تُختتم غداً السبت فعاليات «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، التي انطلقت في 20 نوفمبر 2020، وتستمر إلى 20 فبراير الجاري في منطقة الوثبة بالعاصمة أبوظبي، وسط ظروفٍ استثنائية شهدها العالم إثر تداعيات جائحة «كورونا»، ليدلّل هذا الحدث التراثي الأصيل، من خلال فتح أبوابه للجمهور، على أهميته الكبيرة بما تضمّنه من فعاليات ومسابقات ومشاركات عدّة من مختلف الثقافات العربية والعالمية، الأمر الذي أسهم في إثراء هذه الدورة وتنوعها وتميّزها بكل المقاييس.
ويعكس المهرجان الاهتمام الذي أولاه الوالد المؤسّس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للموروث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، باعتباره الهوية الأصيلة للمجتمع، وحرصه على نقله للأجيال الشابّة ليس فقط ليستذكروه، وإنما أيضًا ليستفيدوا منه مسترشدين بقوله، رحمه الله: «إن إحياء تراث أمتنا وبلدنا واجب ضروري، بل وحتمي حتى يعرف الناس ماضينا وكيف كنّا نعيش قبل أن ينعم الله علينا بالخير الوفير. وعلى الجيل الجديد أن يُقدّر الدور الذي لعبه جيل الآباء والأجيال الماضية، وأن يتخذوا منهم القدوة والمثل الأعلى في الصبر وقوة التحمّل».
وقد حظي مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي أقيم تحت شعار «تراثنا هويتنا.. زايد قدوتنا»، برعاية كريمة من القيادة الرشيدة، ممثّلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتضمّن عدداً من الفعاليات الرئيسة، والعروض الحيّة والمسابقات الجماهيرية والتراثية المميزة، مثل: مسابقة المطبخ الشعبي، والمسابقات الرياضية التراثية، كسباقات الهجن والصيد بالصقور. كما كان الجمهور على موعد يومي مع «مسيرة الحضارات العالمية»، التي قدّمت استعراضات الفِرق الفنية الخليجية والعربية والعالمية المشارِكة، في مشهد دلّ على التقارب بين مختلف الثقافات والفنون العالمية، وجسّد رسالة دولة الإمارات باعتبارها ملتقى للشعوب والحضارات، وصاحبة رسالة عالميّة في المحبة والتسامح.
ونجح المهرجان في إنجاز أكثر من 3500 فعالية ثقافية عالمية بمشاركة أكثر من 17000 مشارك وعارض، كما شهد تحطيم رقمَين قياسيّين عالميّين سُجّلا في موسوعة «غينتس» للأرقام القياسية، الأول كان في إطلاق 300 طلقة (Girandola) في 30 ثانية، والثاني في تحطيم الرقم القياسي في أضخم عرض ألعاب نارية بأكبر عدد طلقات بخط مستقيم، أضاءت سماء الوثبة مدة 35 دقيقة. وإضافة إلى ذلك، تم تخصيص الكثير من المناطق والأركان وعربات الطعام لمحبّي المأكولات العالمية والتقليدية، ما أتاح لهم تجربة تذوق أطيب وأشهى الأطباق والأصناف الجديدة من مختلف المطابخ العالمية، طوال فترة المهرجان.
كما لاقت منطقة عالم الأطفال «كيدز نيشن» إقبالًا كبيرًا، لما ضمّته من عشرات الألعاب التفاعلية التي خُصّصت للصغار بإطار ترفيهي، حيث اختزلت في نشاطاتها ومرافقها جوانب تعليميّة وتثقيفيّة متعدّدة، وضمّت مجموعة كبيرة من ورش العمل التي شجّعت الأطفال على تنمية مهاراتهم واستكشاف مواهبهم، وتنمية الحسّ الإبداعي، وروح العمل الجماعي في نفوسهم، لتكون إقامة مهرجان الشيخ زايد التراثي في هذه النسخة على وجه الخصوص، وبرغم كل التحديات التي واجهت اللجنة المنظمة بسبب الظروف التي فرضتها الجائحة، دليلًا واضحاً على ارتباط الإنسان الإماراتي ببيئته وتراثه ومجتمعه الذي بدا واضحاً عبْر كل محطات المهرجان، وعبْر الأعداد الكبيرة التي توافدت إليه.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية