قبل نصف ساعة من الاجتماع الحاشد الذي عقده «بيرني ساندرز» مساء السبت في ولاية أيوا، تسلل طابور حول قاعة مدينة «أيمز» التي تسع نحو 900 مقعد، ولكن لم يُسمح لأي شخص آخر بالدخول، فقد كانت القاعة ممتلئة.
وفي الداخل كانت هناك فرقة لموسيقى الروك تعزف بينما تجمع صفوف من الحاضرين وراء الفرقة يلوحون بشعارات ساندرز. واحتشد مؤيدوه، ومعظمهم من الشباب في الممرات، وذكرت صحيفة ولاية ايوا أن 1,400 شخص حُشروا في القاعة، واحتشد 400 آخرون في غرفة إضافية.
إن ساندرز معروفٌ بأنه يركز على طبقة ويستثني الطبقات الأخرى، كما ذكر «ديفيد فروم» في مجلة «ذي أتلانتيك»: «تتميز العلامة التجارية لساندرز بأنها يسارية لكنها ليست يقظة». إن ساندرز لا يدير أكثر حملة يسارية من الناحية الاقتصادية فحسب، إنه يدير أكثر حملة يسارية اعتذارية. وهي تزداد صعودا مع تقدم ساندرز في استطلاعات الرأي الأخيرة في ولايات أيوا ونيو هامبشاير.
ولم يعد من الصعب التفكير في أنه قد يكون المرشح «الديمقراطي».
عندما انتهت الفرقة من العزف، صعدت ثلاث سيدات من الشعوب الأصلية إلى المسرح للتعبير عن احترامهن للأميركيين الأصليين (من الهنود الحمر) الذين أجبروا على مغادرة الأرض التي أصبحت ولاية ايوا. وجاء المخرج «مايكل مور» ووصف دونالد ترامب بأنه نقطة النهاية لبلد تأسس «على الإبادة وبني على ظهور العبيد». (في اليوم التالي، توقفت الحملة في بيري، ووصف «مور» التمثيل الناقص للمرأة في الكونجرس بأنه شكل من أشكال «الفصل العنصري بين الجنسين»). وتحدثت «ألكساندريا أوكاسيو كورتيز» قائلة «إنني هنا لأن السيناتور ساندرز التزم فعلياً بكسر الجمود».
لا توجد مقارنات أخلاقية أو فكرية بين ساندرز وترامب، ولكن هناك أوجه تشابه هيكلية بين حملة ساندرز وحملة ترامب لعام 2016. لقد أثار ترامب «المحافظين» باحتضانه بلا حرج لشخصيات يمينية متشددة موضع ازدراء من «الجمهوريين» العاديين. وحفز الأشخاص المغتربين على الإنترنت للاحتشاد خلفه. وأرادت النخبة الحزبية منعه، لكن التأييد القوي الذي كان يحظى به سمح له بالمواصلة.
إن أوجه التشابه مع ساندرز واضحة. فهو يدير حملة مفعمة بروح اليسار المناهض للمؤسسة التقليدية في الولايات المتحدة، ويستفيد من فشل النخبة «الديمقراطية» في التكاتف حول شخص آخر. ولديه أيضا عدد هائل من المتابعين على الإنترنت، مع جحافل من المتصيدين يخيفون «الديمقراطيين» الذين يبدو أنهم يقفون في طريقهم. ساندرز هو الذي رفض الانضمام للحزب الذي يسعى للحصول على ترشيحه ويناشد الناس الذين لا يثقون في معظم المؤسسات السياسية، بما في ذلك وسائل الإعلام الرئيسية، بأن ينتخبوه.
من الواضح أن ترامب قد فاز، لذلك هنالك شيء يجب قوله لتقليد بعض استراتيجياته. لكن ساندرز ما زال يخيفني. وكما أشار«عزرا كلاين» مؤخراً في صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن التركيبة الديموغرافية الفظة للسياسة الأميركية تجعل «الديمقراطيين» أكثر اعتماداً فيما يتعلق بالانتخابات على الوسطيين أكثر من اعتماد «الجمهوريين» عليهم.
حالياً، تظهر عدة استطلاعات للرأي أن ساندرز يتفوق على ترامب في بعض الولايات المتأرجحة أكثر من أي شخص آخر. ومع ذلك، أشعر بالرعب من أن هذه النتائج لن تنجو من الإعلانات الهجومية التي لا حصر لها عن الماضي المتشدد لساندرز.
والتفاوتات الاقتصادية التي ينتقدها ساندرز هي حقيقية للغاية، لكن معظم الأميركيين –بما في ذلك معظم «الديمقراطيين» – يقولون إن الاقتصاد جيد، وإنه سيتم إنفاق ثروة لإقناعهم بأن ساندرز سيدمره. قد تكون الاشتراكية تياراً جديداً بين الشباب، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها لا تزال غير مستحبة من قبل الأكبر سناً.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
وفي الداخل كانت هناك فرقة لموسيقى الروك تعزف بينما تجمع صفوف من الحاضرين وراء الفرقة يلوحون بشعارات ساندرز. واحتشد مؤيدوه، ومعظمهم من الشباب في الممرات، وذكرت صحيفة ولاية ايوا أن 1,400 شخص حُشروا في القاعة، واحتشد 400 آخرون في غرفة إضافية.
إن ساندرز معروفٌ بأنه يركز على طبقة ويستثني الطبقات الأخرى، كما ذكر «ديفيد فروم» في مجلة «ذي أتلانتيك»: «تتميز العلامة التجارية لساندرز بأنها يسارية لكنها ليست يقظة». إن ساندرز لا يدير أكثر حملة يسارية من الناحية الاقتصادية فحسب، إنه يدير أكثر حملة يسارية اعتذارية. وهي تزداد صعودا مع تقدم ساندرز في استطلاعات الرأي الأخيرة في ولايات أيوا ونيو هامبشاير.
ولم يعد من الصعب التفكير في أنه قد يكون المرشح «الديمقراطي».
عندما انتهت الفرقة من العزف، صعدت ثلاث سيدات من الشعوب الأصلية إلى المسرح للتعبير عن احترامهن للأميركيين الأصليين (من الهنود الحمر) الذين أجبروا على مغادرة الأرض التي أصبحت ولاية ايوا. وجاء المخرج «مايكل مور» ووصف دونالد ترامب بأنه نقطة النهاية لبلد تأسس «على الإبادة وبني على ظهور العبيد». (في اليوم التالي، توقفت الحملة في بيري، ووصف «مور» التمثيل الناقص للمرأة في الكونجرس بأنه شكل من أشكال «الفصل العنصري بين الجنسين»). وتحدثت «ألكساندريا أوكاسيو كورتيز» قائلة «إنني هنا لأن السيناتور ساندرز التزم فعلياً بكسر الجمود».
لا توجد مقارنات أخلاقية أو فكرية بين ساندرز وترامب، ولكن هناك أوجه تشابه هيكلية بين حملة ساندرز وحملة ترامب لعام 2016. لقد أثار ترامب «المحافظين» باحتضانه بلا حرج لشخصيات يمينية متشددة موضع ازدراء من «الجمهوريين» العاديين. وحفز الأشخاص المغتربين على الإنترنت للاحتشاد خلفه. وأرادت النخبة الحزبية منعه، لكن التأييد القوي الذي كان يحظى به سمح له بالمواصلة.
إن أوجه التشابه مع ساندرز واضحة. فهو يدير حملة مفعمة بروح اليسار المناهض للمؤسسة التقليدية في الولايات المتحدة، ويستفيد من فشل النخبة «الديمقراطية» في التكاتف حول شخص آخر. ولديه أيضا عدد هائل من المتابعين على الإنترنت، مع جحافل من المتصيدين يخيفون «الديمقراطيين» الذين يبدو أنهم يقفون في طريقهم. ساندرز هو الذي رفض الانضمام للحزب الذي يسعى للحصول على ترشيحه ويناشد الناس الذين لا يثقون في معظم المؤسسات السياسية، بما في ذلك وسائل الإعلام الرئيسية، بأن ينتخبوه.
من الواضح أن ترامب قد فاز، لذلك هنالك شيء يجب قوله لتقليد بعض استراتيجياته. لكن ساندرز ما زال يخيفني. وكما أشار«عزرا كلاين» مؤخراً في صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن التركيبة الديموغرافية الفظة للسياسة الأميركية تجعل «الديمقراطيين» أكثر اعتماداً فيما يتعلق بالانتخابات على الوسطيين أكثر من اعتماد «الجمهوريين» عليهم.
حالياً، تظهر عدة استطلاعات للرأي أن ساندرز يتفوق على ترامب في بعض الولايات المتأرجحة أكثر من أي شخص آخر. ومع ذلك، أشعر بالرعب من أن هذه النتائج لن تنجو من الإعلانات الهجومية التي لا حصر لها عن الماضي المتشدد لساندرز.
والتفاوتات الاقتصادية التي ينتقدها ساندرز هي حقيقية للغاية، لكن معظم الأميركيين –بما في ذلك معظم «الديمقراطيين» – يقولون إن الاقتصاد جيد، وإنه سيتم إنفاق ثروة لإقناعهم بأن ساندرز سيدمره. قد تكون الاشتراكية تياراً جديداً بين الشباب، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها لا تزال غير مستحبة من قبل الأكبر سناً.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»