في غمرة اضطرابات متنوعة تجتاح العالم، من فيروس جديد وفتاك من سلالة كورونا في الصين، إلى حرائق الغابات المندلعة منذ أشهر في أستراليا، إلى احتجاجات سياسية في مناطق وبلدان أخرى من العالم.. قلصت عدة جامعات أميركية برامجها الدراسية وبعثاتها التعليمية الخاصة في الخارج، وذلك بشكل مؤقت وهي تراقب الظروف المستجدة في تلك الدول والمناطق وتأثيرها على البرامج والبعثات الدراسية المقررة سلفاً إلى هناك.
وقد ذكر مارك هايز، مدير برامج الدراسة في الخارج في الجامعة الأميركية بواشنطن، أن تسعة طلاب من الجامعة يدرسون في بكين على مبعدة مئات الأميال من تفشي فيروس كورونا الجديد في إقليم وهان الصيني. وأضاف هايز أنه على الرغم من هذا، فقد تم حث هؤلاء الطلاب على وضع الأقنعة الطبية، وعلى الاهتمام دوماً بغسل اليدين وتجنب الحشود الكبيرة وأماكن الزحام الكثيف.
وذكرت ميجان دابياك، المتحدثة باسم جامعة جورج تاون، أن ثلاثة طلاب من الجامعة يدرسون في بكين، وأن الجامعة أصدرت في الأيام القليلة الماضية إرشادات تحث الطلاب وجميع العاملين على الحصول على لقاح مضاد للإنفلونزا، وعلى الاعتماد على منظمة «انترناشيونال إس. أو. إس» للاستغاثة الدولية، التي تقدم التحذيرات الطبية وخدمات الإخلاء للطلاب والموظفين المغتربين خارج أوطانهم.
وعلّقت السلطات الصينية في إقليم وهان السفر من الإقليم، وأُلغيت مئات الرحلات من المطار الدولي للمدينة يوم الخميس الماضي. وفي العاصمة بكين، ألغى المسؤولون الصينيون الاحتفالات الجماعية المقررة أصلاً بالعام القمري الجديد، أملاً في تقيد انتشار المرض الذي ينقله الهواء وتزيد احتمالات الإصابة به في تجمعات بشرية كبيرة.
ويوم السبت الماضي، حذّر الزعيم الصيني «شي جين بينج» من «انتشار متسارع» للفيروس الذي حصد أرواح ما لا يقل عن 100 شخص. وقد تأكدت الإصابات به في مدن حول الصين، منها بكين نفسها، وفي دول أخرى مثل اليابان وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام ونيبال وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
وقد توسعت الاستجابة الصينية والعالمية في الرد على فيروس كورونا بشكل سريع للغاية، حيث أعلنت هونج كونج، يوم السبت الماضي، إغلاق المدارس إلى منتصف فبراير. وذكرت كريستال نوزال، المتحدثة باسم جامعة جورج واشنطن، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن الجامعة شاركت معلومات عن إجراءات السلامة مع جميع طلابها الذين يدرسون في الصين وبعض الدول الأخرى التي تم فيها تسجيل حالات إصابة بالفيروس.
لكن حتى قبل تفشي فيروس كورونا الجديد، كانت عدة جامعات في مقاطعة كولومبيا الأميركية، مثل الجامعات الأميركية والكاثوليكية وجورج واشنطن وجورج تاون.. قد أوقفت البرامج الأكاديمية لسبب آخر، ألا وهو الاحتجاجات الجامحة في بعض المدن والمناطق التي جذبت أنظار العالم خلال الأشهر الماضية.
ويتعين على مديري البرامج الجامعية والبعثات الدراسية الخارجية اتباع نهج دقيق لا يكبح ولع الطلاب باستكشاف مناطق جديدة من العالم، ولا يحد من حماسهم في هذا الخصوص، وفي الوقت ذاته يحافظ على سلامتهم من الأوبئة والمخاطر الأمنية في هذه المناطق. ويرى بعض الطلاب في الاضطرابات السياسية فرصة للتعلم، مثل روهيت سيث الطالب في السنة الدراسية الثانية في الجامعة الأميركية. ويعتقد سيث أن الدراسة في بريطانيا تمثل فرصة لفهم التوترات بين مؤيدي ومعارضي الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت).
والجدير بالذكر أن الجامعة الأميركية أوقفت في السنوات القليلة الماضية برامج دراسة في حلب السورية، وأجْلت طلاباً من بيروت، وسط مخاوف تتعلق بالأمن في المنطقة. كما أوقفت الجامعة الكاثوليكية برامجها في شيلي بعد احتجاجات ضد زيادة على أسعار تذاكر قطارات الأنفاق هناك في شهر أكتوبر الماضي.
أما في أستراليا، فهناك موقعان شهيران للدراسة، هما سيدني وملبورن، لم يتأثرا مباشرة بنيران حرائق الغابات التي تحاصر أجزاء من البلاد، لكن مديري البرامج الجامعية ما زالوا يراقبون الحرائق هناك عن كثب. فقد ذكرت مارينا مونتجمري، وهي مساعدة مدير برامج الدراسة في الخارج في جامعة هاورد، أن هناك في الوقت الحالي أربعة طلاب من الجامعة يواصلون دراستهم في مدينة سيدني التي تبعد نحو 50 ميلاً عن منطقة الحرائق. ولا يتوقع مسؤولون توقف البرامج بسبب الحرائق، لكنهم مع ذلك لا يخفون قلقهم بشأن جودة الهواء هناك. فقد ذكرت تقارير واردة من مدينة ملبورن، على سبيل المثال، أن جودة الهواء في المدينة، في منتصف شهر يناير الجاري، كانت أسوأ ست مرات من المعدل الذي يعتبر صحياً. لكن الأوضاع تحسنت في الأيام القليلة التي أعقبت ذلك التاريخ.
لوران لامبكن
صحفية أميركية تغطي شؤون التعليم
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وقد ذكر مارك هايز، مدير برامج الدراسة في الخارج في الجامعة الأميركية بواشنطن، أن تسعة طلاب من الجامعة يدرسون في بكين على مبعدة مئات الأميال من تفشي فيروس كورونا الجديد في إقليم وهان الصيني. وأضاف هايز أنه على الرغم من هذا، فقد تم حث هؤلاء الطلاب على وضع الأقنعة الطبية، وعلى الاهتمام دوماً بغسل اليدين وتجنب الحشود الكبيرة وأماكن الزحام الكثيف.
وذكرت ميجان دابياك، المتحدثة باسم جامعة جورج تاون، أن ثلاثة طلاب من الجامعة يدرسون في بكين، وأن الجامعة أصدرت في الأيام القليلة الماضية إرشادات تحث الطلاب وجميع العاملين على الحصول على لقاح مضاد للإنفلونزا، وعلى الاعتماد على منظمة «انترناشيونال إس. أو. إس» للاستغاثة الدولية، التي تقدم التحذيرات الطبية وخدمات الإخلاء للطلاب والموظفين المغتربين خارج أوطانهم.
وعلّقت السلطات الصينية في إقليم وهان السفر من الإقليم، وأُلغيت مئات الرحلات من المطار الدولي للمدينة يوم الخميس الماضي. وفي العاصمة بكين، ألغى المسؤولون الصينيون الاحتفالات الجماعية المقررة أصلاً بالعام القمري الجديد، أملاً في تقيد انتشار المرض الذي ينقله الهواء وتزيد احتمالات الإصابة به في تجمعات بشرية كبيرة.
ويوم السبت الماضي، حذّر الزعيم الصيني «شي جين بينج» من «انتشار متسارع» للفيروس الذي حصد أرواح ما لا يقل عن 100 شخص. وقد تأكدت الإصابات به في مدن حول الصين، منها بكين نفسها، وفي دول أخرى مثل اليابان وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام ونيبال وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
وقد توسعت الاستجابة الصينية والعالمية في الرد على فيروس كورونا بشكل سريع للغاية، حيث أعلنت هونج كونج، يوم السبت الماضي، إغلاق المدارس إلى منتصف فبراير. وذكرت كريستال نوزال، المتحدثة باسم جامعة جورج واشنطن، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن الجامعة شاركت معلومات عن إجراءات السلامة مع جميع طلابها الذين يدرسون في الصين وبعض الدول الأخرى التي تم فيها تسجيل حالات إصابة بالفيروس.
لكن حتى قبل تفشي فيروس كورونا الجديد، كانت عدة جامعات في مقاطعة كولومبيا الأميركية، مثل الجامعات الأميركية والكاثوليكية وجورج واشنطن وجورج تاون.. قد أوقفت البرامج الأكاديمية لسبب آخر، ألا وهو الاحتجاجات الجامحة في بعض المدن والمناطق التي جذبت أنظار العالم خلال الأشهر الماضية.
ويتعين على مديري البرامج الجامعية والبعثات الدراسية الخارجية اتباع نهج دقيق لا يكبح ولع الطلاب باستكشاف مناطق جديدة من العالم، ولا يحد من حماسهم في هذا الخصوص، وفي الوقت ذاته يحافظ على سلامتهم من الأوبئة والمخاطر الأمنية في هذه المناطق. ويرى بعض الطلاب في الاضطرابات السياسية فرصة للتعلم، مثل روهيت سيث الطالب في السنة الدراسية الثانية في الجامعة الأميركية. ويعتقد سيث أن الدراسة في بريطانيا تمثل فرصة لفهم التوترات بين مؤيدي ومعارضي الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت).
والجدير بالذكر أن الجامعة الأميركية أوقفت في السنوات القليلة الماضية برامج دراسة في حلب السورية، وأجْلت طلاباً من بيروت، وسط مخاوف تتعلق بالأمن في المنطقة. كما أوقفت الجامعة الكاثوليكية برامجها في شيلي بعد احتجاجات ضد زيادة على أسعار تذاكر قطارات الأنفاق هناك في شهر أكتوبر الماضي.
أما في أستراليا، فهناك موقعان شهيران للدراسة، هما سيدني وملبورن، لم يتأثرا مباشرة بنيران حرائق الغابات التي تحاصر أجزاء من البلاد، لكن مديري البرامج الجامعية ما زالوا يراقبون الحرائق هناك عن كثب. فقد ذكرت مارينا مونتجمري، وهي مساعدة مدير برامج الدراسة في الخارج في جامعة هاورد، أن هناك في الوقت الحالي أربعة طلاب من الجامعة يواصلون دراستهم في مدينة سيدني التي تبعد نحو 50 ميلاً عن منطقة الحرائق. ولا يتوقع مسؤولون توقف البرامج بسبب الحرائق، لكنهم مع ذلك لا يخفون قلقهم بشأن جودة الهواء هناك. فقد ذكرت تقارير واردة من مدينة ملبورن، على سبيل المثال، أن جودة الهواء في المدينة، في منتصف شهر يناير الجاري، كانت أسوأ ست مرات من المعدل الذي يعتبر صحياً. لكن الأوضاع تحسنت في الأيام القليلة التي أعقبت ذلك التاريخ.
لوران لامبكن
صحفية أميركية تغطي شؤون التعليم
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»