«كريشنامورثي»..الأمل والخوف!
ولد «رجا كريشنامورثي» في نيودلهي قبل 44 عاماً وانتقل إلى الولايات المتحدة بعد مولده بثلاثة أشهر. كانت أسرته تعيش في مساكن عامة، وتحتاج إلى قسائم الطعام لتدبر أمرها. واليوم أصبح عضواً جديداً بالكونجرس عن ولاية إلينوي - ومحادثة معه من الممكن أن تجعلك تشعر بالأمل، حتى في هذا الوقت الذي لا ينم عن التفاؤل، بشأن مستقبل ديمقراطيتنا.
حتى وإن كان ما يريد «كريشنامورثي» مناقشته حقاً، وبشكل شامل إلى حد ما، هو مشروع قانونه الذي أعده الحزبان بشأن التعليم المهني والتقني (الفني). ولا يتعلق الأمر بأن «كريشنامورثي»، وهو «ديمقراطي»، يشعر بالرضا عن مشاكلنا أو أنه فاتر في معارضة الإدارة، بل إن مشروع القانون الذي أقحم عن طريق الكونجرس هو بمثابة «إعادة توزيع وليس إصلاح»، على حد قوله. وهو يشعر بالاندهاش لأن الأغلبية «الجمهورية» ستستهدف التعليم العالي ولا سيما طلاب الدراسات العليا، «نظراً لأن كل الحديث يدور حول الحاجة» إلى مزيد من العلماء والمهندسين. كما أنه يشعر بالجزع بشأن كيفية عمل مجلس النواب. «هناك الكثير من التشريعات الجيدة التي وافق عليها الحزبان والتي تمررها اللجنة، وبعد ذلك تُهمل ولا تُنفذ»، بحسب ما قال «كريشنامورثي». وأردف «باعتباري رجل أعمال، فقد أدهشني هذا الأمر. لماذا لا نبدأ بالمواد التي نتفق عليها، ونبني الثقة ونحرز تقدماً؟ إن هذا لا يحدث، وهذا أمر محزن بالنسبة لي».
لقد درس «كريشنامورثي» الهندسة الميكانيكية في جامعة برينستون؛ وأصبح محامياً في كلية الحقوق بجامعة هارفارد؛ وبدأ العمل بالسياسة في عام 2000؛ وشغل عدداً من المناصب الحكومية، وساعد على إنشاء وحدة مكافحة الفساد في مكتب المدعي العام وبعد ذلك انتقل للعمل في قطاع الطاقة الشمسية. بيد أن دوافعه تعود إلى معاناة أسرته المبكرة في هذا البلد، والتي لم يسمح والده له أو لأخيه بنسيانها إطلاقاً. يقول «كريشنامورثي»: «في كل ليلة على العشاء، كان والدي يقول شيئاً عن عظمة الولايات المتحدة - وأننا يجب أن نكون واثقين من أن هناك حكومة للذين يأتون ويحتاجون إليها».
فهل أصبح هذا الوعد في خطر؟ لقد ذكر «كريشنامورثي» أن الرئيس دونالد ترامب «على اتصال بالمهمومين» من الناس الذين يشعرون أنهم مهملون – «لكنه يقول إن السبب في مشاكلكم هم هؤلاء الأشخاص من ذوي البشرة البنية». «إنه تحد للناس في حزبي لمخاطبة هؤلاء الناس». هذا يعيده إلى التعليم المهني والتقني، المعروف ب «سي تي إي». ومن خلال العمل مع عضو الكونجرس الجمهوري «جلين تومسون» من ولاية بنسلفانيا، استطاع «كريشنامورثي» أن يفوز بموافقة بالإجماع في مجلس النواب على تفويض بمشروع قانون حول هذا الموضوع، وهو الآن في انتظار إجراء يقوم به مجلس الشيوخ.
إن الأمر لن يحتاج سوى أكثر قليلا من مليار دولار سنوياً، لكن أعضاء الكونجرس يقولون إنه سيحفز الكثير من الاستثمارات الخاصة.
ونظراً لأن نحو ثلثي الأميركيين غير حاصلين على شهادات جامعية، قال «كريشنامورثي» إن هذا النوع من التدريب ضروري، وأن ناخبيه يفهمون هذا جيداً. وأضاف «إنه يعطيهم الأمل في أن أبناءهم سيقومون بعمل جيد مثلهم أو أفضل منهم». وفيما كان يتحدث عن العمل مع عضو «جمهوري» عن مهمة إعادة تخويل التعليم المهني والتقني، فكرت في محاضرة مقنعة كنت قد استمعت إليها لتوي في معهد بروكينجز من «ويليام جلاستون» عن «التحدي الشعبوي للديمقراطية الليبرالية». فقد تحدث جلاستون عن الحاجة إلى «نسيان المشكلات الاقتصادية الكبرى والتركيز على النمو الشامل» وأن نجعل المؤسسات الديمقراطية تعمل لأن «الجمود يصيب المواطنين العاديين بالإحباط».
وقال «كريشنامورثي» لنا إنه يخشى من أن يكون ترامب «قد أطلق العنان لكراهية الأجانب والخوف منه بل والخوف من الآخرين»، وليس فقط بين «الجمهوريين». وقال إن أحد خصومه الرئيسيين قام العام الماضي بتعميم مواد تظهر صوراً لتفجير البرجين التوأمين بجانب صورة «كريشنامورثي» مع وجود طائرة تحلق فوقه، مما يشير إلى أنه إرهابي.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»