بمساعدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، نجح الرئيس جو بايدن في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي ألقاها سلفه على عاتقه. وعلى الرغم من المشككين والمتشككين، فقد حقق الهبوط الناعم. إذ انخفض التضخم إلى 2.9% سنوياً، وتم توفير حوالي 15.7 مليون وظيفة جديدة في عهد بايدن، بينما تجاوز النمو التوقعات، وارتفع التصنيع المحلي، ووصل إنتاج الطاقة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
والواقع أن ادعاء دونالد ترامب بأنه ترأس أفضل اقتصاد على الإطلاق كاذب بشكل واضح. ويوضح «ستيفن راتنر»، قيصر السيارات السابق في إدارة أوباما، على موقعه على الإنترنت: «ليس فقط أن اقتصاد ترامب لم يكن الأقوى في التاريخ، بل لم يكن حتى بنفس القوة التي كان عليها أثناء رئاسة جو بايدن». وأضاف: «باستثناء آثار كوفيد، توسع الاقتصاد بمعدل سنوي متوسط بلغ 2.6% في عهد ترامب، ولكن بمعدل 3.5% في عهد بايدن. ويظهر خلق الوظائف مساراً مماثلاً. وباستثناء كوفيد، أضاف اقتصاد ترامب ما معدله 182000 وظيفة شهرياً، بينما زاد بايدن من قوائم التوظيف بمعدل 271000».
في مسار الحملة الرئاسية، يمكن لكامالا هاريس أن تتمتع بنصيبها من الفضل في نجاحات الإدارة. ولكن إذا فشلت أرقام الوظائف الإجمالية وانخفاض التضخم في إقناع الناخبين، فقد ينجح في ذلك الترويج لإنجازات أكثر تحديداً. وهذا تماماً ما فعلته هاريس يوم الخميس الماضي في ظهور مع بايدن في ماريلاند للإعلان عن استكمال مفاوضات الرعاية الطبية مع شركات الأدوية بشأن تحديد أول 10 أدوية مخصصة لاحتواء تكلفتها بموجب قانون خفض التضخم.
بالنسبة للناخبين الأقل انخراطاً في السياسة، ربما كانت هذه الأخبار بمثابة مفاجأة كاملة. وحسب صحيفة «واشنطن بوست»، «كان الناخبون يخبرون باحثي استطلاعات الرأي باستمرار أنهم يعتقدون أن أسعار الأدوية مرتفعة للغاية وأن الحكومة يجب أن تكون مخولة بالتفاوض مباشرة مع شركات الأدوية». ومع ذلك، «قال 36% فقط من الناخبين إنهم يعرفون أن القانون يلزم الحكومة الفيدرالية بالتفاوض على سعر بعض الأدوية الموصوفة لنظام الرعاية الصحية (ميديكير)».
في التجمع الانتخابي مع بايدن، أعلنت هاريس: «لا ينبغي لأي شخص كبير السن أن يختار بين شراء الأدوية الخاصة له أو دفع إيجاره». كما روجت لخبرتها في محاربة شركات الأدوية الكبرى، كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا وفي مجلس الشيوخ. الآن ترى أنه «يمكن لبرنامج ميديكير استخدام قوته لمواجهة شركات الأدوية الكبرى».
وفي بيان مكتوب، توسعت هاريس في الحديث عن هذا الإنجاز: «خلال عامين منذ أن وقع الرئيس بايدن على مشروع القانون التاريخي هذا ليصبح قانوناً، خفضنا تكاليف الأدوية الموصوفة، وحددنا تكلفة الأنسولين عند 35 دولاراً شهرياً، وخفضنا أقساط التأمين لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في برنامج ميديكير - مما ساعد ملايين الأسر في الحصول على الرعاية التي يستحقونها».
الواقع أن الإدارة، بما في ذلك هاريس، قادرة على تحقيق انتصار مستحق. وقد لخص «درو ألتمان»، الرئيس التنفيذي لشركة «كيه إف إف»، الإنجاز في منشور على الإنترنت، قائلاً: «المفاوضات بشأن أسعار الأدوية، على الرغم من أنها أقل بكثير من الأسعار الحالية، إلا أنها لا تزال أعلى من بعض البلدان الأخرى. تستطيع الإدارة أن تعلن عن فوز كبير». وأضاف: «يمكن لليسار أن يطلب المزيد. ويمكن لشركات الأدوية أن تشتكي. ويستفيد الناس. إنها صفقة جيدة».
وقد أعرب الرئيس عن سعادته بالاستجابة الحماسية التي تلقاها هو وهاريس في ماريلاند. أخبرتني «نيرا تاندن»، مستشارة السياسة الداخلية في البيت الأبيض والمحرك الرئيسي للمفاوضات، أن الرئيس يشعر أن هذا إنجاز سعت إليه الإدارات «الديمقراطية» السابقة دون جدوى لسنوات.
وفي حين أن هذا الإنجاز يساعد بشكل مباشر كبار السن الأميركيين، فإن الفوائد قد يشعر بها قطاع أوسع بكثير من المستهلكين. وتأمل الإدارة أنه الآن بعد أن أصبحت أسعار هذه الأدوية أقل من أسعار التأمين الحالية، فإن الأسعار الجديدة ستفرض «ضغوطاً هبوطية» على أسعار الأدوية بالنسبة لجميع المرضى.
إن أسعار الأدوية الموصوفة هي أحد عناصر السرد الاقتصادي الأوسع نطاقاً بالنسبة لهاريس. ويبدو أن ملاحقة الشركات التي تستغل المستهلكين هي واحدة من أقوى قضاياها، وفقاً لمسح مفصل للرسائل بين الناخبين في ساحة المعركة من شركة استطلاعات الرأي الديمقراطية «جرينبيرج» Greenberg Research. ووجد المسح أنه بالإضافة إلى الإجهاض وخطة البنية الأساسية وضوابط تكلفة الأدوية الموصوفة، فإن القضايا الأكثر شعبية بالنسبة لهاريس تشمل «مكافحة التهرب الضريبي من قبل الأثرياء والشركات الكبرى» و«ملاحقة الاحتكارات الجشعة التي تحقق أرباحاً هائلة لخفض الأسعار وإعادة الأموال إلى المستهلكين». وقد حصلت الرسالة التالية، التي تؤكد على تمكين الطبقة المتوسطة على استجابة إيجابية ساحقة: «أعرف أن الأسعار المرتفعة تقتل الناس. واجهت الطبقة المتوسطة العاملة الكثير من الصراعات. لقد ساعدت في خفض تكاليف الأدوية وتوسيع الائتمان الضريبي الشهري للأطفال».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»