في ربيع عام 1868، كانت تذاكر حضور جلسات توجيه الاتهام للرئيس أندرو جاكسون تتمتع بأكبر درجة من الإقبال. والرغبة في الحصول على هذه التذاكر كان مفهوماً. فقد كانت هذه أول مساءلة لرئيس أميركي. وأعلن مجلس الشيوخ الأميركي نفسه قائلاً «إلى جانب أنها واحدة من أكثر الأحداث درامية في تاريخ مجلس الشيوخ، فالمحاكمة محور اهتمام الموسم الاجتماعي في المدينة». وبوسع المرء أن يتخيل أيضاً عدم وجود تغريدات مباشرة على موقع «تويتر».
والاهتمام بالمحاكمة كان كبيراً لدرجة أن الأوامر صدرت لضباط الشرطة بالوقوف أمام مبنى الكونجرس لمنع انفلات الحشود الجامحة. وابتكر مجلس الشيوخ طريقة لتوزيع تذاكر حضور الجلسات في ظل مواجهته مشكلة أمنية وفرصة فريدة لوضع نظام لمن يملكون ومن لا يملكون. فقد طبع المجلس 1000 تذكرة لكل يوم وتغيرت ألوان التذاكر كل يوم، لكن حصص التوزيع لم تتغير. فقد كان نصيب السلك الدبلوماسي 40 تذكرة والرئيس 20 تذكرة وكل سيناتور أربعة تذاكر ووزير العدل سالمون تشيس أربع تذاكر وكل نائب تذكرتان.
وهذا النظام خلق قاعة حضور لا تمثل الشعب بالضبط. فالحاصلون على التذاكر كانوا يميلون إلى إعطائها إلى أفراد أسرهم والشخصيات البارزة في المجتمع والأنصار السياسيين، كما أن الأميركيين الأفارقة لم يكن مسموح لهم بالحضور. وكتبت «بريندا وينآبل» في كتابها الصادر حديثاً عن محاكمة أندرو جاكسون تقول «كان النساء والرجال في المقاصير ينظرون عبر مناظير الأوبرا إلى المشهد في أسفل». وجاء في كتاب «وينآبل» أيضاً أنه في اليوم الأول، ظهرت «كيت تشيس» ابنة وزير العدل «سالمون تشيس» وهي «ترتدي الحرير الأصفر الفاتح وأقراط أتروسكانية الطراز وأساور ذهب».
وحضر الجلسات الجاسوسة الكونفدرالية في الحرب الأهلية الأميركية «بيلا بويد». وحضر أيضا نحاتون مشهورون وأصدقاء الصحفيين ورجال أعمال وهو الحشد الذي يتوقع المرء أن يراه اليوم في حفل بالبيت الأبيض. وأصبحت هذه التذاكر، هذه الأيام، من الأشياء التي يسعى جامعو المقتنيات القديمة إلى الحصول عليها، وتظهر أحياناً في موقع «إيباي» على الإنترنت ومزادات المعارض مقابل أكثر من ألف دولار. وجاء في أحد الإعلانات «غير مستعملة وبها الكعب. قطع جانبي صغير بينما التذكرة والكعب متصلان. نادراً ما يوجد التذكرة والكعب معا. تذكرة زرقاء غامقة»، بالنسبة لعملية المساءلة الحالية لم يصل الطلب على التذاكر مثل هذا السعار الذي بلغه عام 1868. ويستطيع الناخبون الآن الحصول على حق دخول قاعات مجلس الشيوخ عن طريق أعضاء المجلس ممثلي دائرتهم الانتخابية. والبحث عن تذاكر جلسات المساءلة على موقع ستابهاب StubHub يؤدي إلى ظهور الرسالة التلقائية التالية «لا يوجد أي فعاليات في الأفق الآن».

مايكل روزنفالد
صحفي أميركي يكتب في قضايا التاريخ والعلوم الاجتماعية والثقافة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»