أثارت الادعاءات الباطلة التي أدلى بها النائب البرلماني الكويتي السابق «مبارك الدويلة» المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» في دولة الكويت الشقيقة على القناة الرسمية لمجلس الأمة الكويتي بحق دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أساء فيها إلى قيادتنا الرشيدة ممثلة في الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، موجةَ غضب مبررة ورفضاً قاطعاً من قبل أبناء الشعب الإماراتي الذي انتفض للتصدي لهذه الافتراءات الكاذبة التي تستهدف النيل من أحد أهم وأبرز رموزه الوطنية التي تعمل بكل جد ودأب وإخلاص وتضحية لنهضة دولة الإمارات العربية المتحدة وسعادة ورفعة شعبها الوفي. لكن هذه «التخرصات»، عكست في المقابل جملة من الحقائق المهمة، أولاها، وكما يقول المثل الشعبي: رب ضارة نافعة، لأنها أثبتت للأعداء قبل الأصدقاء، مدى قوة وتماسك بنياننا الوطني وتلاحم قيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي، فقد حوّل أبناء هذا الوطن العزيز تلك الإساءة الحاقدة إلى ملحمة وطنية في التعبير عن الحب والوفاء لقيادتنا الحكيمة، وللفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتصدي بقوة وحزم لكل من يفكر في الإساءة إلى سموه، وكيف لا؟ فهو فخر الإمارات والعرب، وهو الذي عمل ويعمل بكل وطنية وتفانٍ وإخلاص على رفعة دولة الإمارات العربية المتحدة وسعادة مواطنيها، وامتد هذا التقدير والعرفان لجهود سموه إلى أعلى سلم القيادة الرشيدة، حيث نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قصيدة وصف فيها سموه بأنه «هامة المجد وراعي الدار»، في تأكيد جديد ومتكرر على صدق مقولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن «البيت متوحد»، وأن المؤامرات والادعاءات الكاذبة لن تزيد البيت الوطني إلا قوة وتماسكاً واتحاداً، وهذه الرسالة وحدها سيكون لها حتماً تأثيرها المحبط والصادم للدويلة وأمثاله من عناصر التنظيم «الإخواني» المهترئ والمنبوذ. والحقيقة الثانية أن هذه التخرصات، التي ربما تكون قد هدفت إلى الإضرار بالعلاقات الإماراتية- الكويتية القوية، أدت أيضاً إلى نتيجة معاكسة تماماً، حيث قوبلت إساءة الدويلة الحاقدة بإدانة رسمية واستنكار شعبي واسع داخل دولة الكويت الشقيقة، وعدها كثيرون إساءة إلى الكويت نفسها قبل أن تكون إساءة إلى الإمارات، لذا سارعت الجهات الرسمية للإعلان عن اعتزازها بالفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي وصفه رئيس مجلس الأمة الكويتي بأنه «رمز عربي وخليجي وكويتي قبل أن يكون رمزاً إماراتياً»، والإعلان عن اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الدويلة، وهو ما من شأنه أن يعزز من الضغط الإقليمي على التنظيم الإرهابي ويعمق من أزمته الراهنة. والحقيقة الثالثة، أن هذه الادعاءات الكاذبة تكشف عمق الأزمة التي يواجهها تنظيم «الإخوان المسلمين» اليوم، ولاسيما بعد النجاحات التي تحققت مؤخراً وتوجت بانضمام قطر إلى الصف الخليجي في التصدي لمخططات هذا التنظيم المشبوهة، وإغلاق القناة الفضائية التي كانت تمثل منبراً لعناصره يبثون سمومهم من خلالها، والتي سبقها قيام دول عربية عدة، من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية بوضع التنظيم على قائمة التنظيمات الإرهابية التي يحظر الانتماء إليها أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم لها. وربما تكون هذه الأزمة هي التي دفعت الدويلة وغيره من المنتمين إلى «الإخوان المسلمين» إلى مهاجمة الإمارات وقيادتها الرشيدة لدورها الذي لا ينكر في التصدي لهذا التنظيم ومواجهة أفكاره الظلامية وفضح مخططاته التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها. إن مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بصفة خاصة، في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، يصعب حصرها وتعدادها، يكفي فقط هنا أن نشير إلى الجهود الأخيرة التي بذلتها الدولة لتصحيح الصورة المغلوطة عن الدين الإسلامي الحنيف التي قدمتها هذه الجماعات المتطرفة التي اختطفت الدين وحاولت التحدث باسمه وتوظيفه لتبرير كل أفعالها الإجرامية، وقد توجت هذه الجهود مؤخراً بإنشاء «مجلس حكماء المسلمين» في يوليو 2014 برئاسة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، بهدف تقديم الصورة السمحة للدين الإسلامي الحنيف وتعزيز السلام في المجتمعات الإسلامية. وقد كان رئيس جامعة الأزهر الدكتور عبدالحي عزب، معبراً للغاية عندما قال رداً على هذه الإساءة الحاقدة: إن «ما قدمه الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للإسلام السني في عام لم يقدمه الإخوان المسلمون على مستوى العالم في ثمانين عاماً»، مضيفاً أن «التنظيم الإخواني هو الذي أضرّ بصورة الإسلام، حين حاول استخدامه للوصول إلى الحكم وتحقيق مكاسب سياسية». إن هذه التخرصات والإساءات الحاقدة من قبل عناصر التنظيم «الإخواني» لن تثني دولة الإمارات العربية المتحدة عن المضي قدماً في سياساتها الرامية إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف، ولن تنال من مكانة وهيبة قيادتها الرشيدة وما تحظى به من حب شعبي جارف وولاء مطلق من قبل شعبها الوفي، ولكنها توضح بجلاء شدة الأزمة الخانقة، التي يعيشها التنظيم الإرهابي، وربما تكون صحوة الموت الأخيرة له.