في يوم الجمعة الماضي، وبعد أن أصدرت المحكمة العليا أحدث مجموعة من الآراء، تحدثتُ لفترة وجيزة عبر الهاتف مع نائبة الرئيس كمالا هاريس. وبعد أيام عدة أمضيتها في حضور المناسبات العامة التي ظهرت فيها، أصبح من الواضح بالنسبة لي أنها بعيدة عن أن تشكل عائقاً، كما يصر منتقدوها، فهي محاورة فعالة ومدافعة ماهرة لا سيما في القضايا التي اكتسبت خبرتها فيها على مدى عقود من الزمن.  سألتُها عن الإصلاح الأخلاقي. وتذكرتُ أنها حتى عندما كانت في مجلس الشيوخ، كانت تدعم قواعد أخلاقيات المحكمة العليا.

وتحدثت هاريس بشغف عن عملها منذ قضية دوبس ضد منظمة جاكسون لصحة المرأة للدفاع عن الحرية الإنجابية. ومنذ ذلك القرار، ألقت عشرات الخطب وعقدت أكثر من 90 تجمعاً في 21 ولاية (بالإضافة إلى اجتماعات في البيت الأبيض) لمناقشة الحرية الإنجابية مع المسؤولين المنتخبين، ومقدمي الرعاية الصحية، والزعماء الدينيين، والطلاب والدعاة. وفي جولتها الجامعية بعنوان «الكفاح من أجل حرياتنا»، التي بدأت في عام 2023، أثارت هذه القضية في حرم الجامعات.

وتقول عن زياراتها للحرم الجامعي: «وقف الطلاب في الطوابير لساعات، ليس لحضور حفل لموسيقى الروك، ولكن لإجراء محادثات مع نائبة الرئيس». وعلى النقيض من الانطباع بأن ناخبي الجيل «Z» غير مهتمين، فقد خرجت أكثر يقيناً بأنهم سيشكلون «تغييراً جذرياً» في السياسة. إن قضايا الأسلحة والإجهاض والمناخ ليست قضايا أكاديمية بالنسبة لهذا الجيل. ومن خلال مراقبة هاريس، تمكنتُ من رؤية مدى نضجها السياسي منذ عامها الأول في المنصب، عندما هيمنت الانتقادات اللاذعة التي لا أساس لها في كثير من الأحيان على التغطية الصحفية. كانت طريقة إلقائها واضحة وواثقة، إذ تبدو مرتاحة وهادئة في المواقف الرسمية وغير الرسمية. ويبدو أنها تستمتع بمواجهة المتنمرين. ويمكنها الاعتماد ليس فقط على أربع سنوات من الخبرة كنائبة للرئيس، بل أيضاً على 20 عاماً كمدعية عامة.

قالت لي: «هناك أشياء قليلة جداً أفعلُها الآن ولم أكن أفعلها من قبل»، مشيرةً إلى حياتها المهنية التي تراوحت بين العمل كمدعية عامة تنفيذية وكمديرة لوكالة سان فرانسيسكو للأطفال الذين تعرضوا للإساءة والإهمال، وكمدعية عامة لولاية كاليفورنيا، ثم عملت عضواً في مجلس الشيوخ. واحتفالاً بالذكرى السنوية الثانية لقضية دوبس، لم يكن من المستغرب أن تضعها الإدارة في الصدارة. لكنها قالت لجمهور من التقدميين: «نحن بحاجة إلى تجديد التزامنا ببناء التحالفات». وفي إشارة إلى التداخل بين الولايات التي تقيد التصويت وتحظر الإجهاض، ذكّرت الحضور: «الأمر كله يتعلق بكرامة جميع الناس». ومع ميل بعض التقدميين إلى الشجار فيما بينهم، قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات، جاءت رسالتها في الوقت المناسب، بما في ذلك التحذير من أن «كل التأثيرات المتبقية لقضية دوبس لم يتم اكتشافها بعد».

إن مهارة هاريس في ربط التجربة الشخصية بالقانون تعمل بشكل جيد في سياقات أخرى أيضاً. ففي تجمع مشحون بالمشاعر، يوم الاثنين الماضي، طرحت مبادرة البيت الأبيض لمحاسبة المقاتلين الذين يستخدمون الاغتصاب كأداة للحرب.

 لكن قوة كامالا  هاريس  السياسية لم تغب عن فريق بايدن. وفي الأسبوع الماضي وحده، تضمن جدول هاريس رحلةً سريعة إلى سويسرا، والحدث الذي حضرته يوم الاثنين حول سلامة الأسلحة والاحتفال بيوم «جونتينث» (الذي يعرف أيضاً باسم يوم الحرية، وهو عطلة يُحتفل فيها بتحرّر أولئك الذين كانوا عبيداً في الولايات المتحدة) في أتلانتا، وحضور فعاليات أخرى في العاصمة. وأخيراً، إلقاء خطاب في نيويورك أمام أكبر اتحاد للضيافة.

جنيفر روبين *

*كاتبة أميركية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»