يتمطى الصباح بهدوء عجيب، تصحو التلال الخضراء ويبتسم بحر الجزر الخضراء في مدينة بوكيت، مسافة قصيرة من المدينة حتى تبلغ ذلك الجمال الذي يطرز البحر الصافي الجميل، خلق الله الطبيعة لتزهو بالحياة وتعطي الوقت والزمن كل جميل، جبال خضراء وغابات وسط البحر المفتوح، حياة جديدة مختلفة تطل على المدينة الساحرة. خلجان وممرات مائية، سبحان من صنعها، غاية في الجمال والإبداع، قد تنسى وقتك وزمنك، وأنت تعبر تلك البحيرات العجيبة والبديعة، قد تطوف العالم بأسرة والبحار والمحيطات، ولكن أمام جمال وروعة مياه مدينة بوكيت، لن يكون ولن يشابهها شيء في جمال الطبيعة.
ولعل الشواهد كثيرة على تأكيد تلك الحقيقة، ومنذ زمن بعيد، ولعلنا نتذكر ولوج أماكن وطبيعة هذه الممرات المائية الجميلة إلى السينما وعلى الخصوص الأميركية، وكيف ظهرت تلك المناظر الرائعة في أحد أفلام (جيمس بوند) القديمة، وكيف أضاف المكان إلى أحداث الفيلم جمالاً وإثارة بسبب الخلجان والممرات والجزر الخضراء، لدرجة أن المكان بات يعرف حتى الآن في مملكة تايلاند، بجزر جيمس بوند، حتى الإنسان الذي جاء من محيط وأماكن بحرية، لن يصدق روعة هذا المكان وثراء التنوع فوق الأرض أو تحتها في أعماق الماء. كل هذا الجمال والجزر لا يتطلب الوصول إليه غير مسافة قصيرة من المرسى على شاطئ مدينة بوكيت، حتى تبلع هذه الأماكن البديعة والجميلة، زورق صغير أو مركب كبير، تقطع المسافة مثل هبوب الريح، تحلق فوق مسطح مائي هادئ جداً، تشعر أنك تطير معه مثل طائر البحر.. الغريب هنا أنني لم أشاهد طيور البحر النوارس، على الرغم من جمال المكان البحري وهدوئه وصفاء الأزرق البديع، قد يكون ذلك بسبب درجات الحرارة هنا والتي قد تبلغ الثلاثين درجة في هذه الفترة من شهر ديسمبر، فعلاً مفارقة عجيبة أنه وبالرغم من هذا الجمال البحري وهذه الجزر الكثيرة، لكن لا توجد طيور النورس.
تغرب الشمس وتعود المراكب والأشرعة إلى مراسي المدينة الجميلة، يزهو الشاطئ بكل جميل، ثم يطرق المطر كل الأماكن والطرقات والدروب والأزقة، موسيقى المساء الممطرة تعانق فرح المدينة وعرسها الذي لا ينتهي، عروس الشرق تستقبل الليالي الحالمة بالعشق والإبداع والجمال.