يمتزج اللون البنفسجي مع الأبيض، تتجمع الزهور في كتلة واحدة، لتظهر للناظرين أنها باقة جميلة، تحتضنها أوراق كبيرة تحيط بتلك الباقة الزاهية، تعبر عن جمال شجرة صحراوية تستطيع أن تضفي على هذا المحيط الصحراوي شيئاً من جمال الطبيعة، وحدها هذه الزهور الظاهرة على اتساع مساحة ذهبية من الرمل، هي زينة المكان، قوية هذه الشجيرة العنيدة، والتي لا تبالي بالحرارة أو انقطاع المطر فترات طويلة، إنها زهرة النار عندما ترتفع الحرارة في صحراء الإمارات في شهر الصيف الحارق.
جميلة أوراقها وإن امتزج الاخضرار في كف تلك الأوراق العريضة، ومال بعضها إلى اللون الأخضر الداكن أو الرمادي، ولكنها قوية، صلبة ومتحدية في مواجهة لهيب الصحراء. قد تبدو من دون فائدة الآن سوى زينة الرمل فقط وتطريز هذا الامتداد الواسع، وحدها الناهضة والصاعدة في علو جميل في المناطق الرملية، مقدمة أزهارها الجميلة للعابرين طريق الصحراء. أما قديماً، فإنها هي الأجمل والأهم، حيث ينعتها القدامى بأنها شجرة البارود، من مسحوق أوراقها تخرج مادة يصنع منها البارود بعد طحنه مع الفحم، وإضافة مواد أخرى، وعلى الرغم من جمال هذه النبتة، إلا أن عصارتها سامة، حيث تخرج مادة سامة بلون الحليب. ورغم كل ذلك تظل هي زهرة الربيع والنار والبارود، تماماً مثل شجرة الأشخر.
بعد أن جلب لمنزله الجديد رمال الصحراء، ليملأ بها حوش البيت الواسع والذي عزم على أن يعمر حديقة فيه، ويزرع الكثير من الأشجار ويشيِّد أحواض الزهور، نبتت في زاوية بعيدة مهملة من الرمل شجرة صغيرة، أهمل العناية بها أو الالتفات إلى نموها المتسارع، كان اهتمامه ينصب على الأزهار الجديدة التي جلبها من خارج هذه الصحراء، وحدها تلك الشجيرة/ الأشخر كانت تنمو بعزم ثم تخرج أزهارها وتتكاثر، رغم أنها لم تنل أي عناية منه. أزهارها البنفسجية الممزوجة باللون الأبيض الجميل ظلت شامخة، بينما ذبلت وماتت الأزهار الأخرى. وحدها شجرة الأشخر تفرعت واحتلت أماكن جميلة في حديقة الأزهار.