أسهل أعمال الخير... ترشيح شخص لـ«جائزة أبوظبي»
«إن أملنا كبير في شبابنا الذي يعرف مسؤولياته ويفهمها ويعمل بجد وإخلاص". هذا ما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وهذا الذي لا يزال صحيحاً حتى اليوم.
إننا في دولة الإمارات، نؤكد على ما يتمتع به عنصر الشباب من أهمية بالغة، فنحن بطبيعة الحال نعيش في دولة فتية معظم سكانها من جيل الشباب. فالإماراتيون الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة يشكلون ثلث مواطنيّ الدولة، في حين يشكل الإماراتيون الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة نسبة تصل إلى خُمس مواطنيّ الدولة. وسيكون هؤلاء خلال أقل من عشر سنوات العنصر الفاعل والمنتج، حيث سيتولون مناصب مختلفة في مجالات التعليم والطب والهندسة، ومنهم من سيكون في مناصب مسؤولة يهتم بشؤون المجتمع والدولة في المستقبل.
وإضافةً إلى العمل بكل تفانٍ للدخول إلى هذه المجالات والتخصصات، يمكن لمواطني دولة الإمارات أن يتبعوا أساليب متعددة ومختلفة لبناء وطنهم وتطويره. وتماماً كأسلافهم، فإن التزامهم ببناء وطن يهتم بالمقيمين على أرضه وسعيهم لخدمة هذا الوطن الذي يرعاهم، سيشكل الأساس الأكبر والأهم في نوعية المجتمع الذي سيبنونه لأنفسهم وللأجيال من بعدهم.
إن عملية الانتقال بين الأجيال تحتاج إلى فهم وإدراك عميقين، خاصة وأننا كإماراتيين نشعر بالفخر إلى أبعد الحدود بالمجتمع الذي نعيش فيه، والذي لم ينشأ ويصل إلى هذه المرحلة لوحده من دون مساعدة. لقد وصلنا إلى هذه المرحلة كنتيجة لعدد لا يحصى من الخيارات التي قمنا بها كأفراد وكعائلات وكمجتمع بشكل عام، وبكل تأكيد بفضل القيادة الرشيدة التي أشرفت على إدارة التحول الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي. إنها الخيارات المختلفة والمتنوعة سواء أكانت لشخص يسعى إلى تنظيف الشاطئ أم لشخص آخر يحاول مساعدة جار محتاج.
ولا يقتصر الأمر على مواطني دولة الإمارات في بناء المجتمع وتطويره. فتاريخ دولة الإمارات الحديث يتضمن حضور أعداد لا تحصى من الزائرين والمقيمين الذين جاؤوا من دول أخرى، وأسهموا في تطوير المجتمع بإنجازاتهم المميزة، وفي ترسيخ مكانة الدولة على المستوى الدولي بأعمالهم النبيلة، وبكل تأكيد فإن الدولة تمنح هؤلاء الأشخاص التكريم الذي يستحقونه.
من الضروري بالنسبة لنا أن نعمل على تشجيع هذه الأعمال ونشرها. ولهذا السبب بالتحديد فإن قيادتنا الرشيدة تقدر أعمال المواطنين والمقيمين وما يقدمونه من مساهمات تفيد المجتمع وتخدمه. وبالتأكيد فإن جائزة أبوظبي التي تقام كل سنتين تعد من أبرز المبادرات لتكريم أصحاب الإسهامات النبيلة.
تأسست جائزة أبوظبي في سنة 2005، بهدف تكريم الأشخاص الذين يرشحهم أفراد المجتمع لما قاموا به من خدمات جليلة وأعمال خيّرة أسهمت في تطوير المجتمع وتقدمه. وبعد مرور ست دورات أقيمت حتى الآن، فقد كرم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، 56 شخصاً بجائزة أبوظبي.
والأمر المذهل بالنسبة لهذه المجموعة هو التنوع الكبير، فأعمار المكرمين بالجائزة تتراوح بين الـ10 و91 سنة، كما أن الحاصلين على هذا التكريم المرموق ينتمون إلى 14 جنسية مختلفة. إضافة إلى ذلك فإن إنجازاتهم تنتمي إلى مختلف المجالات في الحياة، والتي تشمل أطفالاً في المدارس قدموا أفكاراً بسيطة، وموظفين حكوميين في مراكز عالية. كما تم تكريم ثمانية أشخاص بجائزة أبوظبي بعد وفاتهم لما قاموا به من أعمال نبيلة تركت إرثاً كبيراً لا ينسى في أبوظبي خلال حياتهم.
الأمر الأكثر أهمية في هذه المسألة هو أن كل واحد من هؤلاء قد نال التكريم بفضل ترشيح أشخاص آخرين له، وبكل تأكيد فإن مشاركة أفراد المجتمع في عملية الترشيح تمثل بدورها خدمة للمجتمع من أجل إبراز عمل الخير ونشره. وربما يسهم ترشيح واحد فقط في تكريم أحد الأشخاص ومنحه جائزة أبوظبي ووسام أبوظبي وهو أعلى تكريم مدني.
لا يتوجب على الجميع أن يقوموا بإنجازات ضخمة ليصنعوا الفارق، فقد كرمت جائزة أبوظبي منذ إطلاقها في سنة 2005 العديد من الأشخاص الذين قاموا بأعمال أسهمت في خدمة المجتمع واستحقت التكريم رغم بساطتها. ومن أبسط الطرق التي يمكننا جميعاً أن نتبعها هو أن نقدّر الأعمال المتفانية التي يقوم بها أشخاص مجهولون وأن نرشحهم لنيل جائزة أبوظبي www.abudhabiawards.ae ، التي يغلق باب الترشيح لها بتاريخ 31 مايو 2013.
بهذه البساطة سنكون قد أسهمنا في نشر عمل الخير في مجتمعنا المدني الذي يهتم بنا ويستحق منا رعايته وخدمته، لأننا وبكل بساطة محظوظون للعيش فيه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان
وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب.