رداً على د. ابتسام الكتبي: دعوة لتغليب الحكمة
تحت عنوان "أجندة مقترحة للقمة الأميركية- الخليجية"، قرأت ما نشرته الأستاذة الدكتورة ابتسام الكتبي يوم الأربعاء الماضي في صفحة "وجهات نظر" بجريدة الاتحاد، وهو تعليقها على الاجتماع الأميركي الخليجي الذي انعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، يوم الخميس 21 أبريل 2016.
والدكتورة ابتسام من أكثر الناشطين هذه الأيام في طرح وجهات النظر الخليجية غير الرسمية، على الساحة السياسية وما تعترض أحوال المنطقة من المشكلات على الصعيد الإقليمي والعربي، وخاصة الصراعات الدائرة على مقربة من الخليج في اليمن شرقاً وفي العراق وسوريا غرباً.. ونشاط الدكتورة ابتسام لا يقتصر على ما تقوله وتنشره في الصحف وفي وسائل الاتصال الاجتماعي وغيرها، بل ذلك يشمل الاتصالات والمقابلات مع نظرائها من المراقبين للأحداث في أوروبا والولايات المتحدة والعالم العربي.
والواقع أن موقف الدكتورة ابتسام يقوم على مواجهة تصعيد فئة تتخذ من النقائض درباً لسيرها ومن القلاقل مادة لاتجاهها ومرامها في المنطقة كالنظام الإيراني على سبيل المثال، الذي يتفق الجميع على اعتباره نظاماً يتعارض مع أي مشروع نهضوي يساير الزمن ويتسبب في خلق قلق وبلبلة في المنطقة لا تساعدان على إيجاد جو من التعاون والعمل المشترك من أجل خير المنطقة وازدهارها..
وبالرجوع إلى طرح الدكتورة ابتسام في موضوعها المنشور في الجريدة والمشار إليه آنفاً، فإني شخصياً أرى أن الدعوة إلى التصعيد مقابل العنف ليست مجدية.
كما أن الدعوة إلى سباق التسلح الخطر وإقامة أحلاف عسكرية، وإنْ كانت دعوة فيها جانب من شجاعة الرأي، لكنها شجاعة تبتعد عن التدبر والقوامة، خاصة ونحن محاطون بالقلاقل وبالأجواء المضطربة، ونقيم في منطقة ذات جغرافية وديمغرافية متداخلة غير ذات سعة للمناورة.
ونحن في هذه المنطقة الخليجية التي تتعرض للعواصف بعضها هوجاء، في حاجة ماسة إلى سياج من غرس تحد من شدة العواصف أو على الأقل تحد من قوة هبوب الرياح وتمنعها من أن تصل إلى درجة تقلع ما أمامها، وهذا السياج هو إيجاد منظومة من العقلانية التي تفضل التأمل على الاندفاع ، وفي منطقتنا الخليجية وعلى ضفافها العربية هناك ما يجعل الأمل كبيراً في إيجاد مثل هذه المنظومة لدى القادة الخليجيين، وفي النهاية فإن الشد المتواصل من غير إرخاء قد يؤدي إلى القطع، وإذا أصر الجانب المتطرف على مواصلة الشد، فالحكمة تقتضي أن يلجأ الجانب الآخر إلى المد والإرخاء، وأكثر القادة المؤهلين لتبني هذه الحكمة هم القادة الخليجيون الذين عليهم المعول..
*كاتب إماراتي