موجات الهجرة المتدفقة على الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة معظمها قادم من بلدان نادراً ما تعرف تساقط الثلوج، لذا فهم يندهشون لرؤيتها في مهجرهم الجديد. وفي هذه الصورة نرى أطفالاً مهاجرين في مدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو، يتم تعريفهم بالثلوج خارج غرفهم الفندقية المؤقتة التي وفرتها لهم سلطات المدينة.
ما أن استطاعت دنفر إنهاء مشكلة 1200 شخص بلا مأوى، كانوا يعيشون في الشوارع فأخرجتهم منها نحو مساكن وفرتها لهم، حتى تكونت أزمة إنسانية جديدة، أكبر وأشد تعقيداً، بسبب آلاف المهاجرين الذين تدفقوا على الولاية قادمين من الحدود الجنوبية بدعم من حاكم ولاية تكساس «الجمهوري»، جريج أبوت، الذي وفر لهم حافلات نقلتهم نحو ولايات «ديمقراطية» منها كولورادو.
ومؤخراً استقبلت مدينة دنفر، التي يبلغ عدد سكانها 750 ألف نسمة، نحو 40 ألف مهاجر، فبدأت المدينة تشعر بنوع من التوتر مشابه لذلك الذي واجهته نيويورك وشيكاغو أثناء تعاملهما مع تدفقات المهاجرين.
وقد أنفقت دنفر على المهاجرين حتى الآن أكثر من 42 مليون دولار، وإذا استمرت النفقات بالوتيرة الحالية البالغة 3.5 مليون دولار أسبوعياً، فقد تكلفها الأزمة نحو 180 مليون دولار في عام 2024، أي 10% من ميزانيتها السنوية.
واضطرت المدينة لإخراج عشرات العائلات المهاجرة من الفنادق التي استأجرتها لإيوائها مؤقتاً، مما خلق صعوبات جديدة للمهاجرين. وستضطر هذا الأسبوع لفرض جولة أولى من تخفيضات الميزانية. وكشأن رؤساء بلديات أخرى، مثل نيويورك وشيكاغو وغيرهما، لم يفتأ مايك جونستون، عمدة دنفر، يقدم طلبات للحصول على مساعدة من البيت الأبيض والكونغرس. لكن مناشداته اليائسة لم تفد كثيراً، حيث تم السماح بسداد 9 ملايين دولار فقط كتعويضات فيدرالية لمدينته. لذا قال: «سيتعين علينا إجراء تغييرات على ما يمكننا القيام به فيما يتعلق بميزانية مدينتنا وما يمكننا القيام به فيما يتعلق بدعم القادمين الجدد الذين وصلوا إلى المدينة».
ومع وجود أكثر من 3000 طالب جديد في دنفر، معظمهم من الأطفال المهاجرين، تحاول مدارس المدينة توظيف مزيد من المعلمين وتخفيف الازدحام في المدارس الابتدائية، وهو توسع يتطلب إنفاقاً مالياً قد لا يكون متاحاً لميزانية دنفر. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)