«كوب 28»..الطريق للاقتصاد الأخضر
جمعت الإمارات، أطراف العالم في «كوب 28»، وساهمت في صندوق تخضير المناخ بـ 100 مليون دولار. وبعد ذلك أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وآخرون عن مساهمات يبلغ مجموعها حوالي 400 مليون دولار للدول الفقيرة التي تعاني من آثار تغير المناخ. مع تزايد الضغوط على البيئة نتيجة الالتزامات والنشاطات المختلفة التي تخدم الاقتصاد وخاصة في الدول الصناعية الكبرى، بدأ يظهر مفهوم الاقتصاد الأخضر، الذي يعني تحقيق النمو والتنمية المستدامة دون الإخلال بالنظام البيئي. قال بايدن في أبريل 2023، إن الولايات المتحدة ستقدم مليار دولار آخر إلى صندوق المناخ الأخضر، وهي أموال ستدعم البلدان المعرضة بشكل خاص للآثار المدمرة لتغير المناخ.
ومن بين هذه البلدان تأتي الدول الأفريقية وأقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية. يُعد مبلغ المليار دولار جزءًا من تعهد بايدن بالعمل مع الكونغرس على مضاعفة التمويل الأميركي الدولي للمناخ المقدم للبلدان النامية أربع مرات ليصل إلى أكثر من 11 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2024. حتى الآن، تلقى صندوق المناخ الأخضر تعهدات بقيمة 18.3 مليار دولار من الدول المساهمة، بما فيها المملكة المتحدة وفرنسا واليابان وألمانيا والسويد. وهذا المليار دولار الإضافي سيرفع إجمالي دعم الولايات المتحدة إلى ملياري دولار. ولمعرفة موقع الإمارات من الاقتصاد الأخضر في وسط العالم المتقدم، ولكي ندرك حقيقة الاستحقاق الذي تمثله الدولة في هذا القطاع الواعد. ففي قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وخلال الجلسة الرئيسية للقمة السابعة عشرة لرؤساء دول مجموعة العشرين، ألقى رئيس الدولة، كلمة أشار خلالها إلى أننا: «نؤمن في دولة الإمارات بأن النهج المتوازن ھو الأنجح لتحقیق الاستدامة، ونؤكد التزام الدولة بدورھا المسؤول في أسواق الطاقة وأجندتھا الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة».
دولة الإمارات جسدت هذا الالتزام من خلال استثمارات بقیمة 50 ملیار دولار في مجال الطاقة النظیفة في أكثر من 40 دولة عبر العالم، وأسست «تحالف القرم من أجل المناخ» بالشراكة مع جمھوریة إندونیسیا الصدیقة، إضافة إلى إطلاقها مبادرة «تسریع تحول الدول النامیة نحو الطاقة المستدامة» بالتعاون مع الوكالة الدولیة للطاقة المتجددة. القيادة الرشيدة واعية ومدركة لأهمية هذا النهج في الاقتصاد الأخضر ففي نوفمبر2011 وقعت الإمارات شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط.
وفي المقابل، يبلغ حجم الاقتصاد الأخضر في العالم حاليا نحو ثمانية تريليونات دولار، وبحلول العام 2030 سيصل إلى 12 تريليون دولار، موفراً فرص عمل مرتبطة به لنحو 380 مليون شخص، كما أن هناك 3000 شركة عالمية لديها ارتباط به، وتمثل حصة الإيرادات التي يجنونها من السلع والخدمات الخضراء قيمة سوقية تبلغ أربعة تريليونات دولار.
*كاتب إماراتي