على الرغم من التغير في شؤون الحياة كلها والتطور، ولكن الكثير من العادات الاجتماعية، مازالت باقية ومحافظة على استمرارها، وإن دخلت عليها بعض التعديلات أو اختلفت أساليب تنفيذها أو الاحتفال بها في الأعياد والمناسبات الاجتماعية أو الدينية، وما أود الحديث عنه هو احتفالية النصف من شعبان أو «حق الليلة»، كما يطلق عليها هنا في الإمارات، تلك الاحتفالية الجميلة، التي يفرح بها الأطفال وأيضاً الأهالي، خاصة في المدن الساحلية، ويُعد لها الكثير من وسائل الفرح والاحتفال، وكأنها العيد عند الكثير من الناس.
تغيّرت الحياة وشؤونها وتبدلت الأجيال، وتبدلت طرق العيش وطرق التعبير عن كل شيء في الحياة اليومية، تغير نمط التفكير والعلاقات الاجتماعية، وقل التواصل الاجتماعي والأسري، اضمحلت العلاقات بين الناس والأصدقاء. وحدها بعض العادات استمرت، ولكن بطرق جديدة وحديثة، فرضها واقع اليوم وتطور الحياة، بعض العادات أو التقاليد استمرت وتماسكت رغم هذا التبدل في كل شيء، ونتساءل هذه الاحتفالية أو غيرها من التقاليد والعادات الاجتماعية، لماذا لم تندثر وتختفي؟ عندما نتوقف عند هذا السؤال يأتي الجواب بأنها عادة جميلة ومناسبة مفرحة، ويجد فيها الكثيرون فرصة للفرح مع الأطفال، حيث تذكرهم بطفولتهم وبالآباء والأجداد، الذين كانوا مصدر السعادة والفرح، وهم يحتفلون بهذه الأعداد الكبيرة من الأطفال، الذين يتنقلون من منزل إلى آخر، وهم في أجمل حلة وينشدون أغاني الطفولة، وأيضاً تذكرهم بقدوم الشهر الفضيل، شهر رمضان، حيث التواصل الكبير بين الناس والأهل والأحباب، هذه الاحتفالية هي مفتاح الفرح والسعادة بالقادم؛ لذلك يجد فبها الجميع أهمية في استمرارها وتعزيز وجودها كل عام.
هكذا تجيء احتفالية «حق الليلة» كل عام، هذه الاحتفالية الجميلة الخاصة بالأطفال، وكل ما يفرح الطفل بالتأكيد هو الأجمل دائماً. بالأمس طاف بمنزلي أعداد من الأطفال، كانوا رائعين بملابسهم الجميلة وفرحهم الكبير بهذه المناسبة التي تشبه العيد بالنسبة لهم ولنا جميعاً، كانت هناك الكثير من الهدايا والحلوى وألعاب جديدة، فرح بها الصغار والأطفال كثيراً، وفرحنا لفرحهم وسعادتهم بهذا اليوم، لقد علقوا جرس الاستعداد للشهر الكريم رمضان. الأشياء المفرحة والجميلة، من الرائع أن تستمر، خاصة إذا كانت تبعث على الفرح والسرور.