قال زيزو نجم الزمالك، وأحد أفضل لاعبي الكرة المصرية حالياً في بيان: «أحب الزمالك، وإذا أراد النادي استمراري فسأبقى حتى تنتهي الأزمة المالية»، وكان في البيان ما يبرئ زيزو من الضغط على النادي، إلا أن الأمر كان تأخر كثيراً، لأن قصة تجديد تعاقد الزمالك مع نجمه طالت، كأنها مسلسل تركي.
وعلى الرغم من رفضي القاطع للبيانات الفردية التي يصدرها لاعبون وأندية، ألم يكن واجباً أن يصدر زيزو بيانه هذا مع بداية المفاوضات مع ناديه؟ ثم ما سبب صدور بيانه في هذا التوقيت؟
الأندية كيانات ومؤسسات لها إدارات وقواعد تدير المنظومة، ولم أعد أهضم تلك البيانات، التي تتوالى في الرياضة المصرية مخاطبة الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبدو البيانات ستاراً يتوارى خلفه لاعب ما أو شخص ما، أو مجلس ما.. فهل هي أزمة مواجهة الجمهور بالحقائق وبواسطة شخصيات تملك خطاباً دقيقاً ومقنعاً؟
حرب البيانات مشتعلة في شارع الكرة المصرية، وكل فترة يصدر نادٍ بياناً يهاجم حكم مباراة، وهو تصرف لا أظن أنه شائع في الكرة الأوروبية، أو العربية، ففي نهاية العام الماضي قررت لجنة الحكام الإنجليزية إقالة الحكم ديفيد كوت لأنه أساء إلى ليفربول ومدربه السابق يورجن كلوب، وجاء القرار بعد تحقيقات استمرت لأشهر، والمهم هنا أن ليفربول لم يصدر بياناً يرد به على الحكم، ولم يصدر بياناً يهاجم خلاله لجنة الحكام الإنجليزية، فهناك قواعد للحساب وهناك قنوات رسمية للاحتجاج.
نقد التحكيم بات ظاهرة عالمية أيضاً، إلا أن الأمر زاد على حده في ملاعب الكرة المصرية، فلا تمر مباراة دون اتهام حكم بمجاملة الأهلي أو الزمالك أو عدم تطبيق القانون على الناديين، وصحيح أن الفرق الأخرى تشكو من التحكيم، إلا أن الشكوى الأكبر تطول دائماً الأهلى والزمالك، والوسيلة هي بيان يشعل الأجواء ويرفع من درجة الاحتقان بين جماهير اللعبة، ويزيد الطين بلة، الإعلام البديل، حيث يمارس نجوم الناديين السابقين لعبة اتهام الحكام عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي!
عقب مباراة الأهلي وبيراميدز، ألغى مراقب المباراة المؤتمر الصحفي لمدرب الأهلي مارسيل كولر، لأن الحضور من الصحفيين اتجهت أسئلتهم إلى أخطاء الحكم، وليس إلى جوهر المباراة الفني، وشهدت البرامج والمواقع مناقشات اتسمت بالرأي الانطباعي، الذي يعبّر عن انتماء صاحبه، بينما هناك مشكلة حقيقية تتمثل في تلك الفوضى، التى تقترن باحتساب حكم لضربة جزاء، وحدث ذلك من لاعبي الأهلي عندما منح الحكم محمود البنا ضربة جزاء لبيراميدز واعترض لاعبو بيراميدز حين احتسب الحكم ضربة جزاء للأهلي، ومشهد الاعتراض والفوضى وتوقف اللعب لدقائق هو المشكلة الأكبر، ولا أناقش هنا ما هي الضربة الصحيحة أو غير الصحيحة، فالنقاش لافائدة منه إطلاقاً، خاصة أن الأندية أصبحت تطلق بياناتها الموحية لجماهيرها: «ندافع عنكم وعن حق نادينا»!
** غداً.. سوف نخبركم: «جاءنا البيان التالي».. لأن الحرب مستمرة!