يحظى كبار المواطنين في دولة الإمارات بكل اهتمام من قِبل مؤسسات الدولة المعنيّة، التي تقدم إلى هذه الفئة المجتمعية كل أوجه الرعاية المطلوبة على الصُّعد كافة، وذلك بمتابعة وتوجيهات دائمة من قبل قيادتنا الرشيدة التي يحظى كبار المواطنين لديها بكل تقدير.
ومما لا شك فيه أن هذه المكانة المتميزة التي يحظى بها كبار المواطنين في دولة الإمارات منبثقة من قيمنا ومبادئنا العربية والإسلامية الأصيلة وتراثنا الثقافي، الذي يحضّ على توقير الكبار واحترامهم وإجلالهم. 
وفي إطار الاهتمام المتواصل بكبار المواطنين، أطلقت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي وبالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية مؤخراً، وتزامناً مع اليوم الدولي للمسنين، مبادرتين رقميتين: الأولى حول التأهيل الرقمي المعرفي، والثانية عن الواقع الافتراضي.
وتهدف المبادرة الأولى إلى أن يكون كبار المواطنين والمقيمين أكثر نشاطاً وفاعلية في المجتمع، وذلك على النحو الذي يسهم في تقوية أواصر الترابط بينهم وبين الآخرين، وتنقسم إلى مرحلتين: الأولى تستمر حتى ديسمبر المقبل، لاستهداف ما يقرب من 300 من كبار المواطنين والمقيمين في مجتمع أبوظبي، وتستهدف المرحلة الثانية الوصول إلى أكثر من 700 مستفيد خلال العام المقبل 2022. 
أما المبادرة الثانية، فهي عن الواقع الافتراضي، وهدفها تسخير التقنيات الحديثة في تلبية احتياجات الفئات المختلفة في المجتمع، وتوفير تجربة ممتعة وفريدة لفئة كبار السن، حيث إن فوائد الواقع الافتراضي تتعدى الترفيه وتسهم في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية والتقليل من الشعور بالعزلة والوحدة. 
كما تعمل الدائرة على مبادرة «لياقة إلى الأبد»، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي لتعزيز النشاط البدني، وتستهدف تعزيز النشاط البدني بين فئة كبار المواطنين والمقيمين عبر استخدام التحفيز السلوكي، لجعل النشاط البدني بصوره المختلفة جزءاً مهمّاً من الروتين اليومي. 
وفي الواقع، فإن هذه المبادرات التي أطلقتها دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي تندرج ضمن جهودها المتكاملة في توفير الرعاية والحياة الكريمة لكبار المواطنين والمقيمين ضمن مساعي الدائرة الدؤوبة لتعزيز جودة حياة الأسرة والارتقاء بها على نحو متواصل. 
كما تندرج هذه المبادرات ضمن الإطار الواسع لاهتمام دولة الإمارات بالإنسان باعتباره العمود الفقري لعملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، وهو في الوقت نفسه هدف هذه العملية، وهذا الاهتمام يستند إلى قاعدة قوية تجسدها رؤى وتشريعات واستراتيجيات محكمة، أبرزها السياسة الوطنية لكبار المواطنين التي تهدف إلى الارتقاء بجودة حياتهم، وضمان مشاركتهم الفاعلة والمستمرة ضمن النسيج المجتمعي في الدولة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية