«عام الخير»..ماذا يعني لـ«مؤسسة الإمارات»؟
إنّ رؤية «مؤسسة الإمارات» وعملها، على مدى السنوات العشر الماضية، تتوافق تماماً مع الالتزام دولة الإمارات لدعم وتنمية تطلعات الشباب وطاقاتهم من خلال توفير عدد كبير من فرص التنمية الشخصية والمهنية لهم في كافّة المجالات. وتلعب المؤسسة دوراً مهماً في تعزيز إمكانيات الشباب الإماراتي من خلال مساعدتهم على اجتياز تحديات القرن الحادي والعشرين، واغتنام الفرص المتاحة في عالم سريع التغيّر. يأتي «عام الخير» ليجسّد رؤية «مؤسسة الإمارات» التي تعمل من خلال استثمارها للموارد المالية المخصصة لأعمال النفع الاجتماعي، على تحقيق مهمتها ورسالتها القائمة على إطلاق البرامج الاجتماعية القادرة على تحقيق تأثير إيجابي ومستدام في حياة الشباب الإماراتي. ونحن نسعى في «مؤسسة الإمارات» باستمرار إلى توجيه وإلهام وتمكين الشباب لكونهم صنّاع التغيير وقادة المستقبل. وفي مناسبة إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» أن عام 2017 في دولة الإمارات سيكون شعاره «عام الخير»، فإننا على أتم الاستعداد لمساندة قيادتنا الرشيدة وتطلّعاتهم المستقبليّة، والعمل على ترجمتها إلى واقع ملموس في حياة شبابنا الإماراتي.
لقد عملت «مؤسسة الإمارات» منذ تأسيسها على بناء شراكات طويلة الأمد مع عدد من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص، لا سيما تلك المتميزة في مجال المسؤولية الاجتماعية، واستثمرت تلك الشراكات في برامج ومشاريع مصممة لتطوير وتنمية الشباب وإطلاق طاقاتهم الكامنة. تنسجم هذه الشراكات مع نموذج عمل المؤسسة الذي تطبقه في تنفيذ مشاريع ومبادرات النفع الاجتماعي، الذي يقوم على إيجاد حلول إيجابيّة ومستدامة للتحديات المجتمعية التي تواجه الشباب الإماراتي.
وستواصل المؤسسة خلال هذا العام تفعيل دورها كحلقة وصل بين الشركات التي تتبنى برامج رائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية من جهة، وبين كافة قطاعات المجتمع من جهة أخرى، بحيث تعمل المؤسسة على توفير الفرص للقطاع الخاص للتعاون في مجال إقامة وتنفيذ مشروعات اجتماعية مبنيّة على الاستثمار في طاقات الشباب، وتهدف إلى تعزيز مشاركتهم في بناء مستقبل الدولة. إن شراكتنا مع القطاع الخاص لا تقتصر على التمويل فقط، بل تتيح لنا الاستفادة من المعارف الفنية فضلاً عن إتاحة الفرص لشبابنا للتعامل المباشر مع سوق العمل.
وستعمل المؤسسة على توظيف خبراتها وشبكة علاقاتها الاستراتيجية لمساعدة الشركات الراغبة بتوظيف رؤوس الأموال التي يتم رصدها لأعمال النفع الاجتماعي بطريقة فعالة، وبما يضمن تحقيق تأثير اجتماعي إيجابي ومستدام في حياة الشباب الإماراتي. وفي الوقت نفسه، ستتابع المؤسسة سعيها في طرح أساليب ومناهج جديدة للاستثمار في برامج تمكين الشباب واستخدام التمويل المقدم من الشركاء بشكل فعال من أجل ضمان عائد اقتصادي واجتماعي طويل الأمد.
وفي إطار ترسيخها لثقافة العمل التطوعي في كافة فئات المجتمع، تفخر «مؤسسة الإمارات» بوجود أكثر من 60 ألف متطوع ومتطوعة من مختلف إمارات الدولة اليوم ضمن قواعد بيانات برنامج «تكاتف» للتطوع الاجتماعي، وبرنامج «ساند» التطوعي للاستجابة لحالات الطوارئ. إنّ هذه البرامج التطوعيّة ستحظى بالرعاية والتركيز في الفترة القادمة، كونها تعنى مباشرة بشؤون الشباب وتجعل منهم شريكاً استراتيجياً في بناء الدولة من خلال نشر ثقافة التطوع، والخدمة المجتمعية، ورد الجميل للمجتمع.
يُعد العمل التطوعي ركيزة أساس في بناء المجتمع، ومؤشراً فعّالا على مدى تقدم الأمم وازدهارها، فكلما ازدادت الأمم في التقدم والرقي، ارتفعت ثقافة مواطنيها بالعمل التطوّعي، وقدرتهم على الابتكار في هذا المجال. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة، التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. وستقف «مؤسسة الإمارات» خلال هذا العام على واقع العمل التطوّعي في الدولة وستعمل على بلورة رؤيتها الاستراتيجيّة له، بهدف فتح آفاق تطوعية جديدة توظف الطاقات الشبابيّة لخدمة احتياجات المجتمع. وستعمل المؤسسة جنبا إلى جنب مع شركائها من القطاع الخاص لتعميق فهمهم للمسؤولية التي تقع على عاتقها في نشر ثقافة التطوع ومجالاتها وأعمالها داخل مؤسساتهم وخارجها.
كما ستركز المؤسسة على تدريب المتطوعين وتطوير مهاراتهم وإمكانياتهم وقدراتهم الشخصية في مجال التواصل والتعامل مع الجمهور، وهذه الجوانب تقع في صميم اهتمامات المؤسسة بالتحديد عند تصميم وصياغة البرامج التدريبية التي تقدمها للمتطوعين لتأهيلهم وإعدادهم للمشاركات التطوعية المختلفة، سواء كانت داخل الدولة أو خارجها.
وتسعى «مؤسسة الإمارات» إلى ترسيخ خدمة الوطن في الأجيال الجديدة كإحدى أهم سمات الشخصية الإماراتية، فالجيل الجديد هم قادة المستقبل، وهم الذين تقوم على سواعدهم دولة المستقبل. ولهذا لا بد من تزويدهم بالمهارات والقدرات التي تمكنهم من القيام بهذه المهام بكفاءة واقتدار، كما لا بد من تهيئة بيئة ممكّنة تساعدهم على إطلاق كوامن الإبداع لديهم. ومن ضمن سعينا نحو تحقيق اقتصاد معرفي في دولة الإمارات بقيادة كفاءات إماراتية مبدعة، ومن أجل تحقيق هذه النقلة النوعية لا بد من وجود بيئة أعمال ممكّنة لتوظيف مهارات الشباب الإماراتي وتنمية قدراتهم إلى جانب خلق فرص عمل لهم في مجالات مختلفة ومطلوبة في سوق العمل الإماراتي.
وإيمانا بقدرات الشباب الإماراتي كمورد أساس ومهم في بناء الوطن، ستعمل «مؤسسة الإمارات» على تكثيف جهودها بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتوفير الدعم والفرص للشباب الإماراتي وتوجيههم وتمكينهم في المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل الدولة، لا سيما في مجال إعداد الشباب للعمل في القطاع الخاص، وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات الاجتماعية، بالإضافة إلى دمجهم وتعزيز مشاركتهم في الأنشطة والفرص التطوعية المختلفة.
نحن في «مؤسسة الإمارات» نؤمن بأن الاستثمار الاجتماعي ينطلق من قناعة راسخة بأن الشباب هم ذخيرة هذه الأمة ولا بد من استثمار طاقاتهم من أجل بناء مستقبل واعد للأجيال القادمة. وهذا يتطلب تبني منهج متكامل في التعامل مع القضايا المجتمعية، ولذا فشراكاتنا مع القطاعين العام والخاص لا تقتصر على توفير التمويل بل تتجاوز ذلك إلى تبادل الخبرات والمعارف الفنية فضلاً عن إتاحة الفرص لشبابنا للتعامل المباشر مع السوق. ونحن نتطلع للعمل يداً واحدة مع جميع شركائنا وإشراكهم في برامجنا المختلفة، ذلك أن العمل الجماعي وحده هو الذي سيمكننا من تحقيق هدفنا المتمثل في إحداث أثر إيجابي ومستدام في حياة الشباب الإماراتي.
عبدالله بن زايد آل نهيان
وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس إدارة «مؤسسة الإمارات»