية، تابعة لأصغر وحدة إدارية في منغوليا، البلد الذي تبلغ مساحته ضعف مساحة ولاية تكساس، ولكن يبلغ عدد سكانه 3.5 مليون نسمة فقط. ويعود الفضل إلى عمال الصحة الريفية في مساعدة البلاد على توسيع نطاق التحصين وخفض معدلات وفيات الأمهات.
(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)