سبق وأن رفض الرئيس الأميركي، في تغريدة على تويتر، رفضاً قاطعاً، الدعوات المطالبة بإزالة أسماء قادة من الحقبة الكونفيدرالية أثناء الحرب الأهلية، كان معظمهم مدافعاً شرساً عن نظام الرقيق، عن قواعد عسكرية أميركية. وطالب ترامب في تغريدته باحترام الجيش الأميركي، وكان البنتاغون قد أبدى استعداده للنظر في هذه الدعوات. ومن جهتها، طالبت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، بإزالة تماثيل مسؤولين من تلك الحقبة من مبنى الكابيتول، واصفة إياها بأنها «تكريم للكراهية وليس التراث»، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة العنصرية، على خلفية قضية جورج فلويد. والقواعد العسكرية التي يطالب الناشطون بتغيير أسمائها، تقع كلّها في الجنوب، وتحمل أسماء قادة عسكريين جنوبيين، خلال الحرب الأهلية، كان معظمهم مدافعاً عن نظام الرق.
والحرب الأهلية التي مزّقت الولايات المتحدة بين 1861 و1865، كان سببها الأساسي نظام العبودية الذي انقسمت بشأنه البلاد بين ولايات شمالية حاربت هذا النظام، وأخرى جنوبية رفضت تحرير العبيد، وأعلنت انفصالها عن الاتحاد، وتأسيس كونفيدرالية.
ولا جرم أن هذه الدعوات ولّدتها الاحتجاجات التاريخية، التي أشعلت فتيلها وفاة جورج فلويد، المواطن الأعزل الذي قضى اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض، أثناء توقيفه في مينيابوليس قبل أسابيع، مما أعاد إحياء الجدل الحسّاس في الولايات المتّحدة، حول إرث العبودية الذي تجسّده نصب تذكارية تمجّد الجيش الكونفيدرالي، ويطالب كُثر بإزالتها. كما أن هذه الاحتجاجات المناهضة للعنصرية والاستعمار، اتخذت زخماً في أوروبا، باستهداف التماثيل والنُصب التذكارية للشخصيات التي كان لها دور في تكريس العبودية والاستعمار. ففي فرنسا، تسعى بعض الجمعيات والتكتلات إلى تفكيك التماثيل، وتطالب السلطات بإزالة رموز الشخصيات التي ساهمت في تجارة الرقيق والقمع خلال فترة الاستعمار، غير أن الرئيس إيمانويل ماكرون أكد أن بلاده لن تزيل أي تمثال لشخصية تاريخية فرنسية.
ومن التماثيل المستهدفة في فرنسا، تمثال «جون باتيست كولبير» الموجود وسط ساحة مجلس النواب، وهذا الرجل كان أحد الوزراء الرئيسيين أثناء حكم لويس الرابع عشر، وهو صاحب «القانون الأسود» الذي شرّع العبودية في المستعمرات الفرنسية الأفريقية. ويرى البعض أن مكانه في المتحف، بعيداً عن ساحة البرلمان الذي يمثل الجميع. وفي مدينة ليل شمالاً، نجد تمثال الجنرال لويس فيدهرب، الرجل المثير للجدل، والذي يعتبر شخصية بطولية بمقاومته الغزو البروسي لفرنسا، لكنه معروف بتكريسه العبودية والاستعمار والقتل، خلال حملته على دولة السنغال الأفريقية.
أما في الولايات المتحدة الأميركية، فإن بعض تماثيل الرجال الذين قادوا، أو شاركوا في حرب انفصال فاشلة، خلال الحرب الأهلية، موضوعة في أمكنة بارزة في مبنى الكابيتول، ويمكن أن نذكر تمثالاً برونزياً لجيفرسون ديفيس، رئيس الولايات الكونفيدرالية الأميركية، وآخر رخامياً لألكسندر ستيفنز، نائب رئيس الكونفيدرالية.
ولفتت بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، إلى أنّ تمثالي هذين الرجلين، اللذين أدينا بخيانة الولايات المتّحدة، موضوعان في «قاعة التماثيل»، وهي أكثر الوجهات السياحية شعبية في مبنى الكابيتول.. وذكّرت بكلمات قاسية أدلى بها ستيفنز في خطاب أدلى به عام 1861، وقال فيه إنّ الكونفيدرالية تأسّست على «حقيقة عظيمة، هي أنّ الزنجي ليس مساوياً للرجل الأبيض.«
وفي بريطانيا، شهدت مدينة بريستول إسقاط تمثال لتاجر رقيق هو إدوارد كولستون، من القرن السابع عشر، وذلك وسط موجة الاحتجاجات التي شهدتها المملكة ضد العنصرية، على خلفية مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد. وعُرض تسجيل، بُث على مواقع التواصل الاجتماعي، لمتظاهرين يرددون هتافات وهم يزيلون تمثاله، ويلقونه في النهر.
أميركا والدول الأوروبية، هما الآن في مرحلة جديدة مع مصرع فلويد وحراك الشباب المناهض للتمييز العنصري، وتلكم الدول ستعيش لفترة طويلة بين سندان المطالبة بمحو بعض الأسماء من الذاكرة، ومطرقة أولئك الذي يقولون بأنه لا يجب محو التاريخ، ولا يجب محو أي أثر أو اسم من تاريخها، أو أي تمثال؛ فهم بحاجة إلى رموز، حتى ولو صدمت الذاكرة الجماعية! لكن جيل الشباب الصاعد لا ينظر بهذه النظرة.. وهو ما ينذر بفترات احتجاجية عصيبة في المستقبل، علماً بأن أي احتجاج في بلد، يولِّد احتجاجات مماثلة في بلدان أخرى.
والحرب الأهلية التي مزّقت الولايات المتحدة بين 1861 و1865، كان سببها الأساسي نظام العبودية الذي انقسمت بشأنه البلاد بين ولايات شمالية حاربت هذا النظام، وأخرى جنوبية رفضت تحرير العبيد، وأعلنت انفصالها عن الاتحاد، وتأسيس كونفيدرالية.
ولا جرم أن هذه الدعوات ولّدتها الاحتجاجات التاريخية، التي أشعلت فتيلها وفاة جورج فلويد، المواطن الأعزل الذي قضى اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض، أثناء توقيفه في مينيابوليس قبل أسابيع، مما أعاد إحياء الجدل الحسّاس في الولايات المتّحدة، حول إرث العبودية الذي تجسّده نصب تذكارية تمجّد الجيش الكونفيدرالي، ويطالب كُثر بإزالتها. كما أن هذه الاحتجاجات المناهضة للعنصرية والاستعمار، اتخذت زخماً في أوروبا، باستهداف التماثيل والنُصب التذكارية للشخصيات التي كان لها دور في تكريس العبودية والاستعمار. ففي فرنسا، تسعى بعض الجمعيات والتكتلات إلى تفكيك التماثيل، وتطالب السلطات بإزالة رموز الشخصيات التي ساهمت في تجارة الرقيق والقمع خلال فترة الاستعمار، غير أن الرئيس إيمانويل ماكرون أكد أن بلاده لن تزيل أي تمثال لشخصية تاريخية فرنسية.
ومن التماثيل المستهدفة في فرنسا، تمثال «جون باتيست كولبير» الموجود وسط ساحة مجلس النواب، وهذا الرجل كان أحد الوزراء الرئيسيين أثناء حكم لويس الرابع عشر، وهو صاحب «القانون الأسود» الذي شرّع العبودية في المستعمرات الفرنسية الأفريقية. ويرى البعض أن مكانه في المتحف، بعيداً عن ساحة البرلمان الذي يمثل الجميع. وفي مدينة ليل شمالاً، نجد تمثال الجنرال لويس فيدهرب، الرجل المثير للجدل، والذي يعتبر شخصية بطولية بمقاومته الغزو البروسي لفرنسا، لكنه معروف بتكريسه العبودية والاستعمار والقتل، خلال حملته على دولة السنغال الأفريقية.
أما في الولايات المتحدة الأميركية، فإن بعض تماثيل الرجال الذين قادوا، أو شاركوا في حرب انفصال فاشلة، خلال الحرب الأهلية، موضوعة في أمكنة بارزة في مبنى الكابيتول، ويمكن أن نذكر تمثالاً برونزياً لجيفرسون ديفيس، رئيس الولايات الكونفيدرالية الأميركية، وآخر رخامياً لألكسندر ستيفنز، نائب رئيس الكونفيدرالية.
ولفتت بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، إلى أنّ تمثالي هذين الرجلين، اللذين أدينا بخيانة الولايات المتّحدة، موضوعان في «قاعة التماثيل»، وهي أكثر الوجهات السياحية شعبية في مبنى الكابيتول.. وذكّرت بكلمات قاسية أدلى بها ستيفنز في خطاب أدلى به عام 1861، وقال فيه إنّ الكونفيدرالية تأسّست على «حقيقة عظيمة، هي أنّ الزنجي ليس مساوياً للرجل الأبيض.«
وفي بريطانيا، شهدت مدينة بريستول إسقاط تمثال لتاجر رقيق هو إدوارد كولستون، من القرن السابع عشر، وذلك وسط موجة الاحتجاجات التي شهدتها المملكة ضد العنصرية، على خلفية مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد. وعُرض تسجيل، بُث على مواقع التواصل الاجتماعي، لمتظاهرين يرددون هتافات وهم يزيلون تمثاله، ويلقونه في النهر.
أميركا والدول الأوروبية، هما الآن في مرحلة جديدة مع مصرع فلويد وحراك الشباب المناهض للتمييز العنصري، وتلكم الدول ستعيش لفترة طويلة بين سندان المطالبة بمحو بعض الأسماء من الذاكرة، ومطرقة أولئك الذي يقولون بأنه لا يجب محو التاريخ، ولا يجب محو أي أثر أو اسم من تاريخها، أو أي تمثال؛ فهم بحاجة إلى رموز، حتى ولو صدمت الذاكرة الجماعية! لكن جيل الشباب الصاعد لا ينظر بهذه النظرة.. وهو ما ينذر بفترات احتجاجية عصيبة في المستقبل، علماً بأن أي احتجاج في بلد، يولِّد احتجاجات مماثلة في بلدان أخرى.