الحزمة الثانية من «مشاريع الخمسين» التي تم الإعلان عنها أمس، تظهر بوضوح إلى أي مدى تذهب الإمارات في دعم مواطنيها باعتبارهم أحد مكامن قوّتها، ومحور وغاية كل أهدافها التنموية.
24 مليار درهم تم تخصيصها لاستيعاب 75 ألف مواطن في القطاع الخاص خلال السنوات الخمس المقبلة، بمعدل 15 ألف وظيفة سنوياً، ضمن «برنامج نافس» الذي يتضمن دعماً لرواتب المواطنين وعلاوات لأبنائهم، مع تدريب وتأهيل للكوادر الوطنية، وصندوق جديد لدعم الخريجين، في إطار 13 مبادرة ومشروعاً.
لا يخفى البعد الاجتماعي في المشاريع الجديدة، ما يجعلنا نجزم بأن الأسر المواطنة مقبلة على مزيد من الاستقرار والرخاء وجودة الحياة ومواصلة التحليق على مؤشرات السعادة، الأمر الذي عبَّر عنه صاحب السمو رئيس الدولة بقوله: «الحياة الكريمة لأبناء الوطن ستبقى أولويتنا الرئيسية».
كما لا تخفى الانعكاسات المباشرة لهذه الأرقام على «التوطين»، لتبعث بمزيد من التفاؤل باستدامته، في مرحلة عنوانها «تنافسية كوادرنا الوطنية»، مع بثّ مزيد من الثقة في شباب الإمارات الذي كان وسيظل الاستثمار الأكبر والأهمّ لقيادتنا، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله: «تمكين أبنائنا هو جوهر تخطيطنا للمستقبل».
مع «نافس»، تواصل الإمارات مسيرتها بثقة، وتتوخّى مصلحة شعبها أولاً ودائماً، وتعبّر عن قناعتها بأنهم سرّ قوتها، وثقتها بأنهم جميعاً على قدر طموحاتها.
وبـ«نافس»، يعرف شبابُ الإمارات أن بلادهم تحمل طموحاً عالياً في النهضة والتطور، وأن عليهم أن يرفعوا مستوى التحدي إلى أقصاه، ليواكبوا هذا الطموح ويباشروا مهمّتهم في إعادة إحياء مهمّة الآباء المؤسسين في البناء والتنمية والمستقبل المستدام بإرادة وعزم.
وكمراقبين، تملؤنا الثقة برؤية الإمارات التنموية للأعوام الخمسين المقبلة ودورها وفاعليتها ونتائجها، لأنها لم تستوردها كسلعة، ولم تستنسخها من تجارب آخرين، بل هي نابعة من تجربتها وخصوصيتها وروح إجماعها الوطني على الوطن والقيادة وجوهر الاتحاد..
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إدارة الحكومات علم، وإدارة السياسات علم، والابتكار الحكومي علم، وتقدم الدول لا يحدث مصادفة».