لقد كان أسبوعاً صعباً لـ«الديمقراطيين». فقد احتفى الرئيس ترامب بتبرئته وبنسب التأييد المرتفعة له وللاقتصاد الأميركي، بينما بدا سباق الترشيح الرئاسي «الديمقراطي» كحالة انقسام تشيع فيها الفوضى. ويخشى كثير من الناخبين «الديمقراطيين» من أن مرشحيهم يجتذبون نصف الحزب وينفرون النصف الآخر.
ويشعر المعتدلون أن بيرني ساندرز واليزابيث وارين ليسا على خطأ في قضايا كثيرة، لكنهما يساريان أكثر مما يمكنهما من الفوز بالانتخابات. والتقدميون قلقون من أن بيت بيتيجيج وجو بايدن وآمي كلوبتشار ومايكل بلومبيرج وسطيون لا يثيرون الإلهام ولن يحلوا مشكلات أميركا إذا فازوا. ورسالتي ل«الديمقراطيين» الخائفين هي: تنفسوا بعمق ولا تجعلوا المهمة أصعب عليكم، فلا يستطيع أي فريق من الحزب أن يضمن أن مرشحه المفضل سيفوز بالترشيح، لكن يمكنهم تجنب النتيجة التي يخشاها معظمهم، وهي فوز ترامب بفترة ولاية رئاسية ثانية.
وتمثل اللحظة الراهنة التي لا يعرف فيها الجميع المرشح المحتمل على وجه اليقين الوقت الملائم لـ«الديمقراطيين» كي يسألوا أنفسهم: إذا لم تأت الانتخابات التمهيدية بما يشتهون، فهل سيبذلون كل ما بوسعهم لتفويت فرصة ترامب في الفوز بفترة رئاسة ثانية؟ أم سيهولون من الخلافات مع المرشح «الديمقراطي» الفائز مثل الادعاء بأن ساندرز أو وارين ليسا إلا راديكاليين على غرار ترامب.
صحيح أن هناك اختلافات بين المرشحين لكن التشابهات بينهم أكبر. فأي متسابق ديمقراطي يفوز بالرئاسة سيتحرك لإبطاء تغير المناخ، ويعزز الضرائب على الأثرياء، ويقلص الوفيات الناتجة عن انتشار الأسلحة النارية الفردية، ويوسع حقوق التصويت، ويقلص تكلفة الرعاية الصحية والتعليم، ويعزز قوانين الحقوق المدنية، ويعين قضاة تقدميين، ويعيد بناء التحالفات في الخارج، ويتوقف عن معاملة وزارة العدل باعتبارها أداة شخصية.
وكثيرون من «الديمقراطيين» يعلمون كل هذا، لكنهم ما زالوا يقعون في أسر الحماس الشديد للحملة التمهيدية، مما قد يساعد ترامب. وربما تكون قدرة التقدميين والمعتدلين على التوصل إلى أرضية مشتركة قضية سياسية حاسمة ليس فقط لعام 2020 بل للعقد المقبل كله.
والتقدميون محقون في أنه على مدار نصف القرن الماضي، سمح «الديمقراطيون» المعتدلون، غالباً، بأن يملي المحافظون شروط الحوار السياسي بشأن النمو الاقتصادي، والعدل الجنائي، وقيم الأسرة وغيرها. وأود أن أضيف أن المعتدلين أنفقوا وقتاً كبيراً للغاية في وضع سياسات منمقة تكنوقراطياً مثل أرصدة الضرائب بدلاً من خلق برامج شعبية سهلة الفهم. والمعتدلون، من جانبهم، محقون في أن كل انتصار تقدمي كبير في التاريخ الأميركي، مثل: إلغاء العبودية، وحق النساء في التصويت، والضريبة على الدخل، وحقوق العمال، والتأمين الاجتماعي، والحقوق المدنية، وبرنامج ميديكير للرعاية الصحية.. إلخ، تطلب تنازلات من أجل إقناع الحلفاء الذين يختلفون مع التقدميين في الرأي.
وقبل التوصل إلى اختيار، يجب أن يتريثوا ويفكروا في نقاط القوة التي لدى الجانب الآخر. وهذا يعني للتقدميين الاعتراف بأن المرشحين المعتدلين في الكونجرس أبلوا بلاءً أحسن بكثير في الدوائر متأرجحة الولاء بين الحزبين في انتخابات 2016. وهذا يعني للمعتدلين الاعتراف بأن أصالة أفكار ساندرز قد تجتذب بعض الناخبين المتأرجحين أكثر مما تجتذبهم الوسطية المتحذلقة. ومازال الطريق طويلاً في حملة 2020، على «الديمقراطيين» تذكّر النواحي التي لا يمكنهم السيطرة عليها، وتلك التي يمكنهم السيطرة عليها.
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2020/02/09/opinion/democrats-2020-election.html
ويشعر المعتدلون أن بيرني ساندرز واليزابيث وارين ليسا على خطأ في قضايا كثيرة، لكنهما يساريان أكثر مما يمكنهما من الفوز بالانتخابات. والتقدميون قلقون من أن بيت بيتيجيج وجو بايدن وآمي كلوبتشار ومايكل بلومبيرج وسطيون لا يثيرون الإلهام ولن يحلوا مشكلات أميركا إذا فازوا. ورسالتي ل«الديمقراطيين» الخائفين هي: تنفسوا بعمق ولا تجعلوا المهمة أصعب عليكم، فلا يستطيع أي فريق من الحزب أن يضمن أن مرشحه المفضل سيفوز بالترشيح، لكن يمكنهم تجنب النتيجة التي يخشاها معظمهم، وهي فوز ترامب بفترة ولاية رئاسية ثانية.
وتمثل اللحظة الراهنة التي لا يعرف فيها الجميع المرشح المحتمل على وجه اليقين الوقت الملائم لـ«الديمقراطيين» كي يسألوا أنفسهم: إذا لم تأت الانتخابات التمهيدية بما يشتهون، فهل سيبذلون كل ما بوسعهم لتفويت فرصة ترامب في الفوز بفترة رئاسة ثانية؟ أم سيهولون من الخلافات مع المرشح «الديمقراطي» الفائز مثل الادعاء بأن ساندرز أو وارين ليسا إلا راديكاليين على غرار ترامب.
صحيح أن هناك اختلافات بين المرشحين لكن التشابهات بينهم أكبر. فأي متسابق ديمقراطي يفوز بالرئاسة سيتحرك لإبطاء تغير المناخ، ويعزز الضرائب على الأثرياء، ويقلص الوفيات الناتجة عن انتشار الأسلحة النارية الفردية، ويوسع حقوق التصويت، ويقلص تكلفة الرعاية الصحية والتعليم، ويعزز قوانين الحقوق المدنية، ويعين قضاة تقدميين، ويعيد بناء التحالفات في الخارج، ويتوقف عن معاملة وزارة العدل باعتبارها أداة شخصية.
وكثيرون من «الديمقراطيين» يعلمون كل هذا، لكنهم ما زالوا يقعون في أسر الحماس الشديد للحملة التمهيدية، مما قد يساعد ترامب. وربما تكون قدرة التقدميين والمعتدلين على التوصل إلى أرضية مشتركة قضية سياسية حاسمة ليس فقط لعام 2020 بل للعقد المقبل كله.
والتقدميون محقون في أنه على مدار نصف القرن الماضي، سمح «الديمقراطيون» المعتدلون، غالباً، بأن يملي المحافظون شروط الحوار السياسي بشأن النمو الاقتصادي، والعدل الجنائي، وقيم الأسرة وغيرها. وأود أن أضيف أن المعتدلين أنفقوا وقتاً كبيراً للغاية في وضع سياسات منمقة تكنوقراطياً مثل أرصدة الضرائب بدلاً من خلق برامج شعبية سهلة الفهم. والمعتدلون، من جانبهم، محقون في أن كل انتصار تقدمي كبير في التاريخ الأميركي، مثل: إلغاء العبودية، وحق النساء في التصويت، والضريبة على الدخل، وحقوق العمال، والتأمين الاجتماعي، والحقوق المدنية، وبرنامج ميديكير للرعاية الصحية.. إلخ، تطلب تنازلات من أجل إقناع الحلفاء الذين يختلفون مع التقدميين في الرأي.
وقبل التوصل إلى اختيار، يجب أن يتريثوا ويفكروا في نقاط القوة التي لدى الجانب الآخر. وهذا يعني للتقدميين الاعتراف بأن المرشحين المعتدلين في الكونجرس أبلوا بلاءً أحسن بكثير في الدوائر متأرجحة الولاء بين الحزبين في انتخابات 2016. وهذا يعني للمعتدلين الاعتراف بأن أصالة أفكار ساندرز قد تجتذب بعض الناخبين المتأرجحين أكثر مما تجتذبهم الوسطية المتحذلقة. ومازال الطريق طويلاً في حملة 2020، على «الديمقراطيين» تذكّر النواحي التي لا يمكنهم السيطرة عليها، وتلك التي يمكنهم السيطرة عليها.
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2020/02/09/opinion/democrats-2020-election.html