قمة نوبل في إكسبو دبي، قمة للحب والسلام، هي حضن صدر إماراتي يحتضن قادة سلام في العالم نالوا جائزة نوبل، لمساعيهم الحميدة في بناء جسر معلق بين الجغرافيا وأفئدة الناس الطيبين، جسر يربط المشاعر الإنسانية كما هو سلسال الذهب يربط حبات عقد، يطوق ضمير البشرية، ويذكرهم بأن الحب وحده الذي يبني أعشاش المودة، وهو وحده الذي يسرد قصة البقاء على قيد الحياة من دون قلق، ولا أرق، ولا مزق، لا رهق، الحب وحده يصنع بيوت العز والشرف، ويحمي الإنسانية من تشققات قماشة الحياة، ويزرع في الدروب حقول الطمأنينة، والإمارات في العالمين تبدو اليوم واحة الحب، وهي بيته ومثواه المؤثث بالإستبرق، والسندس، الإمارات اليوم تتشح بأسورة المجد وهي تؤثث مشاعر العالم بأرائك الحب، تزيح عن كاهل العالم غبار الحضارات المتهالكة، وتمسح عن عيون المغبونين دموع الأسى، وآلام الفقدان، فقدان الأمن، والطمأنينة، الإمارات اليوم تتقدم الصفوف في بناء حضارة التصالح مع النفس، وتشييد قصور الشفافية، وهدم ما كرسته الأفكار العبثية، وما رسّخته العدمية، ومن يتابع المشهد في الإمارات يرَ أن الحياة هنا، في هذا البلد العظيم، تبدأ من جديد نسج خيوط التواصل العالمي، وتثبيت القناعة بأنه لا حضارة من دون مشاعر تكتسي لون النجمة، وشكل القمر، وفي المضمون يكمن الحب، وعلى جبين البشر ترتسم صورة إنسان يتشكل من بدء، بأخلاق الماء والتراب، إنسان يحلم بغد يشرق بمصابيح الحب، ويذهب بالحياة نحو غايات تتجاوز حدود الأنا، وتلامس أخاديد الشطآن المزروعة بتغاريد الطير، ورائحة الموج. لا شك في أن الحائزين جائزة نوبل للسلام سوف تدهشهم هذه الطلعة لدولة اتسمت ببريق الكواكب والنجوم، وتحلت بشيم الفراشات، وهي تغدق على الوجود باللون والرائحة، وتمضي حقباً برشف عطر الحياة من حدب لا يكل، ولا يمل من استشراف المستقبل من عيون جيل تربى على صناعة الفرحة من قوة المعنى، وصرامة الحب، وحزم الأفئدة العاشقة للجمال، وابتسامة الوردة عند كل ربوة، ومنخفض.
الإمارات في حبها للحياة، وشفافية التعاطي مع الآخر، تتكئ على إرث قويم غرسه زايد الخير، طيب الله ثراه، في ضمير الأبناء، ومنهم انطلقت هذه الأجنحة باتجاه العالم تبغي المودة بين الأنا والآخر، وتهوى العلاقة الإنسانية الملونة بألوان الوردة القابعة في الصحراء، هناك حيث الرمال الذهبية تسبغ كل ما هو جميل على كائناتها، ومكوناتها، وفي هذه المرحلة الحساسة من زمن الحضارة البشرية، أصبح من الضرورة القصوى أن تتكاتف الجهود، وتعد العدة لمواجهة كل ما يكدر، وكل ما يسف، وينسف الثوابت الإنسانية، وكل ما يسيء إلى الثقافة البشرية وتاريخها العريق، والإمارات هي الطرف الأهم في هذا المجال، هي اليد الطولى في التصدي لكل ما يخدش، ويعبث بالحضارة وأصولها، الإمارات هي العين المطلة على العالم من نافذة الوعي بأهمية أن نكون معاً، في الطريق إلى حياة ندية زاهية بأحلام العفوية، وبريق النجوم.