في السابع والعشرين من شهر أغسطس عام 1975، تم إنشاء الاتحاد النسائي العام برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريّة، ليمثل نقلة نوعية كبيرة في مسيرة الارتقاء بالمرأة الإماراتية. وقد كان ميلاد الاتحاد النسائي بعد أعوام قليلة من ميلاد الدولة الاتحاديّة تعبيراً صادقاً عن الموقع المحوريّ للمرأة في رؤية القيادة الإماراتية ودورها الذي تم التعويل عليه منذ البداية في المسيرة التنموية الاتحادية. تأتي الذكرى الرابعة والثلاثون لإنشاء الاتحاد النسائي العام، وقد أصبحت المرأة الإماراتية في موقعها الذي أريد لها، والذي تستحقه على المستوى الوطني، ونموذجاً يشار إليه بالبنان على المستويين العربي والدولي، وهذا لم يأتِ من فراغ، وإنما من جهد كبير بذِل على مدى سنوات طويلة على مستويات مختلفة بقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وكان دافعه ومحرّكه الأساسي هو الإيمان الراسخ بدور المرأة وما يمكن أن تقوم به في خدمة وطنها في المجالات كلّها. وفي هذا الإطار فإن الاتحاد النسائي العام تحرك على مسارات مهمّة عدة من أجل تمكين المرأة وتقوية حضورها ودورها، المسار الأول هو المسار التوعوي، وذلك من خلال توعية المرأة الإماراتية بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها، والمسار الثاني هو العمل على تعزيز قدرات المرأة لتمكينها من الحصول على هذه الحقوق وممارستها بمسؤوليّة وكفاءة، والمسار الثالث هو الدفع في اتجاه وضع التشريعات القانونية التي تكفل حقوق المرأة وتساعدها على أداء دورها الذي تتطلّع إليه، وينتظره المجتمع منها. وكان من نتيجة ذلك أن المرأة في دولة الإمارات وصلت إلى أرفع المناصب والمواقع، فقد أصبحت وزيرة وسفيرة ونائبة في المجلس الوطني الاتحادي، وقاضية، ولها حضورها المؤثّر في حقول التجارة والاقتصاد والتعليم والثقافة وغيرها من المجالات، حيث أثبتت وتثبت كلّ يوم أنها قادرة على النجاح في المواقع كلّها داخل الدولة وخارجها. وكل هذه الإنجازات تحققت في إطار من احترام الخصوصيات الحضارية والدينية والثقافية للمجتمع الإماراتي، حيث أثبتت المرأة الإماراتية ألا تعارض بين لعبها دورها في المجتمع وتمسكها بتقاليدها وثقافتها، وبذلك قدمت نموذجاً يحتذى به في إطاريها الخليجي والعربي، وقد أشارت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إلى ذلك بوضوح في الذكرى الـ34 لإنشاء الاتحاد النسائي العام بقولها "إننا ننظر بعيون ملؤها الفخر الكبير إلى المكانة اللائقة التي حقّقتها المرأة الإماراتية على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات، وفي إطار من التزام تعاليم الدين الإسلاميّ الحنيف والشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد المتوازنة". وإذا كان الاتحاد النسائي العام برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قد قاد بإصرار خلال السنوات الماضية الجهد والحركة والعمل من أجل تمكين المرأة الإماراتية، وتحقيق الشراكة الحقيقية بينها وبين الرجل في المجتمع، فإن هذا كلّه تم في إطار فلسفة تنموية راقية تقع المرأة في القلب منها، وهي الفلسفة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأكدها وكرّسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله. إن عدد الجوائز وعدد مرات التكريم التي حصلت عليها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على مدى السنوات الماضية من مؤسسات دولية وإقليمية وعربية رفيعة، إنما يؤكّد ان الدور التاريخي لسموها ليس في مسيرة المرأة الإماراتية فقط، وإنما أيضاً المرأة الخليجية والعربية، خاصة أنه كان لسموها دور محوريّ في إنشاء "منظمة المرأة العربية"، كما يؤكدان ريادتها وبعد نظرها ورؤيتها المستقبليّة الثاقبة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية