أكبر جبل جليدي في العالم، المسمى A23a، بالقرب من القارة القطبية الجنوبية يظهر شاهقاً ضخماً وفق بيانات حديثة لهيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية. 
ولأكثر من 30 عاماً، كان أكبر جبل جليدي في العالم عالقاً في القطب الجنوبي، وتبلغ مساحته خمسة أضعاف مساحة مدينة نيويورك ويبلغ عمقه أكثر من 1000 قدم. وبدأت الكتلة الجليدية الضخمة للجبل في الانجراف البطيء نحو المحيط القطبي الجنوبي. وبعد مغادرة مياه القطب علق الجبل الجليدي في دوامة فوق جبل بحري، أو جبل تحت الماء. تخيل قطعة من الجليد مساحتها حوالي 1500 ميل مربع وبعمق مبنى إمباير ستيت تدور ببطء ولكن بثبات بما يكفي لتدويرها بالكامل على رأسها على مدار حوالي 24 يوماً.
وقالت هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية: إن الجبل الجليدي يدور بالقرب من جزر أوركني الجنوبية، على بعد حوالي 375 ميلاً شمال شرق شبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية، ويحافظ على دوران بمقدار 15 درجة يومياً.
وعن كتلة الجبل الجليدي، قال أليكس برييرلي، عالم المحيطات الفيزيائي ورئيس مجموعة أبحاث المحيطات المفتوحة في هيئة المسح البريطانية: «إنها في الأساس مستقرة هناك، وتدور، وسوف تذوب ببطء شديد طالماً بقيت هناك». «ما لا نعرفه هو مدى السرعة التي سيخرج بها الأمر فعلياً من هذا». 
ومن غير الواضح أيضاً إلى متى سيبقى الجبل الجليدي في مكانه. ولكن هناك شيء واحد واضح: إن أكبر جبل جليدي في العالم لن يذوب ويغمر نصف الكرة الجنوبي، وأشار بريرلي إلى أن ذوبان الجبال الجليدية وإزالة الجروف الجليدية العائمة لا يتسبب بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر.
يعتقد كريستوفر شومان، عالم الجليد وأستاذ الأبحاث في جامعة ميريلاند بمقاطعة بالتيمور، أن A23a سيسير في النهاية في طريق الجبال الجليدية الكبيرة الأخرى - نحو جزيرة جورجيا الجنوبية في جنوب المحيط الأطلسي ويذوب. وأشار إلى جبل جليدي آخر يحمل الرمز A68a، دار في عام 2020 لعدة أشهر بعيداً قليلاً في اتجاه غرب المكان الذي يوجد فيه الآن الجبل الجليدي A23a.
ويرى برييرلي أنه مهما حدث، فإن «أطراف القارة القطبية الجنوبية» وأسرارها ستظل تبهرنا. وأشار إلى الشعار المستخدم بين علماء الجليد: ما يحدث في القارة القطبية الجنوبية لا يبقى في القارة القطبية الجنوبية.
(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)