تتسارع الخطى في بناء «بيت العائلة الإبراهيمية»، في الوقت الذي تم إنجاز نحو 20 بالمائة من أعماله الإنشائية، على أن يكتمل بناؤه العام 2022، مجسّداً تسامحَنا واحترامنا للتعدد، ودعمَنا للتعايش والتآخي بين أبناء الديانات السماوية الثلاث.
ويدرك المتابع أن التسامح كان، ولا يزال، قيمة متجذرة في الوجدان الإماراتي، بينما ظلّ «العيش المشترك» في بلادنا مشهداً عفوياً متكرراً لا تخطئه عين، ليأتي «الصرح الجديد» ويزيد هذه القيمة رسوخاً، وذلك المشهد زخماً، ويمنح الدول والمجتمعات والنخب الفكرية الإلهام بالقيم الإنسانية التي تحضّ على التآخي والتعاون بين بني البشر، ويؤكد أن ما يجمع المجتمع الإنساني أكثر مما يفرقه.
كما يدرك المهتمّون بالشأن الإماراتي، أن «البيت الإبراهيمي» لم يكن الأول في منظومة التسامح التي نتبنّاها ونعمل لأجلها، حيث سبقه إطلاق مركز «هداية» لمكافحة التطرف، ثم مركز «صواب»، ثم إصدار قانون «مكافحة التمييز والكراهية»، وإنشاء وزارة للتسامح، وتأسيس «المعهد الدولي للتسامح»، إلى غير ذلك من البرامج والمبادرات التي تصدرت فيها بلادنا العمل لخدمة الوسطية والاعتدال بالمنطقة والعالم.
ولهؤلاء نجزم بأن ذلك «الصرح الكبير» لن يكون الأخير ضمن مبادراتنا لنقل العالم من الصراعات إلى التعايش، ومن القتل باسم الدين إلى التآخي باسم البشرية التي خلقها الله، وتأمرنا دوماً بالحبّ لا الكراهية، وبالسلام لا الحرب، وتذكّرنا بأهمية التطلع للمستقبل المليء بالقيم الإيجابية، حيث يتعايش الناس من جميع المعتقدات والخلفيات معاً دون تمييز.
سيرتفع بنيان التآخي الإنساني في بلادنا كل يوم، وسيتعمّق اعتدالنا وتسامحنا وخطابنا العقلاني، بعد أن أدرجنا رؤاه ومفاهيمه وثقافته في مناهجنا الدراسية، وفي خطابنا السياسي والإعلامي، لنقوم بواجبنا تجاه الإنسانية، لا يثنينا عن هذا العزم شيء.
وستبقى الإمارات مركزاً عالمياً للأخوّة الإنسانية، وسيظل يقينُها وموقفُها بأن «الأديان السماوية لم تكن أبداً بريداً للكراهية أو العداء أو التعصب».