في العالم الغريب لليمين المتطرف على الإنترنت، لطالما لعبت السويد دوراً خاصاً. وهذا ليس بسبب قوة اقتصادها الصغير (ولكن النشط)، ولا بسبب عدد سكانها الذين يقلون عن عشرة ملايين.. لكن السبب هو أن السويديين شقر! فبصرف النظر عن أن كثيرين منهم ليسوا شقراً، فإنه في بعض مستنقعات الإنترنت يمثل السويديون الآن رمزاً للبيض بالنسبة لطائفة كاملة من الأميركيين والأوروبيين والروس. واليمين المتطرف يستخدم هذا الرمز ليسرد قصة بعينها، وهي أن الشقر والبيض تحت الحصار!
فقد عارض مدونون ومتصفحون قرار السويد عام 2015 القاضي باستقبال 160 لاجئاً، استجابة لأسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. صحيح أن أرقام اللاجئين الذين جرى قبولهم انخفض فيما بعد، لكن اليمين المتطرف يرى أن القرار بذاته كان شديد الدلالة على وقوع البيض تحت الحصار.
والواقع أنه لم يحدث شيء في السويد. لكن تركيز اليمين المتطرف على الهجرة، بما في ذلك تقارير كاذبة حول وقوع حالات اغتصاب، كان له تأثير حقيقي. فقد نجحت هذه المساعي في نقل محور تركيز السياسة السويدية ومفاهيم العالم الخارجي عنها إلى هذه القضية المفردة. وكانت القصة الإعلامية الرئيسية مؤخراً عن السويد هي صعود اليمين المتطرف وخاصة «حزب الديمقراطيين» السويدي المناهض للهجرة الذي صورته التقارير الصحفية كأكبر حزب في انتخابات الأحد الماضي. صحيح أنه أبلى بلاءً أفضل عن ذي قبل، لكن ليس كما كان متوقعاً، إذ جاء في المرتبة الثالثة وليس الأولى، حيث صوتت الغالبية العظمى من السويديين ضده. وكما هو الحال في ألمانيا وهولندا، فالقضية لا تتعلق كثيراً بمكاسب أقصى اليمين بقدر ما تتعلق بالتشظي السياسي. لذلك يتعين الآن إجراء مفاوضات مطولة لتشكيل حكومة سويدية.
والدرس المستفاد لوسائل الإعلام التي أدت جميلا لليمين المتطرف، بتحويل تركيزها على قضية اللاجئين، هو أن القصة الحقيقية أكثر تعقيداً، كما كان الحال دائماً.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
فقد عارض مدونون ومتصفحون قرار السويد عام 2015 القاضي باستقبال 160 لاجئاً، استجابة لأسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. صحيح أن أرقام اللاجئين الذين جرى قبولهم انخفض فيما بعد، لكن اليمين المتطرف يرى أن القرار بذاته كان شديد الدلالة على وقوع البيض تحت الحصار.
والواقع أنه لم يحدث شيء في السويد. لكن تركيز اليمين المتطرف على الهجرة، بما في ذلك تقارير كاذبة حول وقوع حالات اغتصاب، كان له تأثير حقيقي. فقد نجحت هذه المساعي في نقل محور تركيز السياسة السويدية ومفاهيم العالم الخارجي عنها إلى هذه القضية المفردة. وكانت القصة الإعلامية الرئيسية مؤخراً عن السويد هي صعود اليمين المتطرف وخاصة «حزب الديمقراطيين» السويدي المناهض للهجرة الذي صورته التقارير الصحفية كأكبر حزب في انتخابات الأحد الماضي. صحيح أنه أبلى بلاءً أفضل عن ذي قبل، لكن ليس كما كان متوقعاً، إذ جاء في المرتبة الثالثة وليس الأولى، حيث صوتت الغالبية العظمى من السويديين ضده. وكما هو الحال في ألمانيا وهولندا، فالقضية لا تتعلق كثيراً بمكاسب أقصى اليمين بقدر ما تتعلق بالتشظي السياسي. لذلك يتعين الآن إجراء مفاوضات مطولة لتشكيل حكومة سويدية.
والدرس المستفاد لوسائل الإعلام التي أدت جميلا لليمين المتطرف، بتحويل تركيزها على قضية اللاجئين، هو أن القصة الحقيقية أكثر تعقيداً، كما كان الحال دائماً.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»