في عالم وقوده ومحركه أجيال الشباب، تظهر أهمية الشباب حول العالم في أنشطة العمل المناخي، مع تزايد وعي الأجيال الجديدة ومعرفتها بالتحديات والمخاطر المناخية، وتأثير التداعيات المتسارعة للتغير المناخي، كونهم أكثر الأجيال تعرضاً لآثار تغير المناخ، وهم أيضاً أكثر الأجيال رغبة في اتخاذ إجراءات للمكافحة المناخية، لبناء مستقبل مستدام.

وإدراكاً لدور الشباب وأهميته، يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة للشباب «كوي 18»، لإظهار صوت الشباب والاستماع إلى آرائهم في كل ما يتعلق بتحديات المناخ في العالم، والاستعانة بهذه الآراء في تشكيل السياسات الحكومية الدولية المتعلقة بتغير المناخ، إذ يعمل المؤتمر الشبابي كمنصة للحراك المناخي، وإعداد الشباب القادر على المشاركة والإسهام الفعّال في الأحداث المناخية الدولية.

وقبيل انعقاد مؤتمر المناخ «كوب 28»، في إكسبو دبي، نهاية شهر نوفمبر، تبدأ مجموعات من الشباب والباحثين والمهتمين بقضايا البيئة والمناخ مناقشة الموضوعات الحيوية والحاسمة على كوكب الأرض المتعلقة بتغير المناخ، لدعم صنع سياسات المناخ الدولية، وقيادة التغيير على المستويات الوطنية والدولية.

ويمكن القول إن عام 2023 هو عام المناخ في الإمارات، إذ تنظم الدولة سلسلة من المؤتمرات المناخية الدولية، مع السعي لتطوير وتطبيق الخطط والاستراتيجيات المناخية للدولة، ما جعلها قبلة للعديد من القمم المناخية، وفي صدارة العمل الدولي الهادف إلى اتخاذ خطوات جادة وعادلة في ملف المناخ، حيث رسخت الإمارات حضورها في ملف البيئة، وخاصة دعم الجهود العالمية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وخفض الانبعاثات.

وفي إطار تمكينها للشباب، فإن الإمارات تَعتبر دورَ الشباب محوريًّا في قيادة الجهود المحلية والعالمية لمواجهة تحديات المناخ، بتوفير المنصة الرامية إلى توصيل أصوات الشباب حول العالم، وضمان مشاركتهم المؤثرة في عملية صنع القرار في مؤتمر المناخ «كوب 28»، إذ يُعدُّ مؤتمر الأمم المتحدة للشباب «كوي 18» فرصة جديدة لتشكيل رؤى شبابية في قضية حيوية وعاجلة كتغير المناخ، وحشد المجتمع الدولي لتحقيق إنجازات في العمل المناخي.

ويمكن للأجيال الحالية التصدي للتحديات التي نواجهها على جميع الجبهات المناخية، وبالتالي تسريع جهود الاستدامة، وتحجيم المخاطر وإنقاذ كوكب الأرض من التغيرات المناخية المتطرفة، من خلال جهود شبابية ومجتمعية وأممية ودولية، في إطار تعاون الجميع للإيفاء بمتطلبات الحياة الأفضل للأجيال القادمة.

ومع المشاركة الواسعة للشباب في «كوي 18»، يركز المؤتمر على السياسات العامة المناخية، وبناء قدرات ومهارات الشباب، ودعم أصواتهم وأفكارهم في سبيل الوصول إلى مستقبل مستدام للجميع. تخطو دولة الإمارات خطوات ملموسة في تعزيز الجهود العالمية لتحقيق الاستدامة والحد من تداعيات التغيرات المناخية، وخلال أيام متتالية عدة يُعقد في الدولة مؤتمر الشباب من أجل المناخ «كوي 18»، ومؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ «كوب 28»، إيماناً بأهمية تكاتف الجهود الدولية والعمل المشترك، إذ تعمل الدولة على إعطاء الشباب فرصة للإسهام في سياسات المناخ، وتدعو قادة العالم إلى اتخاذ خطوات جدية وعادلة في مؤتمر المناخ، حتى نستطيع معاً مواجهة تحديات التغير المناخي والحد من تداعياته على العالم.

*باحث – رئيس «مجلس شباب تريندز»، مركز تريندز للبحوث والاستشارات.