عمال يقومون بإجراء عمليات الإصلاح والصيانة لسيارات كهربائية في صالة عرض تابعة لفرع شركة «جريت وول موتورز» الصينية في العاصمة التايلاندية بانكوك. وتَعرف السياراتُ الكهربائية إقبالاً واسعاً على اقتنائها في أنحاء العالم، سواء بسبب كونها صديقة للبيئة أم بسبب عدم استهلاكها للوقود وبالتالي فهي أيضاً صديقة لميزانيات الأُسر.

ومع ذلك فإن الإقبال على السيارات الكهربائية تحدٍ منه عوامل أهمها إلى الآن قلة الفنيين الذين يملكون الخبرة والمهارة اللازمتين لإصلاح وصيانة هذه السيارات، وكذلك بقاء أسعارها غاليةً بالقياس إلى السيارات الأخرى.

وتحاول الصين من خلال شركاتها المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية التغلبَ على الحواجز التي تمنع زيادة انتشار السيارات الكهربائية وبلوغه المديات المأمولة، حفاظاً على البيئة ومنعاً لاستنزاف ميزانيات الأسر والدول في فواتير الطاقة الباهظة. ومن هذه الشركات «جريت وول موتورز» (سور الصين العظيم للسيارات)، وهي شركة مملوكة للقطاع الخاص، وقد تأسست في عام 1984، واستطاعت التوسع ومراكمة الأرباح الطائلة خلال السنوات الأخيرة، حيث دخلت مجال العالمية وأصبحت منذ عام 2006 تنافس داخل سوق الاتحاد الأوروبي وتصدِّر سياراتها إلى أكثر من ستين بلداً حول العالم. والآن تتجه شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية إلى الأسواق الخارجية بكثرة. وتعد تايلاند واحدةً من أوائل الدول التي شهدت التدفقَ المفاجئ للعلامات التجارية للسيارات الصينية.

وتعمل الصين الآن على تنظيم طموحاتها وقدراتها التنافسية من أجل إعادة تشكيل مشهد صناعة السيارات الكهربائية لديها. وفي تايلاند أصبحت شركة «جريت وول موتورز» علامةً معروفة وواضحةً للجميع في كل مكان. وليست وحدها في تايلاند، بل هناك العديد من شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية الأخرى التي تغطي لوحات الإعلان عن سياراتها الكثيرَ من الواجهات المساحات المخصصة للإعلان. كما ترتفع أسعار الأراضي لأن العديد من الشركات الصينية تبني مصانع للسيارات الكهربائية في تايلاند. وتُظهر التغيرات السريعة في سوق السيارات الكهربائية التايلاندي كيف تتفوق الشركات الصينية على منافساتها العالميات، لاسيما من الولايات المتحدة التي تهيمن فيها على هذا القطاع شركةُ «تسلا».

ورغم المنافسة الضارية وما ينشأ عنها من «حرب أسعار» في سوق السيارات الكهربائية، فإن غلاءَها يجعل الكثيرين يؤجلون شراءَها على أمل انخفاض الأسعار وتذليل حواجزها بفضل المساحات التي يحرزها الصينيون باطراد في هذا المضمار!

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)