في إطار سعيها الدؤوب لترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء لدى قطاع الشباب، أعلنت مؤسسة «وطني الإمارات» عن انطلاق الدورة الخامسة لبرنامج «سفراء الهوية الوطنية الإماراتية»، وتجسد هذه الدورة رؤية «نحن الإمارات 2031»، التي تسعى إلى بناء مجتمع متكامل يُمكّن الشباب ويُعزّز من قدراتهم، مع الحفاظ على الموروث الثقافي والقيم الإنسانية. كما تأتي هذه الدورة انعكاساً لالتزام المؤسسة بترسيخ الهوية الوطنية وقيم المواطنة الصالحة.

ومما لا شك فيه أن جهود دولة الإمارات بشأن تعزيز الموروث الثقافي والهوية الوطنية، ليكونا ركيزتين أساسيتين في تشكيل المستقبل، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تتوافق مع فلسفة «مبادئ الخمسين»، التي تُعد خارطةَ طريق استراتيجية تحدّد توجهات الإمارات للسنوات الخمسين المقبلة، والتي تؤكد أن منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على احترام الهوية الوطنية.

وهنا تجدر الإشارة إلى مضمون المبدأ الثامن من تلك المبادئ الذي ينص على أن: «منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية».

وغني عن البيان، أن الهوية الوطنية لدولة الإمارات، تتكون من مجموعة السمات والخصائص التي تميز الشخصية الإماراتية عن غيرها، والمستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وأصالة اللغة العربية والموروثات الثقافية والاجتماعية والعادات والتقاليد المتوارثة عبر أنماط التنشئة، والتي تعمل على ترسيخ اعتزاز المواطن بذاته وانتمائه لوطنه وولائه لقيادته، شعوراً وسلوكاً. وحرصاً من دولة الإمارات على تعزيز الهوية الوطنية على أسس علمية، تم إعداد مقياس مؤشر الهوية الوطنية من قِبل مكتب رئاسة مجلس الوزراء وفريق متخصص في جامعة الإمارات.

ويستهدف برنامج «سفراء الهوية الوطنية الإماراتية» تمكين 50 شاباً وشابة من خلال سلسلة من المحاضرات والجلسات وورش العمل المتنوعة، إضافة إلى استهدافه تعزيز مفاهيم الانتماء والولاء الوطني لدى الشباب، وتحفيزهم على تبني ممارسات يومية تعكس روح المواطنة الصالحة، انطلاقاً من حقيقة أساسية مفادها أن الشباب هم عماد الوطن ومن خلالهم يتم تحقيق التقدم والازدهار للأجيال المقبلة. ويعمل البرنامج على تحقيق مستهدفاته من خلال مجموعة من الأنشطة التي تشمل محاضرات وورش عمل يقدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات متعددة تتعلق بالهوية الوطنية وتعزيزها.

ويشمل البرنامج مجموعة من القضايا والموضوعات الحيوية، مثل: صناعة السمعة الوطنية، ودور المجلس الوطني الاتحادي في تعزيز الهوية الوطنية، ومكانة الإمارات كأنموذج عالمي في حقوق الإنسان، وقواعد المحافظة على عَلَم الإمارات، وصون التراث والحفاظ على الهوية الوطنية الإماراتية. كما يشمل البرنامج أيضاً توثيق الإرث الوطني واللغة العربية كمكون رئيسي من مكونات الهوية الوطنية، والمواطنة الرقمية، والقيم الإماراتية، وتحديات الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، والتاريخ الدستوري لدولة الإمارات.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج «سفراء الهوية الوطنية الإماراتية»، ومن خلال عمله على تمكين الشباب وصقل مهاراتهم وتزويدهم بالمعارف اللازمة لنشر ثقافة المواطَنة الصالحة، فإنه يسعى إلى تعزيز الارتباط العاطفي بالأرض والمجتمع وتعميق الصلة بالتاريخ الوطني للدولة، ما يسهم في تقوية الارتباط بين الشباب وتراثهم التاريخي، ويشجعهم على اتخاذ قرارات مدروسة تزيد من وعيهم بأهمية دورهم في بناء مجتمعهم.

وتعكس مبادرة برنامج «سفراء الهوية الوطنية الإماراتية» الفريدةُ التزامَ دولة الإمارات ببناء مجتمع متكامل، يعتمد على شبابها الواعي والمدرك لأهمية دوره في تحقيق التقدم والازدهار. ولا شك في أن هذا البرنامج يعد فرصةً ذهبية لتحويل المشاعر الوطنية إلى أفعال ملموسة تسهم في رفعة الوطن وتقدمه، مما يعزز مكانة الإمارات على الساحة العالمية ويضمن لها مستقبلاً مشرقاً ومستداماً.

إن برنامج «سفراء الهوية الوطنية الإماراتية» يقوم بدور حيوي في عملية تشكيل جيل جديد من القادة الذين يجسدون قيم الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة، ويعملون بلا كلل للحفاظ على مكتسبات الوطن وتطويره ليبقى نموذجاً يحتذى به على كافة الأصعدة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.